قصفت طائرات حلف الاطلسي قوات موالية لمعمر القذافي في منطقة الجبل الغربي في ليبيا يوم الجمعة عند خط الجبهة حيث تراجعت قوات القذافي قبل يومين امام تقدم للمعارضة المسلحة.
وقال عبد الواحد وهو مقاتل من المعارضة يحرس نقطة تفتيش على الحافة الشرقية لقرية القوالش ان القنابل سقطت على مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات شرقي القرية.
واضاف ان القصف الجوي تكرر اربع مرات عصر الجمعة.
وطردت قوات المعارضة قوات القذافي من القرية يوم الاربعاء في واحد من اكبر انجازاتها في اسابيع وتقدمت على الطريق السريع تجاه بلدة غريان الاستراتيجية التي تسيطر على الطريق الرئيسي الى الجنوب من العاصمة طرابلس التي تبعد حوالي 100 كيلومتر.
واستأنفت المعارضة الليبية المسلحة حملتها ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الجمعة وتعرضت لاطلاق نيران كثيف فقط بعد أيام من احرز تقدم قوي باتجاه طرابلس على جبهتين.
وحشد القذافي عشرات الالاف من انصاره في الساحة الخضراء بطرابلس لاداء صلاة الجمعة ليؤكد رفضه التنحي بعد أربعة عقود في السلطة وخمسة أشهر من القتال.
وقال مسعفون ان خمسة من المعارضة الليبية المسلحة قتلوا وأصيب 17 اخرون على خط المواجهة بالقرب من مصراتة على ساحل البحر المتوسط.
وتعرض مقاتلو المعارضة لاطلاق نيران مدفعية كثيف من قوات القذافي وشاهد فريق لرويترز بالقرب من خط المواجهة قذيفة مورتر تسقط بالقرب من وحدة للمعارضة.
وقال فريق رويترز ان خمسة من افراد هذه الوحدة أصيبوا وان اثنين حالتهما خطيرة. وكانت أصابع احد المعارضين قطعت جزئيا وتدلت من يده بعد الانفجار.
وقال متعاطف مع المعارضة في مصراتة لرويترز ان مقاتلي المعارضة يتحركون صوب مدينة زليتن المجاورة وهي ضمن سلسلة من المدن التي تسيطر عليها الحكومة لتعوق تقدمهم الى طرابلس.
واضاف في رسالة عبر البريد الالكتروني انه مع تقدم المعارضة اطلقت القوات الموالية للقذافي داخل المدينة قذائف لتعوق تقدمهم.
وقال "ينتظر الثوار دعم حلف شمال الاطلسي أو نفاد ذخيرة قوات القذافي للتحرك من أجل السيطرة على وسط المدينة."
وبعد اسابيع من القتال الذي اتسم الموقف فيه بالجمود تقدم مقاتلو المعارضة غربا من مدينة مصراتة ليصبحوا على مسافة نحو 13 كيلومترا من زليتن حيث يتمركز أعداد كبيرة من القوات الموالية للقذافي.
وكان ذلك بالتزامن مع حملة في الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس حيث سيطرت مجموعة من المعارضة يوم الاربعاء على قرية ليقتربوا من السيطرة على طريق سريع رئيسي يؤدي الى العاصمة.
واحتشد عشرات الالاف من انصار القذافي وزعماء القبائل في الساحة الخضراء في طرابلس لاداء صلاة الجمعة والاستماع الى الخطبة التي توقعت نهاية سريعة للتمرد.
وقال الخطيب علي ابو سواح لالاف المصلين ان ليبيا يمكنها تنفيذ اصلاح دون تدخل من الغرب واتهم المعارضين بانهم عملاء للغرب.
وسأل كيف يمكن السماح بمثل هذا التدخل على ضوء ما حدث في العراق وافغانستان.
واشاد ايضا بالسعودية التي كانت لها علاقات متقلبة مع القذافي في الماضي لعدم اعترافها بالمجلس الانتقالي.
واشارت المنظمة الدولية للهجرة الى نقل مئات المهاجرين الافارقة جوا من جنوب ليبيا الخاضع لسيطرة الحكومة الى العاصمة التشادية يوم الاربعاء.
ويبقى ما يصل الى الفي تشادي ومهاجرين افارقة من جنسيات اخرى تقطعت بهم السبل في جنوب ليبيا وقضوا اسابيع في العراء بقليل من الغذاء والمياه والخدمات الصحية.
ورفض القذافي اي اقتراح يتضمن تخليه عن السلطة ووصف حملة حلف شمال الاطلسي بانها عدوان استعماري يهدف الى الاستيلاء على النفط الليبي.
وفيما قد يكون احدث الضغوط المالية على القذافي قالت صحيفة تركية يوم الجمعة ان تركيا جمدت ما قيمته مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الليبي لدى البنوك التركية.
ونقلت صحيفة ستار التركية ذلك عن مسؤولين في وزارتي الخارجية والاقتصاد. وأضافت أن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية حث تركيا على الافراج عن الاحتياطيات خلال زيارة قام بها زعيم المجلس هذا الاسبوع.
وتجنب معارضو القذافي اخفاقا دبلوماسيا يوم الخميس عندما لم تتم الموافقة بفارق ضئيل على قرار في مجلس النواب الامريكي لوقف تمويل التدخل العسكري.
وناقش الجمهوريون والديمقراطيون مسألة أن الرئيس باراك أوباما انتهك الدستور الامريكي وقرار سلطات الحرب الصادر عام 1973 بسبب عدم حصوله على موافقة الكونجرس على العمليات العسكرية الامريكية في ليبيا.
وكانت هناك علامات أخرى للاستياء داخل حلف شمال الاطلسي بشأن قصف الدولة الواقعة في شمال افريقيا.