روسيا تقاوم ضغطا غربيا بشأن المسألة النووية السورية

تاريخ النشر: 08 يونيو 2011 - 11:38 GMT
البوابة
البوابة

قال دبلوماسيون ان قوى غربية مضت قدما في مسعى احالة سوريا الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة بسبب مزاعم عن نشاط نووي سري رغم معارضة روسيا ودول أخرى.

وذكروا أن الولايات المتحدة وحلفاءها طرحوا مسودة قرار خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة يوجه اللوم لدمشق لعدم تعاونها طوال ثلاث سنوات مع تحقيق في موقع دير الزور الصحراوي الذي دمرته اسرائيل عام 2007 .

وتقول تقارير مخابرات أمريكية ان دير الزور كان مفاعلا نوويا حديث العهد من تصميم كوريا الشمالية الغرض منه انتاج البلوتونيوم لصنع قنابل نووية قبل ان تحوله الغارة الاسرائيلية الى انقاض.

وفي تقرير الشهر الماضي قالت وكالة الطاقة الذرية التي دعمت المزاعم الامريكية ان من "المرجح بصورة كبيرة" ان المنشأة التي تم استهدافها في دير الزور كانت مفاعلا.

وذكر الدبلوماسيون أن من شأن القرار المقترح بشأن سوريا احالة القضية الى مجلس الامن في نيويورك اذا تبناه مجلس محافظي الوكالة. وتواجه سوريا في الوقت ذاته عقوبات غربية بسبب قمعها الشديد للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في البلاد.

ومن المتوقع أن يبحث مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة والذي ينعقد في اطار دورة عادية خلال الفترة من 6 الى 10 يونيو حزيران في فيينا القضية في وقت لاحق من الاسبوع الجاري.

وقال دبلوماسي غربي كبير "انه قرار متعلق بعدم الالتزام" في اشارة الى التزامات سوريا تجاه الكشف عن أي أنشطة نووية للوكالة.

لكن عددا من الدول غير الغربية الاعضاء في مجلس محافظي الوكالة يعارض أو يشكك في جدوى احالة القضية الى مجلس الامن. ويقول البعض ان أيا كان الذي كان يدور في دير الزور فقد انتهى ولم يعد يمثل خطرا حاليا.

وقال دبلوماسيون ان من الدول المتشككة ايضا الى جانب روسيا الصين وبعض الدول العربية.

وقال مبعوث من احدى الدول النامية "من الواضح أن الروس يعرقلون العملية."

وأوضح دبلوماسيون غربيون أن مسودة القرار ستعدل اذا كان ذلك سيساعد على حشد تأييد أكبر حتى رغم أنهم أبدوا ثقتهم في أن لديهم بالفعل ما يكفي من الاصوات.

وتمثل روسيا والصين على وجه الخصوص أهمية كبيرة لانها من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) الى جانب الاعضاء الاخرين وهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقال مارك هيبز خبير الانتشار النووي في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "تقول بعض الدول الاوروبية والدول النامية انه اذا صوتت ثلاث دول فقط من الدول الدائمة العضوية (في مجلس الامن) لصالح القرار في الوكالة واذا عارضتها دول عربية فان ثقل القرار سيكون أقل كثيرا."

كما قاومت روسيا والصين دعوة غربية لادانة سوريا في مجلس الامن بسبب قمعها للمحتجين المناهضين للحكومة مما يوضح عدم تأييدهما لفكرة تعامل المجلس مع ما يعتبرونه قضية داخلية.

ومن سلطات مجلس محافظي الوكالة احالة الدول الى مجلس الامن اذا اتضح انتهاكها للقواعد العالمية لحظر الانتشار النووي من خلال الانخراط في أنشطة نووية سرية.

وسبق للمجلس أن أحال ايران الى مجلس الامن عام 2006 لانها لم تبدد شكوكا عن سعيها لصنع أسلحة نووية. ومنذ ذلك الحين فرضت على ايران أربع مجموعات من عقوبات الامم المتحدة بسبب رفضها الحد من الانشطة النووية الحساسة.

وتنفي سوريا امتلاك أي برامج للاسلحة النووية وتقول ان القوى العالمية يجب أن تركز بدلا من ذلك على اسرائيل بسبب ما يعرف عنها من امتلاك ترسانة نووية.

وفي محاولة فيما يبدو للحيلولة دون توجيه الوكالة اللوم لدمشق عرضت سوريا الشهر الماضي التعاون بشكل كامل مع الوكالة بعد أن رفضت سابقا مطالب متكررة لدخول موقع دير الزور.

ورفض دبلوماسيون غربيون المبادرة السورية وقالوا انها وسيلة لتعطيل أي اجراءات ضد دمشق وقالوا ان من المهم أن يحيل مجلس محافظي الوكالة سوريا الى مجلس الامن لردع أي دول أخرى عن الانشطة النووية السرية.