قوات القذافي تنسحب من وسط راس لانوف بعد معارك عنيفة

تاريخ النشر: 11 مارس 2011 - 05:33 GMT
مقاتلون من الثوار الليبيين يجهزون مدفعا مضادا للطائرات في بنغازي الجمعة
مقاتلون من الثوار الليبيين يجهزون مدفعا مضادا للطائرات في بنغازي الجمعة

 

قال مقاتلون من المعارضة الليبية ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي انسحبت من المنطقة السكنية في وسط مدينة راس لانوف في شرق البلاد يوم الجمعة بعد معارك عنيفة.
وقال المقاتل محمد أبو الحسن عبر الهاتف من المدينة "دار قتال عنيف مع قوات القذافي. انسحبوا من المنطقة السكنية الى الغرب. نقوم الان بتمشيط المنطقة."
وكانت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي شنت غارات جوية الجمعة على منطقة يتمركز فيها الثوار على بعد سبعة كيلومترات شرقي مدينة راس لانوف (شرق) التي كانت احكمت سيطرتها عليها.
وافاد شهود ان الغارات تستهدف منطقة تقع بمحاذاة مصفاة للنفط على بعد سبعة كيلومترات شرق راس لانوف، وقد شاهد خزان نفط يشتعل ودخانا اسود كثيفا يغطي سماء المنطقة.
ويرد الثوار على هذه الغارات بالمضادات الارضية، وقد شاهد مراسل فرانس برس العديد من الثوار منتشرين ببطاريات مضادة للطيران، وقد عمدوا الى اشعال اطارات السيارات قربهم لحجب الرؤية عنهم.
واكد الشهود ان راس لانوف لا تزال تحت سيطرة قوات القذافي. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات في هذه الغارات.
واعتبر سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي مساء الخميس ان الانتصار في المعركة على المتمردين بات غير بعيد.
وقال امام مئات من الشبان المؤيدين للنظام تجمعوا في قاعة في العاصمة الليبية "اوجه رسالة الى اخواننا واقاربنا في الشرق الذين يبعثون لنا كل يوم نداءات للمساعدة ويقولون +انقذونا+، اقول لهم اننا قادمون".
وقصفت قوات النظام الليبي الخميس راس لانوف الموقع النفطي الهام الذي تحول منذ الرابع من آذار/مارس الى الموقع الاكثر تقدما للمتمردين في شرق البلاد. وتحت وابل من القنابل والقذائف تراجع المتمردون راجلين او مكدسين في شاحنات خفيفة (بيك اب)، باتجاه الشرق.
واعلن التلفزيون الليبي الخميس انه تم "تطهير" مدينة راس لانوف مؤكدا ان القوات الليبية تتقدم حاليا باتجاه بنغازي اهم مدن شرق ليبيا ومعقل المعارضة.
وقال المتمردون انهم ارسلوا تعزيزات الجمعة الى موقع راس لانوف النفطي شرق ليبيا، لوقف هجوم تشنه القوات الموالية للزعيم معمر القذافي التي ارغمتهم على الانكفاء امس.
وخلفت المعارك الخميس عشرة قتلى الاقل وعشرات الجرحى، بحسب مصادر طبية. ويمكن ان ترتفع الحصيلة.
وقال طبيب في مدينة البريقة (150 كلم شرقي راس لانوف) "قال لنا المتمردون انه لا تزال هناك جيوب مقاومة في راس لانوف وانه لا تزال هناك بعض المعارك، لكن حاليا الجيش سيطر على المنطقة".
واوضح "ان تفوقهم (القوات النظامية) كامل لقد اطلقوا النار من سفن وهم يسيطرون على الجو".
بيد ان العقيد بشير عبد القادر وهو احد قادة المتمردين اكد ان رجاله شنوا هجوما مضادا ليلا وقال "طرد الجيش الليبي من راس لانوف اثناء الليل من قبل فدائيينا. انها الان مدينة خالية لا احد فيها".
وقال مصطفى الغرياني المتحدث باسم المعارضة في بنغازي "ان خط الجبهة يتغير من ساعة الى اخرى".
في الاثناء وغداة هجوم دبلوماسي فرنسي بدأ 27 من قادة ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الاوروبي اجتماعا في بروكسل لتحديد استراتيجية مشتركة حيال الازمة في ليبيا حيث تحولت الانتفاضة على نظام العقيد معمر القذافي التي بدات في 15 شباط/فبراير الى حرب اهلية.
واصبحت فرنسا الخميس اول دولة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض للنظام الليبي، واعلنت مصادر ان باريس ترغب في تنفيذ "ضربات جوية محددة الاهداف" ضد ليبيا.
لكن هناك اختلاف في الراي داخل الاتحاد الاوروبي بشأن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي وايضا حول الخيار العسكري لمساعدة المتمردين، حتى وان اقتصر الامر على اقامة منطقة حظر جوي.
ولئن كانت فرنسا وبريطانيا في مقدمة الدول التي تدعو الى ذلك فان العديد من الدول الاوروبية الاخرى مترددة في تاييد موقف باريس ولندن.
وشددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة على ضرورة ان تملك اوروبا صوتا موحدا حيال ليبيا.
وهدد الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة الجمعة الاتحاد الاوروبي بان بلاده ستوقف دعمها لمكافحة الارهاب الدولي والهجرة غير الشرعية، بحسب وكالة الانباء الليبية الرسمية.
وقالت الوكالة ان القذافي "وجه رسالة الى قادة اوروبا المجتمعين في قمتهم اليوم" اشار فيها الى انه امامهم خيارين.
واوضح "اما ان تستمر ليبيا في محاربة عصابات القاعدة التي ظهرت في بعض المدن الليبية فجأة، ومسلحة وتستمر في عضوية التحالف الدولي ضد الارهاب، وعلى هذا التحالف ان يدعم السلطات الليبية في كفاحها ضد عناصر القاعدة، وان تستمر ليبيا كذلك صمام آمان في شمال افريقيا وتقف في وجه موجات الهجرة المتدفقة من افريقيا نحو اوروبا وعلى اوروبا كذلك دعم ليبيا في هذا التصدي للهجرة".
واعلن الحلف الاطلسي الخميس استعداده للتحرك اذا ما صدر تفويض من مجلس الامن الدولي بذلك معتبرا ان "الوقت (يضغط) في ليبيا".
واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان خطة فرض منطقة حظر جوي محتملة فوق ليبيا ستقدم الثلاثاء المقبل الى حلف شمال الاطلسي.
وقالت الوزيرة الاميركية خلال مؤتمر صحافي "نحن نواصل التخطيط لكل الخيارات الممكنة بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي، وهذه الخطط ستقدم الى الحلف الاطلسي في 15 اذار/مارس".
وهدد القذافي الجمعة الاتحاد الاوروبي بان بلاده "ستنسحب من التحالف ضد الارهاب" وتمتنع عن "وقف الهجرة" غير الشرعية، بحسب وكالة الانباء الليبية الرسمية.
ميدانيا اصبحت مدينة البريقة النفطية خط المواجهة الاول بالنسبة لحركة التمرد التي انطلقت من بنغازي (الف كلم شرقي العاصمة طرابلس) وتقدمت غربا على طول الساحل المتوسطي.
وتمكن المتمردون من الوصول حتى بلدة بن جواد التي تبعد بضع عشرات الكيلومترات غرب راس لانوف. لكن غداة وصولهم الى بن جواد في الخامس من آذار/مارس، طردوا من قبل قوات القذافي التي اصبحت ضرباتها تزداد عنفا.
وفي باقي انحاء ليبيا لا يزال المتمردون يسيطرون على مصراتة (150 كلم شرقي طرابلس) ومدن اخرى في الشمال الغربي خصوصا في الجبل الغربي بحسب شهود.
في المقابل استعادت قوات القذافي مساء الاربعاء السيطرة على مدينة الزاوية التي تقع على بعد 40 كلم غربي طرابلس بعد معارك عنيفة.
واعلن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم الذي يقوم بمهام وزير النفط ان مصفاة الزاوية عادت الجمعة الى العمل بكامل طاقتها بعد ان توقفت بسبب المعارك قبل ثلاثة ايام.
ومنذ بداية انتفاضة منتصف شباط/فبراير فر اكثر من 250 الف شخص من ليبيا باتجاه البلدان المجاورة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ما اثار ازمة انسانية خصوصا على الحدود التونسية الليبية.
على الصعيد الاقتصادي اتجهت اسعار النفط في المبادلات الالكترونية في آسيا الجمعة، الى الارتفاع وفاق سعر البرميل اكثر من 102 دولارا بحسب رئيس مجلس ادارة مجمع توتال النفطي كريستوف دي مارجيري. وتراجع انتاج النفط في ليبيا من نحو 1,4 مليون برميل يوميا في بداية الانتفاضة الى " 200 الفا او 300 الف برميل يوميا".