سعى مسؤول ليبي بارز إلى وساطة اليونان لوقف قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد النظام الليبي، حسبما قالت وكالة الأنباء اليونانية (ايه ان ايه) مساء أمس السبت.
وتقاتل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي الثوار منذ شباط (فبراير). وتقوم قوات الحلف بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا ومنع الهجمات ضد المدنيين الليبيين بموجب تفويض من الأمم المتحدة .
وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أجرى اتصالا هاتفيا أمس السبت بنظيره اليوناني جورج باباندريو، طلب خلاله توسط اليونان لوقف قصف حلف شمال الأطلسي.
وخلال الاتصال، دعا باباندريو ليبيا إلى وقف العنف ضد المعارضين للقذافي.
وأبقت اليونان، التي تحتفظ منذ فترة طويلة بعلاقات أكثر ودا من الحكومات الغربية الأخرى مع نظام القذافي، على خطوط الاتصال مفتوحة مع طرابلس.
إصابة صحفي فرنسي
اصيب صحافي فرنسي لم تكشف هويته بجروح بالغة مساء السبت في مدينة مصراتة المحاصرة منذ شهرين والتي تشهد معارك كثيفة، وتم انقاذ حياته بعد اخضاعه لعملية جراحية بحسب مصادر طبية.
والصحافي الذي يعمل في مجموعة مدونات بحسب اصدقائه، اصيب في عنقه برصاصة طائشة قرابة الساعة 23,00 (21,00 تغ)، وفق مصادر متطابقة.
وافاد طبيب في مستشفى الحكمة حيث تم نقله للمعالجة "لقد انقذت حياته بعد خضوعه لعملية".
وشهدت مصراتة السبت "اسوأ حصيلة خلال 65 يوما من المعارك" مع تسجيل سقوط 28 قتيلا ونحو مئة جريح بحسب الطبيب خالد ابو فلغة، مقابل تسجيل سقوط 11 قتيلا كمعدل يومي.
واعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مساء السبت ان قوات النظام لم تغادر مدينة مصراتة الا انها علقت عملياتها ضد الثوار للسماح للقبائل بايجاد حل سلمي.
لكن قرابة الساعة 01,00 الاحد، انفجرت صواريخ (غراد) في المدينة وسمع اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة من دون توقف تقريبا.
إلى ذلك، نفى أحمد قذاف الدم الأنباء الواردة من بنغازي بأنه جنّد مرتزقة من الصحراء الشرقية للتخريب في مناطق الثوار.
وأكد في بيان ورد لـقناة "العربية" الفضائية أنه منذ إعلان استقالته مع بداية الأحداث في ليبيا لم يعد له أي علاقة بالنزاع الدائر.
وأفاد مراسل العربية في بنغازي أن قوات الثوار قبضت على عدد من المصريين من البدو القريبين من الحدود المصرية الليبية تم تجنيدهم من قبل أحمد قذاف الدم.
وفي سياق متصل تعيش مدينة زوارة في الغرب الليبي حالة من الهدوء النسبي إلا أن مخلفات المعارك تبدو واضحة من دمار لحق بعدد من المباني الحكومية والخاصة مما تسبب في تعطيل المصالح العامة كالبنوك والمرافق العمومية.
تراجع في مصراتة
وتراجعت القوات الحكومية الليبية في مدينة مصراتة ولكنها استولت على بلدة للمعارضة في الجبال الغربية النائية في الوقت الذي لم يظهر فيه ما يشير الى ازاحة العقيد الليبي معمر القذافي عن السلطة على الرغم من الهجمات الجوية المستمرة منذ اكثر من شهر.
وقال ناطق باسم المعارضة المسلحة في مدينة مصراتة الساحلية ان: "مصراتة حرة. انتصر المعارضون. من بين قوات القذافي من قتل وآخرون يفرون". ويبدو ان الحصار المفروض على المدينة منذ شهرين وادى الى قتل المئات قد كسر.
وقال جندي حكومي يدعى خالد ضرمان أسرته المعارضة المسلحة لـ (رويترز) "طلب منا الانسحاب. طلب منا الانسحاب أمس".
والجندي الذي كان يتحدث من على ظهر شاحنة كان بين 12 جنديا مصابا نقلوا إلى مستشفى للعلاج في مصراتة. وسمعت أصوات الانفجارات والأسلحة الآلية من على بعد.
لكن الاتجاه العام للقتال بعيد عن الوضوح. واوردت قناة "الجزيرة" أن القتال العنيف يتواصل حول مستشفى في غرب مصراتة تستخدمه قوات القذافي قاعدة لها.
وقال ناطق باسم المعارضة إن القوات الحكومية سيطرت على بلدة يفرن الرئيسية في منطقة الجبل الغربي النائية يوم السبت.
ولم يلق الصراع في الجبل الغربي اهتماما دوليا يذكر. واستولى المعارضون المسلحون هناك على موقع حدودي قبل يومين وكانوا قد بدأوا في دفع الامدادات إلى بلدان تتعرض للهجوم قائلين إن التقارير من مصراتة ترفع معنوياتهم.
ويقطن يفرن وبلدات جبلية اخرى البربر الذين تنظر اليها الحكومة الليبية بعين الشك.
وسمعت اصوات ثلاثة انفجارات على الاقل في طرابلس مساء السبت بعد تحليق طائرات لحلف شمال الاطلسي فوق العاصمة مما ادى الى اطلاق نيران المدافع المضادة للطائرات.
ويبدو ان الجيوش الغربية حريصة على ان ينسب اليها بعض الفضل في انسحاب القوات الحكومية من مصراتة. وقالت بريطانيا ان طائراتها هاجمت مركبات مدرعة في المنطقة وذكر حلف شمال الاطلسي ان اول طائرة امريكية دون طيار من طراز بريديتور تستخدم فوق ليبيا اصابت راجمة صواريخ قرب مصراتة امس السبت.
وابلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي احد زعماء المعارضة الليبية الاسبوع الماضي ان فرنسا ستكثف غاراتها الجوية.
واعترفت الحكومية الليبية يوم الجمعة ان الغارات اثرت على قواتها في مصراتة.
وقال خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي ان خطة الجيش الليبي تقوم على شن عمليات دقيقة لكنها لم تحقق النجاح مع الضربات الجوية.
وقال محللون أن نطاق الغارات الجوية البريطانية والفرنسية ربما مازال اكثر تواضعا من ان يؤدي الى تحقيق نتيجة عسكرية حاسمة. واستخدام الطائرات الاميركية دون طيار سيمثل تعزيزا معنويا للمعارضين ولكنه لن يكون "الرصاصة السحرية" التي ستنهي المأزق في حرب تحرص القوى الغربية على الحد من تورطها العسكري فيها.