قال سكان ان قوات الرئيس السوري بشار الاسود يقودها شقيقه طوقت ضاحية حرستا بدمشق يوم الاربعاء في حملة تستهدف المراكز الرئيسية بالمدن التي تشهد احتجاجات يومية ضد حكمه.
وقال أحد سكان الضاحية التي تسكنها أغلبية محافظة ويعمل مهندسا بعد ان تمكن من مغادرة حرستا لرويترز في مكالمة هاتفية "طوق المئات من الفرقة الرابعة كل مداخل حرستا الاثنى عشر. انهم يرتدون زيا قتاليا من خوذات وأحزمة ذخيرة ويحملون بنادق. قطعت المياه والكهرباء والهواتف."
وطردت السلطات السورية أغلب الصحفيين الاجانب مما يجعل من الصعب التحقق من أقوال الشهود أو التصريحات الرسمية.
وذكرت صحيفة لبنانية مقربة من النظام السوري أن الرئيس بشار الأسد سيلقي قريباً خطابه الرابع متوقعة أن يحتوي على تفاصيل هامة تتعلق بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع وإجراء انتخابات رئاسية تعددية لأول مرة منذ انقلاب 8 آذار/ مارس عام 1963.
وبحسب صحيفة "الديار" فإن الأسد سيقدم على خطوة الانتخابات الرئاسية لأنه "متأكد من شعبيته الكبيرة في المدن السورية الكبرى وخصوصا حلب التي لم تشهد قيام أية تظاهرة مما دفع دعاة التظاهر الى اتهام فاعلياتها وشارعها بالتواطؤ مع النظام، كما أن رصيد الأسد كبير جداً في أوساط العلمانيين والمثقفين، مما سيعيده الى قيادة البلاد رئيساً منتخباً بأغلبية كبيرة من الأصوات"، وفقا لرأي الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن الرئيس السوري سيلقي خطابه عبر محطات التلفزيون الرسمي قبل نهاية الشهر الحالي، ونقلت عن "مراقبين" قولهم إن "الأسد سيعرض تفاصيل تتعلق بالمجريات والحراك الشعبي، وكيفية معالجة السلطة له وإنه سيكون صريحا بكلامه الى أقصى الحدود".
وكان الأسد ألقى حتى الآن 3 خطابات الأول كان في مجلس الشعب وركز بشكل كبير على وجود "مؤامرة " تستهدف سوريا "تشارك فيها أطراف إقليمية ودولية"، أما خطابه الثاني فكان عبارة عن كلمة توجيهية للحكومة الجديدة التي شكلها عادل سفر خلفا لحكومة ناجي العطري، والخطاب الثالث تم إلقاؤه من مدرج جامعة دمشق أعلن فيه أن "الحوار الوطني" سيكون عنوان المرحلة القادمة.
وفي وقت أكد فيه نشطاء سوريون أن القوات السورية كثفت الثلاثاء حملتها ضد المحتجين المعارضين للحكومة في مدينة حمص بوسط البلاد ما أسفر عن مقتل 16 شخصا، أكدت السلطات الأربعاء أن مجموعات خارجة على القانون هي من قام بترويع الأهالي.
وقال أحد النشطاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "قتل 16 شخصا وجرح عدد آخر في الخالدية فيما وصفه سكان حمص بعملية قمع مميتة".
وأضاف: "الناس في حمص قالوا إن قوات الأمن تطلق النار بلا رحمة على المتظاهرين. كما أنها تطلق النار كذلك على سيارات الإسعاف التي تحمل الجرحى".
وقال نشطاء حقوقيون إن نحو 30 شخصا قتلوا خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن في حمص مطلع الأسبوع الجاري.
ومن جانبها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "مجموعات مسلحة خارجة على القانون قامت بترويع الأهالي وحاولت قطع الطرقات واعتدت على المواطنين والممتلكات وأصابت عددا من أفراد الجيش بإصابات مختلفة".
وأضافت: "روى عدد من جرحى الجيش وقوات حفظ النظام في تصريحات للتلفزيون السوري أمس قصصاً عن إجرام تلك المجموعات حيث قال أحد جرحى الجيش بعد نقله إلى المستشفى إن المهمة الملقاة على عاتقنا كانت إعادة فتح الشوارع التي أغلقها المسلحون الذين تجمعوا هناك بأعداد كبيرة حيث دخلنا إلى منطقة حوصرنا فيها وكانوا يهاجموننا بقوة من خلال استخدامهم للرشاشات والبنادق الآلية والقناصة".
إلى ذلك اعتقلت السلطات السورية ليل الثلاثاء - الاربعاء المعارض البارز جورج صبرا ومحاميا من منزليهما كما ذكرت الرابطة السورية لحقوق الانسان. وقال رئيس الرابطة عبد الكريم الريحاوي "في الساعة الثانية صباحا اقتحمت قوات الامن منزل زعيم حزب الشعب الديموقراطي جورج صبرا في بلدة قطنا (قرب دمشق) واعتقلته".
واضاف: "لقد اقتيد الى جهة غير معلومة". وكان صبرا قد اعتقل قبل ذلك في العاشر من نيسان(ابريل) الماضي لمدة شهر خلال الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الاسد.
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، اعتقل المحامي جمال الطحان من منزله فجر اليوم ايضا. والطحان معارض معروف في مدينته بحسب هذه المنظمة غير الحكومية.