ينكب محققو وكالات الاستخبارات الأمريكية على فحص بيانات وأجهزة كمبيوتر خاصة بزعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، الني استولت عليها قوة أمريكية خاصة بعد قتله في عملية خاطفة بباكستان، الأحد، وفق مصادر أمريكية مسؤولة.
وقال مستشار الرئيس الأمريكي في شؤون الإرهاب، جون برينان، إن قوة الكوماندوز التي داهمت مقر بن لادن في منطقة "أبوتاباد"، شمالي باكستان، "جمعت ما استطاعت من مواد رأيناها مناسبة وكنا بحاجة إليها."
ويأمل المسؤولون الأمريكيون في الكشف عن معلومات قيمة تقودهم لقيادات أخرى في تنظيم القاعدة، ومخططات إرهابية محتملة. وشدد برينان على الأهمية القصوى لعامل الوقت الراهن، بعد مقتل بن لادن، لمواصلة جهود ملاحقة تنظيم القاعدة، دون إبداء المزيد من التفاصيل.
وأوضح مسؤول استخباراتي آخر، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أن المعدات المصادرة تتضمن إلكترونيات وأقراص مدمجة وأخرى فيديو رقمية، لافتاً إلى كمها الهائل، وعلى غير المتوقع، رغم افتقار مقر بن لادن إلى وسائل الاتصال من هاتف وإنترنت، وكونه كان يتواصل مع العالم الخارجي عن طريق مراسيل.
وشُكل فريق مهام من محققي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه - CIA" لفحص الأدلة المصادرة أثناء عملية الدهم التي وضعت حداً لأطول مطاردة لأكثر المطلوبين للولايات المتحدة دامت زهاء عشرة أعوام.
ويبحث المحققون عن أي مؤشرات لخطط وهجمات إرهابية ربما أعدها التنظيم، وأية خيوط قد تقودهم إلى كبار القيادات في الشبكة الإرهابية، وفق المصدر.
ابو احمد الكويتي
ونقلت شبكة (CNN) عن مصدر دبلوماسي أن "المرسال" الموثوق به الذي قاد، دون قصد، الاستخبارات الأمريكية إلى مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، بعد مراقبة طويلة استغرقت أعواماً، هو كويتي يدعى "أبو أحمد."
وكان مسؤولون أمريكيون قد أشاروا، في وقت سابق، إلى أن عملية تعقب المرسال، دون تسميته، بدأت منذ عام 2007، عقب التعرف على هويته من اعترافات معتقلين في القاعدة العسكرية بخليج "غوانتانامو" في كوبا.
ورصد المحللون أثناء تقييم المعتقلين المحتجزين في السجن العسكري، تكرار اسم "أبو أحمد الكويتي"، ويعتقد أنه من المقربين إلى خالد شيخ محمد، وبدوره يحمل الجنسية الكويتية، ويعتبر الأخير العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ عملية تصفية بن لادن التي اضطلعت بها قوة كوماندوز أمريكية، وصف مسؤولون أمريكيون "أبو أحمد" كحامي كبار قيادات القاعدة، مثل خالد شيخ محمد، وأبو فرج الليبي، المعتقل هو الآخر في غوانتانامو ويعتقد أنه يحتل المرتبة الثالثة في سلم قيادات التنظيم عند اعتقاله في مايو/ أيار عام 2005.
وجاء في أحد التقييمات الواردة بوثائق وزارة الدفاع الأمريكية، التي نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، ذكراً لـ"أبو أحمد" على أنه من كبار الذين يقدمون تسهيلات للتنظيم وأحد مساعدي محمد، و "يعمل كمرسال وفي القسم الإعلامي للقاعدة، الذي يشغل KU-10024 (في إشارة إلى محمد).
وأوردت الوثائق السرية أن "أبو أحمد الكويتي" من المقربين إلى بن لادن وتنقل معه، وشوهد في "تورا بورا"، وأنه ربما الشخص الذي أشار عدد من المعتقلين إلى كان برفقته هناك قبيل فراره، والتي اختفى أثر زعيم القاعدة بعدها.
وجاء ذكر "أبو أحمد" على لسان الإندونيسي رضوان عصم الدين، وهو من أعضاء القاعدة وقضاء عامين في جبهات القتال في باكستان وأفغانستان في فترة الثمانينيات.
حرج امني باكستاني
قالت وكالة الاستخبارات الباكستانية إنها تشعر بالحرج الشديد لإخفاق أجهزتها في معرفة مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة على الرغم من أنه كان يعيش في مجمع سكني بالقرب من منشآت عسكرية.
وقال مسؤول في الاستخبارات الباكستانية إن السلطات سبق وأن داهمت المجمع عام 2003 ولكن العملية كانت بغرض اعتقال قائد آخر في تنظيم القاعدة ومنذ ذلك الحين لم تعر السلطات هذا المجمع انتباها
ويأتي هذا فيما نفى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان يكون وجود زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في بلاده عندما قتل علامة على تقاعس السلطات الباكستانية في الحرب على "الارهاب."
وقال زرداري في مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست إن بلاده "من اكبر ضحايا الارهاب في العالم." وأوضح الرئيس الباكستاني أن "باكستان لم تكن يوما ولن تكون مرتعا للتشدد كما يصورها الاعلام".