قال سكان إن آلاف المشيعيين في قرية طفس قرب بلدة درعا بجنوب سوريا أشعلوا النيران في مقر محلي لحزب البعث ومركز للشرطة السبت أثناء تشييع جنازة محتج قتل أمس الجمعة في درعا.
وقال شاهد عيان إن مئات المحتجين يتجمعون في ميدان رئيس ببلدة درعا السورية وهم يطالبون بالحرية.
وأضاف ان ثلاثة من الشبان المحتجين صعدوا الى ما تبقى من تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي حطمه المحتجون يوم الجمعة ورفعوا قطعة من الورق المقوى كتب عليها شعار "الشعب يريد اسقاط النظام".
تغيير وزاري
وافاد مراسل قناة "العربية" الإخبارية في دمشق انه من المتوقع حدوث تغيير وزاري قريب على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدن سورية عدة.
من جهة ثانية قال محام مدافع عن حقوق الانسان إن السلطات السورية أطلقت سراح 260 سجينا معظمهم من الاسلاميين من سجن صيدنايا أمس الجمعة.
وأضاف المحامي الذي طلب عدم نشر اسمه لـ (رويترز) إن السجناء أكملوا ثلثي مدة عقوبتهم على الأقل ويحق لهم الافراج عنهم إلا أن السلطات نادرا ما كانت تمنحهم هذا الحق من قبل.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أكد السبت ان السلطات السورية افرجت مساء الجمعة عن مئتي معتقل سياسي بينهم اسلاميون.
وقال رامي عبد الرحمن مدير هذه المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها في اتصال هاتفي مع وكالة (فرانس برس) ان: "السلطات السورية افرجت مساء امس (الجمعة) عن اكثر من مئتي شخص من سجن صيدنايا"، مشيرا الى ان "الغالبية العظمى منهم من الاسلاميين"
واوضح عبد الرحمن الذي نقل الخبر عن المحامية سيرين خوري ان الافراج جاء "بناء على طلب اخلاء سبيل".
واضاف عبد الرحمن انه تم التاكد من الافراج من "خلال احد السجناء المفرج عنهم الذي وصل الى منزله في مدينة الرقة قبل قليل".
واشار الى ان "هناك بعض الذين اعتقلوا في دمشق مازال قيد الاعتقال لدى الاجهزة الامنية كاحمد حديفة" المعتقل منذ 15 اذار (مارس) الجاري.
وشهد سجن صيدنايا العسكري (شمال دمشق) الذي يعد من اكبر السجون في سوريا ومخصص لايواء السجناء السياسيين بالاضافة الى سجناء الحق العام، عصيانا بتاريخ 5 تموز (يوليو) 2008 قتل فيه 25 سجينا على الاقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
مفوضية حقوق الانسان
حذرت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة سوريا من مغبة الدخول في "دوامة العنف" من جراء القمع العنيف للتظاهرات، ودعت الى استخلاص العبر مما جرى في الدول العربية الاخرى.
واعلنت المفوضة في بيان ان "الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا (...) تدل بوضوح على ان القمع العنيف للتظاهرات السلمية لا يستجيب لتطلعات الشعب الذي يخرج الى الشوارع، كما انه قد يتسبب في دوامة من الغضب والعنف والقتل والفوضى".
واضافت ان: "الشعب السوري لا يختلف عن بقية شعوب المنطقة، انه يريد ان يتمتع بالحقوق الانسانية الاساسية التي حرم منها منذ زمن طويل".
وشددت بيلاي على ان اللجوء الى القوة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين قد فشلت في احتواء الاستياء الشعبي و"لم ينتج عنها سوى الاحباط والغضب الذي تحول بعدها الى غليان".
واوضحت انه "عندما تبدا هذه الدوامة من الصعب جدا انجاز ما كان ممكنا قبل ذلك، اي ضمان الحقوق المشروعة في التعبير والتجمع السلمي والاصغاء والعمل على تسوية المشاكل الحقيقة".
ونوهت مفوضة حقوق الانسان باعلان الحكومة السورية الخميس سلسلة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية لكنها شددت على ان "الافعال ابلغ بكثير من الاقوال".
وخلصت الى القول ان "الاعلان عن جملة من الاصلاحات التي طالما كانت مرتقبة والمرحب بها، ومن ثم اطلاق النار على المتظاهرين في اليوم التالي يرسل اشارات متناقضة تماما وينسف الثقة بشكل خطير".