مقتل سبعة محتجين غداة عفو جديد في سوريا

تاريخ النشر: 21 يونيو 2011 - 04:27 GMT
بشار الاسد
بشار الاسد

قتلت قوات الامن السورية سبعة مدنيين  أثناء اشتباكات في مدينتي حمص والميادين بمحافظة دير الزور بين محتجين وموالين للرئيس بشار الاسد الذي اصدر الثلاثاء عفوا عاما جديدا هو الثاني الذي يصدره منذ بدء الاحتجاجات ضد نظامه.

وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان موالين للاسد يعرفون باسم الشبيحة أطلقوا الرصاص على المحتجين في حمص وحماة والميادين وقتلوا سبعة مدنيين على الاقل واصابوا عشرة بجروح.
وقال مقيم في بلدة الميادين "من الصعب قول من الذي بدأ أولا لكن ناقلات جند مدرعة تابعة للجيش تحركت وسط مظاهرة (مناهضة للاسد) وأطلقت النار على الناس. وتأكد مقتل شخص واحد لكن سبعة أشخاص اخرين يعانون من اصابات خطيرة."
وقال اثنان من المقيمين في حمص ان قوات الامن أطلقت النار على المحتجين الذين نظموا مظاهرة في مواجهة الاجتماع الحاشد المؤيد للاسد المدعوم بشرطة سرية وأفراد من ميليشيا موالية للاسد تعرف باسم "الشبيحة".
وقال شهود في درعا ان قوات الامن فتحت النار لتفريق عدة الاف من المحتجين في الحي القديم من المدينة الذين نزلوا الى الشوارع في رد فعل ازاء اجتماع حاشد مؤيد للحكومة في منطقة المحطة التي قالوا ان موظفين وقوات من الجيش صدرت لهم الاوامر بحضورها.
وقد اصدر الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء عفوا عاما جديدا غداة عرض لاجراء حوار والاعلان عن اصلاحات اعتبرتها المعارضة غير كافية، فيما اعرب عشرات الاف الاشخاص عن دعمهم له في دمشق.
وقد غصت ساحة الامويين بوسط العاصمة السورية بعشرات الاف الاشخاص صباح الثلاثاء واقفلت الطرق المحيطة بها، كما ذكرت مراسلة وكالة فرانس برس.
وحمل المتظاهرون القادمون من احياء العاصمة وريفها، اعلاما سورية ورددوا شعارات مؤيدة للنظام منها "بالروح بالدم نفديك يا بشار" و "الله وسوريا وبشار وبس".
وافاد التلفزيون الرسمي ان تظاهرات ضخمة اخرى مؤيدة للاسد نظمت ايضا في حمص (وسط) وحلب (شمال) واللاذقية (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) حيث بدأت في منتصف اذار/مارس حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري.
وكانت كل هذه المدن شهدت تظاهرات ضد النظام.
واكدت وكالة الانباء السورية ان "ملايين السوريين قد احتشدوا ... لدعم خطة الاصلاحات الشاملة" التي اعلن عنها الرئيس الاسد.
وقد وعد الاسد الاثنين باصلاحات مثل امكان تعديل بند في الدستور ينص على ان البعث "هو الحزب القائد للدولة والمجتمع" في سوريا منذ 1963. والغاؤه هو واحد من ابرز مطالب المعارضة.
لكن المجموعة الدولية والمعارضين اعتبروا هذه الوعود غير مقنعة. ودعا المعارضون الى استمرار الثورة حتى سقوط النظام.
واصدر الرئيس السوري الثلاثاء عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 20 حزيران/يونيو الجاري، كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) التي لم تقدم مزيدا من الايضاحات.
وهو العفو الثاني الذي يصدره الرئيس السوري منذ بدء الاحتجاجات، بعد العفو العام الذي اصدره في 31 ايار/مايو على كافة المعتقلين السياسيين بمن فيهم الاخوان المسلمون.
وقالت منظمات حقوق الانسان انه تم الافراج عن مئات المعتقلين لكن قمع المحتجين استمر.
وكان الرئيس السوري صرح في كلمة الاثنين "شعرت ان هذا العفو (الصادر في 31 ايار/مايو) لم يكن مرضيا للكثيرين"، مؤكدا انه "سيتم التوسع بالعفو بشكل يشمل آخرين دون ان يضر مصلحة وامن الدولة من جانب ومصالح المواطنين".
وفي هذا الخطاب وهو الثالث منذ بدء حركة الاحتجاجات، دعا الاسد ايضا الى "حوار وطني" يمكن ان يفضي الى دستور جديد. وقال ان "الحوار سيكون شعار المرحلة المقبلة".
لكنه اشار الى انه لا يمكن التسرع في اقرار الاصلاحات المطروحة، واقترح الانتظار حتى انتخاب مجلس شعب جديد في آب/اغسطس.
وبعد خطاب الاثنين، سارت تظاهرات معادية للنظام في مختلف المناطق وخصوصا في حلب (شمال) وحمص، كما ذكر ناشطون.
وقد ارسلت السلطة في الاشهر الاخيرة قواتها ودباباتها الى عدد كبير من المدن لقمع المتظاهرين، متذرعة بأن تدخلها قد املاه وجود "ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى"، لكنها لم تعترف صراحة بحجم الاحتجاج.
واسفر القمع عن اكثر من 1300 قتيل من المدنيين واعتقال اكثر من 10 الاف شخص، كما ذكرت منظمات سورية غير حكومية.
واكد البيت الابيض، ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "اتفقا (الاثنين) على انه يتوجب على الحكومة السورية ان تضع حدا لاعمال العنف الان وان تطبق سريعا اصلاحات ملموسة تحترم التطلعات الديموقراطية للشعب السوري".
وتواجه تركيا المتاخمة للحدود السورية تدفقا للاجئين السوريين الذين بلغ عددهم الاثنين 10,650 كما ذكر مصدر رسمي.
واعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الثلاثاء ان "مجلس الامن الدولي لايمكن ان يصمت لفترة اطول" حيال ما يجري في سوريا، مؤكدا انه "اقترب الوقت الذي سيكون فيه على الجميع تحمل مسؤولياتهم".
واضاف فيون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد مباحثات بينهما "نريد ان نتحرك في اطار الشرعية الدولية (..) ولا يمكن لمجلس الامن ان يصمت لفترة اطول".
وتابع "اقترب الوقت الذي سيكون فيه على الجميع تحمل مسؤولياتهم".
في المقابل اعتبر بوتين بشان سوريا ان "التدخل في شؤون دولة ذات سيادة لا افق له".
وفي مقابلة نشرها الكرملين الاحد اعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ان موسكو ستستخدم حق الفيتو في مجلس الامن ضد اي قرار ضد سوريا وذلك خشية ان يقصف الغرب سوريا كما فعل في ليبيا مع اقراره بان دمشق تقع عليها مسؤولية قتلى.