كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن إجراء بعض المقربين من القذافي اتصالات بحلفائهم لإخراجهم من الأزمة بالتزامن مع توارد أنباء حول وفاة أحد أبناء الزعيم الليبي إثر ضربة جوية نفذتها قوات التحالف على ليبيا.
وقالت كلينتون إن "بعض المقربين من الرئيس الليبي معمر القذافي بدؤوا يتصلون بأشخاص يعرفونهم حول العالم، في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها، وذلك في سعيهم لإيجاد مخرج للأزمة".
وأشارت كلينتون إلى "وصول أنباء تفيد بمقتل أحد أبناء الرئيس الليبي خلال العمليات العسكرية الجوية في ليبيا", مؤكدةً على أنه "في حال تأكد خبر الوفاة، فلا يمكن أن تكون القوات الأميركية هي من فعلت ذلك".
وكانت مصادر إعلامية متعددة قالت في وقت سابق إن خميس القذافي البالغ 27 عام، ربما توفي في المستشفى إثر إصابته خلال عملية انتحارية قام بها طيار ليبي.
وكانت قوات التحالف جددت قصفها لمواقع تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس في سعيها لفرض منطقة حظر الطيران بناء على قرار من مجلس الأمن.
وفي نفس السياق, أوضحت كلينتون أن "الولايات المتحدة وبعد التشاور مع القادة العسكريين والحلفاء، ستنقل قيادة الهجوم الدولي في ليبيا خلال الأيام المقبلة", مشيرةً إلى "دور الحلف الأطلسي كشريك أساسي في العمليات العسكرية في ليبيا".
وكان سفراء حلف الأطلسي وافقوا الأحد على خطة يساعد فيها الحلف في فرض حظر سلاح على ليبيا بعد أن عطلت تركيا من قبل الاتفاق على المشاركة في فرض حظر جوي عليها، وذلك إثر مشاركة عدة دول من الحلف منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في الغارات الجوية التي شنت على ليبيا يوم الأحد.
وتأتي تصريحات كلينتون في الوقت الذي خرج فيه القذافي إلى الجماهير المعتصمة أمام منزله بمنطقة باب العزيزية فى العاصمة الليبية طرابلس، لينفى ما روجته وسائل الإعلام عن هروبه منذ يومين، مؤكداً على أن "منزله تعرض للقصف إثر غارات جوية نفذها التحالف الغربى، وذلك ضمن ما تعرضت له مواقع أخرى في طرابلس".
وكانت مصادر إعلامية تناقلت أنباء حول هروب الرئيس الليبي معمر القذافي من ليبيا، بعد بدء قوات التحالف قصف مواقع في العاصمة طرابلس.
وكان ائتلاف من 5 دول بدأ ، يوم السبت، عمليات العسكرية ضد ليبيا, حيث قامت البوارج الأميركية والبريطانية بإطلاق أكثر من 110 صاروخا ضد الدفاعات الجوية التابعة لقوات الرئيس الليبي معمر القذافي، وذلك في إطار عملية عسكرية لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وكانت تركيا أعلنت معارضتها للتدخل في ليبيا ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما عارضت ألمانيا أيضا التدخل الأجنبي في ليبيا بينما شككت جامعة الدول العربية في جدوى القصف الجوي العنيف, قائلة انه قتل الكثير من المدنيين.
ويهدف التدخل العسكري الدولي في ليبيا، بناء على القرار رقم 1973، الذي أصدره مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، إلى منع الطائرات الليبية من التحليق وتدمير دفاعاتها الجوية وقطع الاتصالات بين قوات القذافي وإعاقة تحركها.
وتشهد ليبيا منذ أكثر من شهر مظاهرات احتجاجية مناهضة لنظام الرئيس القذافي، والتي أسفرت عن مقتل المئات، وجرح الآلاف، وذلك خلال اشتباكات ومواجهات عنيفة شنتها قوات الأمن ضد المتظاهرين في كل من بنغازي والبيضاء والزاوية والعاصمة طرابلس، وغيرها من المدن.