أمر الجيش الاميركي بتحرك قطع بحرية على مقربة من ليبيا، فيما اعلنت ايطاليا انها تدرس فرض منطقة حظر طيران فوق هذا البلد، وقالت بريطانيا انها ستعمل مع حلفائها لفرض الحظر لحماية الليبيين من هجمات قوات القذافي.
وقال الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم البنتاجون " نقوم بتحريك سفن على مقربة من ليبيا في حالة الاحتياج لها."
وكان لايان اعلن في وقت سابق ان الجيش الامريكي غير توزيع قواته البحرية والجوية حول ليبيا في الوقت الذي تتزايد فيه المطالبة الدولية بانهاء حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال"لدينا مخططون يعملون وخطط طوارئ مختلفة وأعتقد أنه يمكن القول بأمان اننا نعيد في هذا الاطار توزيع قواتنا كي نتمكن من توفير تلك المرونة عندما تتخذ قرارات.. كي نتمكن من توفير خيارات ومرونة."
وأضاف "ما زلنا في مرحلة التخطيط والاعداد تحسبا لاوامر قد تطلب منا أداء أي نوع من المهام سواء كانت انسانية أو غيرها."
وامتنع لابان عن التصريح بتفاصيل بشأن أنواع السفن أو الوحدات التي أعيد توزيعها أو كيف تعتزم القيادة الامريكية استخدامها.
وقال "لم تتخذ قرارات بعد."
وأضاف أن البنتاجون لديه حاملتا طائرات في منطقة القيادة البحرية التي تشمل بحر العرب والخليج. واشار الى أن القيادة الامريكية لا توجد لها حاملات طائرات في البحر المتوسط حاليا.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان ايطاليا ستدرس السماح لحلفائها باستخدام قواعد لها في البحر المتوسط اذا تم التوصل الى قرار تدعمه الامم المتحدة بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وقال فراتيني لرويترز في مقابلة "اذا اتخذ اعضاء مجلس الامن القرار فسندرسه حينئذ" مضيفا في الوقت نفسه انه لا يوجد اتفاق حتى الان على نشر قوة عسكرية دولية.
واضاف فراتيني لرويترز بالهاتف من فيينا حيث كان يحضر اجتماعا لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة "القواعد الايطالية هي الوحيدة التي يمكن استخدامها حيث انها الاقرب الى ليبيا. لكننا لم نصل الى هذه المرحلة بعد."
وتابع "نعتقد ان منطقة حظر الطيران اجراء مفيد لكن لا يوجد توافق في الرأي بين اعضاء مجلس الامن على فرضها وهو ما سيتطلب استخدام طائرات حربية." وقال ان عدة دول تشعر الان ان مثل هذا الاجراء سابق لاوانه.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعلن الاثنين ان بريطانيا ستعمل مع حلفائها لوضع خطط لفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا لحماية شعبها من الهجمات العسكرية التي تشنها حكومة القذافي.
ودعا كاميرون في كلمة ألقاها أمام البرلمان البريطاني الى تنحي القذافي قائلا ان جميع الاجراءات ستؤخذ في الاعتبار لزيادة الضغط عليه كي يرحل بدءا بتوسيع نطاق العقوبات الى استهداف المزيد من انصاره.
وقال كاميرون "نحن لا نستبعد بأي حال استخدام الموارد العسكرية."
وهون المتحدث باسم كاميرون في وقت لاحق من اقتراحات بأن بريطانيا قد ترسل قوات برية الى ليبيا.
وقال كاميرون " ينبغي ألا نقبل استخدام هذا النظام للقوة العسكرية ضد شعبه."
وأضاف " وفي هذا السياق طلبت من وزارة الدفاع ورئيس الاركان العمل مع حلفائنا على وضع خطط لفرض منطقة لحظر الطيران."
وقال وزير الخارجية الاسترالي كيفين رود ان حكومته ستطلب من الامم المتحدة الموافقة على منطقة لحظر الطيران.
غير ان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن نأى بنفسه عن الحديث عن تطبيق وشيك لمثل هذا الاجراء الذي استخدم قبل 20 عاما ضد حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد حرب الخليج.
وقال راسموسن للصحفيين في بروكسل "اعتقد ان الاطار هنا ينبغي ان يكون الان القرار الذي اصدره مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاسبوع الماضي."
وأضاف "وقرار مجلس الامن يستبعد استخدام القوات المسلحة كما لم يرد به ذكر لاقامة منطقة حظر طيران."
وكانت بريطانيا قالت يوم الاحد انها جمدت اموال القذافي ورفعت عنه الحصانة الدبلوماسية. وأكد كاميرون ان وزارة المالية البريطانية أوقفت شحن أوراق نقدية بقيمة 900 مليون جنيه استرليني (1.45 مليار دولار) الى ليبيا.
ودعا كاميرون من وصفهم بأنهم "على هامش النظام" الى التخلي عن القذافي الان.
وقامت الطائرات العسكرية البريطانية بمهمتين في مطلع الاسبوع لانقاذ عمال تقطعت بهم السبل في منشآت نفطية في الصحراء الليبية. وقال كاميرون ان احدى الطائرات أصيبت بأضرار بسيطة جراء التعرض لنيران أسلحة صغيرة في المهمة الثانية.
واضاف ردا على سؤال أن شركات النفط ينبغي ان تعيد النظر في عملياتها لمعرفة ما اذا كان بمقدورها أن تقوم في المستقبل بدور أكبر في اجلاء موظفيها بنفسها من مناطق الاضطرابات.
والاثنين، أطلقت قوات الامن الرصاص في الهواء لتفريق نحو 400 شخص يحتجون ضد القذافي في حي بالعاصمة طرابلس.
ووقعت الاشتباكات في حي تاجوراء في شرق طرابلس حيث أبلغ سكان في السابق عن اشتباكات وقعت بين معارضين للقذافي والقوات المواليه له.
وهتف المتظاهرون بشعارات مناهضة للقذافي بينما لوحوا بالعلم ذي اللون الاخضر والاسود والاحمر الذي صار رمزا للثورة ضد حكم القذافي الذي تجاوز اربعين عاما.
وظهر رسم على أحد الجدران بالميدان الذي تجمع فيه المتظاهرون وتحته عبارة تقول "اللعبة انتهت" موجهة للقذافي في تقليد للشعارات التي استخدمت في احتجاجات في مصر وتونس المجاورتين وأطاحت برئيسي البلدين.
وبعد دقائق معدودة وصلت عدة سيارات رياضية الى الميدان الذي وقعت فيه الاحتجاجات ثم قفز من كانوا بهذه السيارات ممن يلفون شارات خضراء حول رؤوسهم واطلقوا النار في الهواء في محاولة لفض الاحتجاج.
وحلقت هليكوبتر عسكرية فوق المكان فيما انتشرت سيارات لعدد اكبر من قوات الامن في الشوارع القريبة.
وقال اثنان من السكان بشكل منفصل ان اربعة محتجين قتلوا أثناء مشاركتهم في مسيرة مشابهة مساء الاحد.
وقال مهندس كمبيوتر يدعى محمد "ميليشيات القذافي تطلق النار عشوائيا. وصلوا في اربع سيارات. وقتل اربعة اشخاص. كان هناك جنازة اليوم."
ومازالت الاحتجاجات مستمرة عندما غادر مراسل رويترز المنطقة. والمراسل موجود في طرابلس في اطار جولة للصحفيين الاجانب تنظمها الحكومة.