قوات القذافي تسيطر على اجدابيا والبريقة والثوار يفرون الى بنغازي

تاريخ النشر: 15 مارس 2011 - 04:41 GMT
مقاتل من المعارضة في اجدابيا يوم الثلاثاء
مقاتل من المعارضة في اجدابيا يوم الثلاثاء

 

سيطرت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاءعلى مدينتي اجدابيا والبريقة شرق البلاد لتصبح طريقها سالكة الى معقل الثوار في بنغازي، فيما حذرت مسودة بيان مجموعة الثماني القذافي لكنها لم تشر الى حظر جوي.
وقال التلفزيون الليبي الرسمي يوم الثلاثاء ان القوات الموالية للقذافي أخرجت مقاتلي المعارضة من بلدة اجدابيا في شرق البلاد التي تعرضت لقصف عنيف قبل دخول القوات الحكومية اليها.
وبث التلفزيون رسالة على الشاشة تقول ان بلدة اجدابيا طهرت من المرتزقة والارهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقصفت قوات القذافي الثلاثاء بالمدفعية والطائرات اجدابيا، اخر معقل للثوار الليبيين قبل بنغازي (160 كلم شمال) ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصابة نحو 15 اخرين.
وفي وقت سابق قال مقاتل معارض لرويترز ان بلدة البريقة في شرق ليبيا وقعت يوم الثلاثاء في ايدي قوات الزعيم الليبي معمر القذافي التي تتقدم باطراد بحذاء الساحل داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وقال المقاتل الذي ذكر انه اسمه ناصر متحدثا في أجدابيا التي تقع الى الشرق وتتعرض للهجوم ايضا "فقدنا البريقة تماما. لم نتمكن من مواجهة قوات القذافي."
وقال شاهد عيان يدعى احمد محمد كان يزود سيارته بالوقود في طريقه الى اجدابيا "قوات القذافي دخلت وسط اجدابيا وعندها تعرضنا لاطلاق النار."
وكانت النافذة الخلفية للسيارة محطمة وقالت امرأة من اثنتين تجلسان في السيارة في الخلف ومعهما خمسة اطفال "اطلقوا النار من خلال النافذة." وكان في السيارة زجاج محطم.
وافاد صحافي لوكالة "فرانس برس" موجود على بعد نحو 20 كلم جنوب بنغازي معقل المتمردين الليبيين، ان مئات المدنيين والمتمردين وصلوا بعد ظهر الثلاثاء الى بنغازي (شرق ليبيا) هربا من اجدابيا.
وجاء في مسودة بيان اطلعت عليها رويترز ان وزراء خارجية دول المجموعة سيحذرون القذافي من "عواقب جسيمة" اذا تجاهل الحقوق الاساسية لشعبه لكنها لم تصل الى حد المطالبة بفرض حظر جوي فوق ليبيا.
وتدعو المسودة -التي يمكن ان تعدل قبل الاعلان عنها في ختام المحادثات الوزارية في باريس- مجلس الامن التابع للامم المتحدة الى زيادة الضغوط على القذافي كي يتنحى بما في ذلك فرض اجراءات اقتصادية ضده.
وحذفت فقرة كانت في البداية تدعو لاجراءات منها فرض حظر جوي ومن المتوقع ان يرحب الوزراء بدلا من ذلك ببحث مجلس الامن العديد من الاجراءات لحماية الشعب الليبي من هجمات قوات القذافي وان يؤكدوا حق الشعب الليبي في الديمقراطية.
وقال مصدر احد الوفود طلب عدم نشر اسمه لرويترز في وقت سابق ان المانيا وروسيا اعاقتا اي اشارة الى فرض منطقة حظر طيران.
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله للصحفيين بعد ذلك "التدخل العسكري ليس حلا. من وجهة نظرنا هو صعب للغاية وخطير.
"لا نريد ان نتورط في حرب في شمال أفريقيا ولا نريد ان ننزلق لنجد أنفسنا كلنا في النهاية في حرب."
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان بلاده لم تقنع شركاءها في مجموعة الثماني بدعم مساعيها لاستصدار قرار بمجلس الامن الدولي يفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.
وقال جوبيه لاذاعة أوروبا 1 الفرنسية "لم أقنعهم حتى الان."
وأضاف "لو كنا استخدمنا القوة العسكرية الاسبوع الماضي لربما لم تحدث الانتكاسة التي منيت بها (قوى) المعارضة."
وتقود فرنسا وبريطانيا دعوات لفرض حظر جوي. ويحاول الرئيس نيكولا ساركوزي اظهار قدرته على القيادة في محاولة لاصلاح صورة السياسة الخارجية الفرنسية من الضعف الذي اصابها بسبب اخطاء في التعامل مع الانتفاضة في تونس.
واستضافت فرنسا اجتماع مجموعة الثماني للتوصل لاتفاق بشأن فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا لكنها تجد مقاومة من شركاء مثل روسيا وألمانيا.
وطلبت جامعة الدول العربية يوم السبت فرض حظر جوي على ليبيا.
وقال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني يوم الثلاثاء ان مجموعة الثماني اتفقت على الحاجة لاتخاذ مزيد من الاجراءات للتعامل مع الازمة الليبية والى مناقشة الامر في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال هيج للصحفيين "هناك رغبة مشتركة في اجراء مزيد من المناقشات في مجلس الامن. نحن واضحون هنا في مجموعة الثماني ان هناك حاجة لمزيد من الاجراءات .. حاجة للرد بشكل عاجل."
والتقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مساء الاثنين في باريس مع محمود جبريل عضو المجلس الوطني المعارض الذي طلب مساعدة دولية لمحاربة قوات القذافي.
وقال متحدث باسم الخارجية الامريكية يرافق كلينتون في رحلتها انهما بحثا كيف يمكن لواشنطن ان تساعد الشعب الليبي في مواجهة قوات القذافي.
وغادرت كلينتون باريس صباح الثلاثاء في طريقها الى القاهرة ولم تشارك في اجتماع الثلاثاء الرئيسي لمجموعة الثماني.