الأمن السوري ينهي إعتصام حمص بالقوة ويحتل مشافي المدينة

تاريخ النشر: 19 أبريل 2011 - 06:04 GMT
مشهد من المواجهات بثه التلفزيون الرسمي السوري
مشهد من المواجهات بثه التلفزيون الرسمي السوري

هاجمت قوات الأمن السورية عند الساعات الأولى من فجر الثلاثاء آلاف المعتصمين في ساحة الساعة وسط مدينة حمص، وبحسب ناشطين حقوقيين وشهود عيان فإن أحد أفراد الأمن خاطب الجموع في الساحة عبر مكبّر للصوت طالبا منهم الرحيل قبل أن تفتح القوى الأمنية النار المباشر عليهم.

يشار إلى أن العناصر الأمنية لاحقوا المعتصِمين الفارين وأطلقوا عليهم الرصاص والغاز المسيّل للدموع.

وقد دعت الجوامع في حمص إلى نجدة المعتصمين في وجه قوى الأمن.

وأفادت وكالات الأنباء باعتقال رجلي الدين الشيخ سهل الجنيد والشيخ محمود الدالاتي.

كذلك عمدت القوى الأمنية إلى احتلال كل المستشفيات في المدينة.

وأفاد شهود بأن المعتصمين طوقوا المستشفى الذي كانوا ينقلون إليه جرحاهم منعا لاقتياد قوات الأمن إياهم إلى السجن.

مقتل ضباط

وفي نفس السياق اعلن مصدر رسمي مقتل ثلاثة ضباط سوريين بيد "مجموعات مجرمة مسلحة" في مدينة حمص التي شهدت تظاهرات احتجاجية اسفرت عن مقتل احد عشر متظاهرا الاحد برصاص قوات الامن السورية كما قال ناشطون حقوقيون.

واعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) خبر مقتل ضابط وافراد من عائلته والتمثيل بجثثهم بالاضافة الى مقتل ضابطين اخرين مساء الاثنين ونشرته الصحف السورية الثلاثاء.

وذكرت المصادر ان "مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه (...) قتلت الاطفال وحاميهم بدم بارد".

واضافت ان: "غريزة الغاب لديهم لم تكتف باطلاق النار على الابرياء بل لجأوا الى تقطيع الاوصال وتشويه الاوجه".

كما اعلنت مقتل ضابطين آخرين هما "العقيد معين محلا والرائد اياد حرفوش" اللذان "استشهدا في منطقة الزهراء بحمص برصاص المجموعات الاجرامية المسلحة".

واكدت "ندرك ان من يستهدف امن الوطن لابد ان يستهدف اولا امن حماته الصادقين".

تمرد مسلح

من جانبها نددت وزارة الداخلية السورية ب"تمرد مسلح" يعبث بامن سوريا وتقوم به "مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية" في وقت تزداد فيه حركة الاحتجاج بعد اكثر من شهر على انطلاقتها.

واعلنت وزارة الداخلية السورية في بيان نشرته الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان "مجريات الأحداث الأخيرة كشفت أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية من قتل لعناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل بأجسادهم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإطلاق النار لترويع الأهالي وقطع الطرقات العامة والدولية إنما هو تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية ولا سيما في مدينتي حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) حيث دعا بعضهم علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين باقامة إمارات سلفية".

واكدت وزارة الداخلية في بيانها انها "لن تتساهل مع النشاطات الارهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بأمن الوطن وتنشر الارهاب والرعب بين المواطنين" مؤكدة انها "ستعمل بكل حزم لفرض استتباب الأمن والاستقرار على كافة أرجاء الوطن وملاحقة الارهابيين أينما وجدوا لتقديمهم للعدالة وإنهاء أي شكل من أشكال التمرد المسلح".

واتسعت حركة الاحتجاجات الاثنين مع اعتصام بدأ مساء في حمص وهو سيتواصل حتى اسقاط النظام، حسب ما قال ناشط في هذه المدينة.

وصرح نجاتي طيارة لفرانس برس "يشارك اكثر من 20 الف شخص في الاعتصام في ساحة الساعة التي اعدنا تسميتها ساحة التحرير تيمنا بميدان القاهرة".

واضاف "انه اعتصام مفتوح مستمر حتى تحقيق مطالبنا" وهي على الاخص ضمان الحريات والافراج عن جميع معتقلي الرأي ووقف الاعتقالات السياسية.

وتابع "على هذا النظام المتسلط ان يتغير. اننا ننتظر الاصلاحات منذ 11 عاما، الشعب يريد حريته" في اشارة الى تسلم الاسد الحكم عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الاسد.

وقال طيارة "الشباب مستعدون لمواجهة جميع الاحتمالات بما فيها الشهادة".

وقالت احدى المعتصمات وتدعى نورا "كل حمص هنا. كلنا سوريون ندعو الى الحرية. وسائل الاعلام الرسمية تكذب عندما تقول ان اجانب يندسون بيننا للقيام باعمال عنف".

وشارك عشرات الالاف سابقا في تشييع سبعة متظاهرين قتلوا بالامس في حمص (160 كلم شمال دمشق) بحسب ناشطين حقوقيين. وطالب المتظاهرون بسقوط النظام وهتفوا من اجل الحرية.

واشتدت حدة التوتر كما قال المعتصمون منذ الاعلان السبت عن وفاة شيخ كان اعتقل قبل اسبوع.

وفي منطقة تلبيسة بمنطقة حمص، قتل اربعة اشخاص على الاقل الاحد برصاص قوات الامن، حسب شهود. وقالت السلطات ان شرطيا قتل وجرح 11 اخرون بالاضافة الى خمسة جنود.

وفي درعا (100 كلم الى جنوب دمشق) تظاهر حوالى 500 شخص مطالبين خصوصا باطلاق سراح المعتقلين ومنددين باحتكار حزب البعث للحياة السياسية في البلاد، حسب ما قال احد الناشطين في مجال حقوق الانسان.

وفي جسر الشغور بالقرب من ادلب (شمال غرب)، تظاهر حوالى 1500 شخص بعد تشييع متظاهر قتل في بانياس الى اقصى الجنوب. وقطعوا الطريق المؤدي الى حلب (شمال) وطالبوا خصوصا باطلاق سراح المعتقلين، حسب ما قال ناشط اخر.

وقتل ما لا يقل عن 200 شخص منذ بدء حركة الاحتجاجات، حسب منظمة العفو الدولية.

وطلبت الولايات المتحدة مجددا من الرئيس الاسد "التجاوب مع التطلعات المشروعة لشعبه".

كما علقت على مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست وفيه ان الولايات المتحدة مولت سرا مجموعات للمعارضة السورية وكذلك محطة تلفزيونية معارضة للنظام.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "معمل مع مجموعة فاعلين في المجتمع المدني في سوريا بهدف تعزيز حرية التعبير". واضاف "هذا الامر يشكل جزءا من دعمنا للمجتمع المدني وللمنظمات الدولية" في اي مكان بالعالم.

واضاف بيان وزارة الداخلية السورية ان "ما قامت به هذه المجموعات المسلحة يشكل جريمة بشعة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات ويظهر أن الهدف من نشر إرهابها في ربوع سورية هو التخريب والقتل وبث الفوضى بين الأهالي وترويعهم مستغلين مسيرة الحرية والإصلاح الذي انطلقت عجلته في برنامج شامل ضمن جداول زمنية محددة أعلن عنها السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التوجيهية للحكومة الجديدة".

وأهابت الوزارة في ختام بيانها ب"الاخوة المواطنين ضرورة الابلاغ عن أوكار الارهابيين والمشبوهين وعدم السماح لهم بالاندساس بين صفوفهم واستغلال مناخ الحرية لسفك الدماء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن