دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين في بودابست الى وقف فعلي لاطلاق النار في ليبيا، معربا عن عزم المنظمة الدولية على توسيع نطاق مساعداتها الانسانية ليشمل طرابلس.
وقال بان كي مون للصحافيين خلال زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام الى المجر: "لقد وضعنا نصب اعيننا ثلاثة اهداف، اولا، وقف فعلي لاطلاق النار، ثانيا، توسيع نطاق مساعدتنا الانسانية ليشمل كل الذين يحتاجون اليها، وثالثا، متابعة الحوار السياسي والبحث عن حل سياسي".
واضاف "نظرا الى حجم الازمة (الانسانية) اذا ما استمرت المواجهات، فمن الضروري جدا ان توقف السلطات الليببية المعارك وقتل الناس". وفيما تتواصل المفاوضات حول حل سياسي، دعا الامين العام للامم المتحدة الى تحرك دولي "بالتشاور والتنسيق مع الشعب الليبي".
واضاف ان "لييبيا تحتاج بعد التوصل الى وقف لاطلاق النار الى جهود كبيرة لاحلال السلام والحفاظ عليه واعادة الاعمار".
واشار الامين العام الى ان الوضع الانساني بالغ الخطورة في المدن التي تشهد مواجهات. وشدد على ان "هناك عشرات الاف الاشخاص لم تتم تلبية حاجياتهم الاساسية، لذلك فاننا نواجه مشكلة خطرة".
وذكر بان مي مون ان الامم المتحدة تنوي توسيع المساعدة الانسانية الى طرابلس بالتعاون مع الصليب الاحمر والهلال الاحمر. وقال ان الامم المتحدة قد اقامت قاعدة للمساعدات الانسانية في بنغازي لاغاثة نصف مليون شخص فروا من مناطق النزاع.
هيومان رايتس
وذكر نشطاء في مجال حقوق الإنسان أن الزعيم الليبي معمر القذافي يقصف مناطق سكنية خلال معاركه مع الثوار.
وذكرت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان الاثنين في مدينة نيويورك الأميركية أن هناك منازل تتعرض للقصف بقذائف الصواريخ وقذائف هاون في مدينة مصراته المحاصرة من قبل قوات القذافي.
وجاء في تقرير المنظمة، أن 16 مدنيا على الأقل قتلوا خلال هذا القصف في مصراته منذ الخميس الماضي. وأشار التقرير إلى أنه لا يوجد في تلك المناطق أي معارك أو حركة للثوار.
وذكرت المنظمة أن 8 أشخاص كانوا يقفون في طابور للخبز قتلوا في أحد هذه الهجمات بقذيفة صاروخية من إنتاج روسي على الأرجح ، كما تم قصف أحد المستشفيات بقذائف هاون مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص.
وقال بيتر بوكيرت الناشط لدى المنظمة إن مثل هذه الهجمات تحدث دائما ، خاصة بالقذائف الصاروخية.
وأضاف بوكيرت: "القذائف الصاروخية من طراز (جراد) المنتجة من الاتحاد السوفيتي السابق تعتبر من أكثر الأسلحة غير الدقيقة في العالم ، فمثل هذه الأسلحة لا ينبغي أن تستخدم مطلقا في مناطق يعيش فيها مدنيون".
اجدابيا
كما ذكرت تقارير إخبارية الاثنين أن ثوار ليبيا تمكنوا من صد هجوم لكتائب العقيد الليبي معمر القذافي عن البوابة الغربية لمدينة أجدابيا في الشرق يوم أمس.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن شهود عيان القول إن قوات القذافي أطلقت صواريخ أمس على الثوار على الحافة الغربية لبلدة أجدابيا. يأتي هذا بينما تواصل كتائب القذافي قصف مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة منذ أسابيع.
عملية برية للناتو
من جهة أخرى لا يستبعد دميتري روغوزين المندوب الخاص للرئيس الروسي لدى الناتو احتمال لجوء حلف شمال الاطلسي الى تنفيذ عملية برية في اراضي ليبيا. وجاء ذلك في كلمة روغوزين في اثناء جسر الفيديو "موسكو – بروكسل" الذي اقيم يوم 18 ابريل/نيسان. وقال روغوزين:" تشدد بعض البلدان على ضرورة خوض العملية البرية التي قد تجرى تحت ستار تمرير قوافل انسانية". فيما أعاد روغوزين الى الاذهان ان القصف الجوي هو الذي تسبب في وقوع الكارثة الانسانية في ليبيا. واضاف قائلا:" في حال لجوء الناتو او مجموعة من الدول الاعضاء في الحلف الى خوض عملية برية ضد قوات القذافي لن تحظى تلك العملية بدعم الرأي العام في اوروبا والولايات المتحدة، زد على ذلك فان تدهور الوضع في ليبيا قد يؤدي الى انبثاق ازمة سياسية عميقة في اوروبا". ويرى روغوزين ان فرص تسوية النزاع الليبي بالطرق السلمية لا تزال قائمة. واعرب عن قناعته بان أبعاد هذه التسوية تعود الى مواطني ليبيا انفسهم.
عمال مهاجرون
من جهة ثانية أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنه لا زال نحو 3500 عامل مهاجر، أغلبهم من دول أفريقية، عالقين في مدينة مصراته الليبية المحاصرة من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
وذكر ناطق باسم المنظمة في مدينة بنغازي، معقل الثوار شرق ليبيا الاثنين، أن العمال المهاجرين المتقطع بهم السبل في مصراتة ينتظرون أن يتم نقلهم عبر البحر إلى بنغازي.
وأضاف الناطق: "إننا نواجه نقصا دائما في الأموال لإجلاء العمال المهاجرين (...) سفينتنا نقلت نحو 900 شخص في رحلة واحدة، لكننا نحتاج إلى سفن أكبر لإجلاء الجميع خلال فترة سريعة". يشار إلى أن قوات القذافي تواصل قصفها لمدينة مصراتة بالصواريخ اليوم.