قال سكان ان قوات سورية داهمت منازل في مدينة حماة يوم الاثنين في الوقت الذي خرج فيه الاف السكان الى الشوارع وهم يكبرون في تحد لحملة القمع الحكومية للاحتجاجات الحاشدة في الاونة الاخيرة.
وقال أحد السكان وهو مالك ورشة اصلاح اكتفى بذكر اسمه الاول فقط وهو أحمد عبر الهاتف "دخلت 30 حافلة على الاقل تقل جنودا وقوات أمن حماة هذا الصباح. يطلقون النيران بشكل عشوائي على المناطق السكنية."
وتابع أنه رأى عشرات الجنود يحاصرون منزلا في حي المشاع ويلقون القبض على ناس
وكان سكان قد قالوا إن دبابات الجيش السوري نشرت الأحد عند مداخل مدينة حماة ولكنها انسحبت فيما بعد وذلك بعد يومين من أضخم احتجاجات شهدتها المدينة ضد الرئيس بشار الأسد منذ تفجر انتفاضة قبل ثلاثة أشهر.
واضافوا إن دبابات وعربات مدرعة اتجهت شمالا بعد الاقتراب من المدينة التي يقطنها 650 الف شخص. وقالوا إن عشرات الاشخاص اعتقلوا في وقت سابق في الاحياء الواقعة على اطراف حماة وشوهدت دوريات الشرطة السرية في المدينة.
وقال احد السكان إن "النظام يستخدام اساليب التخويف ولكن سكان حماة لن يرضخوا".
وفي احدى ضواحي دمشق التي شهدت ايضا احتجاجات واسعة ضد حكم الأسد قال نشطاء واحد السكان إن الشرطة قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين امس الأحد.
وقال الساكن الذي ذكر ان اسمه ابو النور لرويترز بالتليفون من ضاحية الحجر الأسود الفقيرة التي يقطنها الاف اللاجئين من مرتفعات الجولان السورية المحتلة "كانت مظاهرة ليلية عادية عندما اطلق وابل من الرصاص. جرح كثيرون ايضا.. كان الامر مفاجئا للجميع لان تلك كانت اول مرة يطلق فيها الامن النار على مظاهرة ليلية في الحجر الأسود".
وخف الوجود الأمني في حماة منذ أن قتلت قوات الأمن 60 محتجا على الاقل في المدينة قبل شهر في واحد من ادمى أيام الانتفاضة ضد الأسد.
وقال شهود إن اعداد المتظاهرين تزايدت منذ ذلك الوقت مع تجمع 150 الف شخص على الاقل في احد الميادين الرئيسية يوم الجمعة في تجمع حاشد مطالبين بتنحي الأسد الذي ارسل والده حافظ الأسد قوات إلى المدينة في عام 1982 لسحق انتفاضة قادها اسلاميون. واسفر ذلك الهجوم عن سقوط ما يصل إلى 30 الف قتيل.
وقال ساكن يملك متجرا ذكر ان اسمه كامل إن قوات الأمن ومسلحين موالين الأسد يعرفون باسم الشبيحة اطلقوا النار بشكل عشوائي في ساعة مبكرة من صباح الأحد في حي المشاع بحماة.
واضاف إن الاعتقالات تركزت في المناطق الواقعة حول استاد كرة القدم في منطقة الصابونية.
واكد رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لرويترز انسحاب الدبابات قائلا ان اي هجوم عسكري على المدينة التي شهدت ادمى الفصول في تاريخ سوريا الحديث قد يحفز السوريين على الخروج الى الشوارع في شتى انحاء سوريا بشكل جماعي ويسفر عن عزلة دولية كاملة للنظام.
وأردف قائلا لرويترز أن مئات الالاف احتجوا سلميا في حماة يوم الجمعة وانه لا يوجد مبرر لدى السلطات في القول بان حماة مليئة بالجماعات الارهابية المسلحة.
وكان عبد الرحمن يشير بذلك إلى بيانات للسلطات قالت إن الهجمات العسكرية على العديد من المدن والبلدات والقرى في الشهرين الاخيرين استهدفت ملاحقة اسلاميين ومسلحين يدعمهم اجانب يرهبون السكان المدنيين.
ونفذت الهجوم الذي وقع على حماة عام 1982 قوات قادها شقيق حافظ الأسد وكان معظمها من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الأسد.