قال مسؤول عسكري في سيؤول اليوم الاربعاء ان جيش كوريا الجنوبية كان يرصد أربع غواصات كورية شمالية لكنها اختفت من قاعدتها في البحر الشرقي بعد اجراء تدريب بحري مطلع هذا الاسبوع.
ونقلت وكالة أنباء كوريا الجنوبية الرسمية (يونهاب) عن المسؤول العسكري القول انه لم تعرف وجهة الغواصات الأربع الكورية الشمالية التي اختفت قبل يومين مضيفا "اننا نتابع الغواصات الأربع عن طريق تجنيد كل القدرات البحرية في البحر الشرقي". وقلل نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي جانغ كوانغ ايل خلال مؤتمر صحافي في سيؤول من أهمية النبأ قائلا ان الغواصات يبدو أنها كانت في "تدريب بحري دوري".
وتابع نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي "الا ان السلطات العسكرية تراقب الوضع عن كثب".
وأشارت تقارير الى أن أحد كبار قادة كوريا الشمالية أمر جيشه بالاستعداد للقتال الا أن جانغ قال انه لا توجد علامة تشير الى نشاط غير طبيعي من جانب كوريا الشمالية. وتصاعدت حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية بعد أن خلص تحقيق متعدد الجنسيات في الاسبوع الماضي الى أن غواصة كورية شمالية تسللت الى مياه كوريا الجنوبية بالقرب من الحدود في البحر الغربي وهاجمت سفينة كورية جنوبية بطوربيد ما أدى الى مقتل 46 بحارا في 26 مارس الماضي.
واعلنت الحكومة الكورية الجنوبية الاثنين الماضي تطبيق اجراءات عقابية ضد كوريا الشمالية بينها اجراء تدريب بحري لحظر انتشار الاسلحة بهدف منع تهريب الاسلحة الكورية الشمالية بجانب تدريبات بحرية مشتركة مع القوات الامريكية واستئناف الحرب النفسية ضد الشمال. كما علقت كوريا الجنوبية جميع التبادلات التجارية والمشاريع الاقتصادية عبر الحدود ما عدا مجمع صناعي مشترك في كوريا الشمالية الذي يقول عنه كثير من المحللين انه وفي حال تعليقه سيعتبر بمثابة ضربة كبيرة لاقتصاد كوريا الشمالية المتدهور.
كلينتون تنتقد
وفي سياق الازمة المندلعة بين الكوريتين قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاربعاء ان تسبب كوريا الشمالية باغراق بارجة كوريا الجنوبية في مارس الماضي تصرف "غير مقبول" داعية المجتمع الدولي الى عدم التغاضي عن تعديات كوريا الشمالية.
ونقلت وكالة انباء (يونهاب) الكورية الجنوبية عن كلينتون قولها في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية والتجارة الكوري الجنوبي يو ميونغ هو ان "مسؤولية المجتمع الدولي وواجبه وقف تعدي اي دولة عن القانون الدولي".
ووصلت كلينتون الى العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول صباح اليوم لاجراء محادثات مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك حول تطورات قضية البارجة الكورية الجنوبية وتقديم الدعم الامريكي له وذلك ضمن جولتها لشرق اسيا الشاملة الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
كوريا الشمالية ترد
من جهتها قامت كوريا الشمالية الاربعاء بطرد مسؤولين من حكومة كوريا الجنوبية خلال اجتماعهم في المجمع الصناعي المشترك مهددة باغلاق المشروع اذا ما استمرت سيؤول بمواقفها المناهض لبيونغ يانغ.
وذكرت وكالة (يونهاب) الكورية الجنوبية ان طرد كوريا الشمالية لمسؤولي كوريا الجنوبية الثمانية من المجمع الصناعي المشترك القائم في المدينة الحدودية (كيسونغ) يأتي بعد يوم من تكرار تأكيد بيونغ يانغ على عدم وجود صلة لها بحادث غرق البارجة الكورية الجنوبية (شيونان) الذي وقع في مارس الماضي وراح ضحيته 46 من البحارة الجنوبيين.
وكانت كوريا الجنوبية اعلنت الاثنين الماضي أنها ستتخذ مجموعة تدابير لمعاقبة كوريا الشمالية بعدما كشفت التحقيقات عن تورطها والتي سيكون من بينها حظر التعاون التجاري واستئناف الحملة الاعلامية ضدها التي كانت متوقفة منذ 6 سنوات.
يذكر ان المجمع الصناعي المشترك يعتبر المشروع المشترك الاخير بين الكوريتين حيث تعمل فيه نحو 110 شركة كورية جنوبية لديها 42 الف عامل كوري جنوبي وكانت كوريا الشمالية اعلنت في 30 ابريل الماضي عن عزمها طرد معظم العاملين الكوريين الجنوبيين.
وفي السياق ذاته ذكر المتحدث باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية شون هاي سونغ ان حكومة بلاده عازمة على الاستمرار باتخاذ الاجراءات والتدابير "الانتقامية" على الرغم من الغضب الذي ابدته بيونغ يانغ جراء ذلك.
واضاف سونغ "ان على كوريا الشمالية الاعتذار ومحاكمة المسؤولين عن حادثة غرق البارجة الا انها لا تزال تتخذ اجراءات من شأنها تقويض العلاقات بين الكوريتين".