قادة الاحتجاجات يستعدون لتحرير طرابلس

تاريخ النشر: 28 فبراير 2011 - 08:42 GMT
معمر القذافي فقد السيطرة على البلاد
معمر القذافي فقد السيطرة على البلاد

بدأ قادة الحركة الاحتجاجية في ليبيا الأحد تنظيم صفوفهم شرق وغرب البلاد بشكل متسارع مؤكدين العمل للقيام بـ"مسيرة لتحرير طرابلس".

فيما قال لواء بالجيش في شرق ليبيا انشق على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي إن قواته مستعدة لمساعدة المحتجين الذين يقاتلون في طرابلس اذا دعوهم إلى ذلك ورفض اي حاجة إلى المساعدة العسكرية الاجنبية

ففي غرب ليبيا أعلن شعبان أبو ستة عضو اللجنة الثورية المعارضة في مدينة نالوت التي تبعد 60 كلم عن الحدود التونسية مساء الأحد، أن عددا كبيرا من مدن غرب البلاد بات "في أيدي الشعب" منذ أيام، وأن هذه المدن "تعد لمسيرة لتحرير طرابلس".

وقال المحامي أبو ستة إن "المدينة تحررت منذ 19 فبراير/ شباط وتديرها لجنة ثورية شكلتها عشائر المدينة". وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أن نالوت باتت بلا قوات شرطة وبلا عسكريين أو أي قوات أخرى موالية للزعيم الليبي معمر القذافي وتديرها حاليا لجنة ثورية تضم نحو 10 من كبار شخصيات المدينة. وأضاف شعبان أبو ستة أن "تسع مدن في غرب البلاد تحررت منذ أيام ورحلت منها قوات القذافي وتدير كل منها الآن لجنة ثورية" مشيرا إلى مدن وبلدات مثل يفرن وغريان وككلا وجادو وزنتان. وقال: "إننا نضع أنفسنا تحت سلطة المجلس الوطني في بنغازي ونعد العدة للقيام بمسيرة إلى طرابلس لتحرير العاصمة من نير القذافي". وتضم مدينة نالوت 66 ألف نسمة وتقع على بعد 230 كلم من طرابلس.

وفقد القذافي السيطرة على الشرق بسرعة بعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكمه الذي امتد 41 عاما في 15 فبراير شباط. وأنشأ الثوار في مدينة بنغازي الشرقية مجلسا وطنيا وتعهدوا بتقديم العون للمعارضين الذين ما زالوا يقاتلون ضد القذافي.

وقال اللواء احمد القطراني أحد أبرز قادة الجيش في بنغازي والذي انشق على حكم الزعيم الليبي ان المحتجين في طرابلس يقولون انهم بخير حتى الآن ولا يحتاجون للمساعدة لكنه اذا طلبوا المساعدة فسوف تتحرك القوات في المنطقة الشرقية لدعمهم.

ويقول سكان بنغازي إن المئات من سكان المدينة توجهوا بالفعل إلى طرابلس لدعم جهود محاولة السيطرة على العاصمة من ايدي الموالين للقذافي. واشار القطراني ان الجيش لن يتحرك الا اذا دعاه قادة المحتجين في طرابلس.

ويحدد مدى مشاركة وحدات الجيش في القتال ضد أنصار القذافي بشكل كبير الزمن الذي ستستغرقه المواجهة. وقال القطراني لرويترز دون ان يفصح عن مصدر معلوماته ان الموالين للقذافي في طرابلس يسيطرون على وحدة واحدة من وحدات الجيش وانها ستنضم الى الشعب قريبا. وقال ان القوات الجوية ترفض تماما تنفيذ اي اوامر يصدرها القذافي لها.

واضاف القطراني أن القذافي يسيطر على عدد قليل من القوات في المناطق التي يسيطر عليها فقط وقال ان مدينة سرت مسقط رأس القذافي والتي تقع في منتصف المسافة تقريبا بين بنغازي وطرابلس في طريقها للسقوط في ايدي الثوار.

ويقول صحافيون وشهود عيان إن نظام القذافي لا يسيطر سوى على المناطق الغربية المحيطة بالعاصمة وبعض المعاقل القديمة في الجنوب القاحل.

ففي مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كلم غرب طرابلس تظاهر بضعة آلاف شخص الأحد ضد النظام الليبي أثناء زيارة لصحافيين نظمتها السلطات الليبية، حسب ما أفاد شهود.

وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الشهداء وسط المدينة "يسقط النظام، نريد الحرية".

وانطلقت التظاهرة لدى وصول أكثر من 50 صحافيا معظمهم من الأجانب لزيارة المدينة بدعوة من السلطات الليبية.

وحسب الشهود فإن المتظاهرين يسيطرون بشكل خاص على وسط المدينة التي شهدت الخميس مواجهات دامية مع قوى الأمن الليبية أوقعت 35 قتيلا على الأقل بحسب الرابطة الليبية لحقوق الإنسان.

وقام المتظاهرون أمام الصحافيين بإطلاق سراح جنديين ليبيين كانوا يجتجزونهما في مقر جامعة الزاوية، كما قاموا بإطلاق النار في الهواء فرحا بسيطرتهم على وسط المدينة.

كما أفاد الشهود من الصحافيين من جهة ثانية أن مئات المتظاهرين المؤيدين للقذافي نظموا الأحد مسيرة في منطقة الحرشة التي تقع عند مدخل مدينة الزاوية على بعد خمسة كيلومترات من وسط المدينة بالتزامن مع مرور الصحافيين الأجانب.

256 قتيلا و2000 جريح في بنغازي

هذا، وقد نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد عن أطباء في بنغازي أن 256 شخصا قتلوا و2000 جرحوا في هذه المدينة الواقعة شرق ليبيا، خلال التمرد على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.

وجاء في بيان للصليب الأحمر أن "مجموعة أطباء في بنغازي مكلفة تنسيق الأنشطة الصحية في المدينة ذكروا أن 256 شخصا قتلوا وأصيب 2000 بجروح في التمرد".

وكان فريق من الصليب الأحمر وصل مساء السبت إلى بنغازي، وقال إن الوضع في هذه المدينة التي تسيطر عليها المعارضة هادئ وأن بعض المحال التجارية فتحت أبوابها وبات من الممكن شراء مواد غذائية.

وقال سيامون بروكس الذي يقود الفريق المرسل إلى بنغازي أن "المستشفيات في بنغازي بحاجة إلى جراحين وأخصائيين في تقويم الأعضاء وأدوية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة". وأشاد بالعمل الذي أنجزه الهلال الأحمر في المجال الطبي. وأضاف: "بحسب تقديراتنا الأولية لا عجلة لتأمين المواد الغذائية. من الصعب تقييم الحاجات خارج المدينة". وبنغازي إحدى مدن شمال شرق البلاد التي أصبحت تحت سيطرة المعارضين لنظام القذافي