تسود اجواء الغموض الاوضاع في الجماهيرية الليبية وسط انباء مصدرها المعارضة بسقوط نحو الف قتيل وجريح فيما تحدثوا عن سقوط مدينتي بنيغازي والبيضا بايدي الشعب.
ولا يوجد احصائية رسمية او صور حقيقية باستثناء ما يرد عن طريق الهواتف الخلوية والمسربة عبر بعض المواقع وقد افادت تقارير مؤخرا بانقطاع الاتصالات عن ليبيا اضافة الى حجب الشبكة البعنكبوتية.
الى ذلك قال نشطاء ليبيون أن قوات خاصة ليبية بقيادة أبرز مساعدي القذافي ترافقها مجموعات من المرتزقة الافارقة تقوم بعمليات انقضاض على المدن الشرقية الليبية لفض تمردها بالقوة العسكرية، مستخدمة الاسلحة الثقيلة والبنادق الرشاشة ضد المدنيين في محاولة منها لاستعادة السيطرة على مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا وطبرق وشحات وغيرها.
واكد شهود عيان يقيمون في بنغازي إن الجيش الليبي يقصف المناطق السكنية بالقذائف الصاروخية بعد ان باتت معزولة عن العالم الخارجي حيث قطعت خطوط الإنترنت والاتصالات والكهرباء.
ووصفت تقارير وردت عن مصادر طبية في مدينة بنغازي يوم 20الاحد فبراير/شباط، وصفت الوضع الراهن بـ"الكارثي"، حيث تعج المستشفيات بالجرحى وجثث القتلى، وقالت المصادر ان القتلى والمصابين عليهم آثار طلقات نارية في الرأس أو الرقبة أو الصدر، حيث بلغ عدد القتلى اكثر من 200 شخص فيما جرح ما يناهز 900 اخرين بعضهم وصفت اصاباتهم بالخطيرة، وقال شهود عيان ان عددا من الأشخاص قتلوا بصفة عشوائية أمام منازلهم.
وفي مدينة درنة أكد نشطاء مناهضون للقذافي أنه تم فتح معسكرات للتطوع في المنطقة الشرقية وتم توزيع الاسلحة على المواطنين، واشارت الأنباء الواردة أن ضباطا من القوات المسلحة الليبية ومن الشرطة انضموا الى المتظاهرين وابدوا استعدادهم للانخراط في الدفاع عن المدن التي سيطر عليها المنتفظون، حسبما ذكرت قناة "الجزيرة" القطرية.
كما أكدت تلك المصادر ان السلطات الليبية فشلت بانزال المزيد من القوات الخاصة والمرتزقة في مطار عسكري بالقرب من المدينة وذلك لما لاقته من مقاومة من المقاومين الذين تمركزوا بالقرب من المطار.
وفي مدينة البيضاء قالت المصادر أنها تشهد أعمال عنف واسعة، مشيرة أن مجموعة من المتمردين حاصرت كتيبة من الجيش تابعة للنجل الأصغر للزعيم الليبي، وأكدت المصادر أن المعارضين لا زالوا يسيطرون على المدينة.
لأول مرة منذ تفجر الاحتجاجات الشعبية في ليبيا الأسبوع الماضي، تناقلت وسائل الإعلام الرسمية أنباء تلك الاضطرابات في وقت متأخر من مساء السبت، حيث بدأ التلفزيون الرسمي ووكالة "الجماهيرية" للأنباء، في بث تقارير تضمنت اتهام "شبكة أجنبية" بالوقوف وراء تلك المواجهات.
وبعدما ظلت تتناقل تقارير عن مسيرات تأييد للزعيم الليبي، معمر القذافي، طوال الأيام الماضية، قالت وكالة الأنباء الرسمية إن بعض المدن الليبية تتعرض، منذ الثلاثاء الماضي، إلى "أعمال تخريب وحرق، لمستشفيات ومصارف ومحاكم وسجون ومراكز للأمن العام وللشرطة العسكرية، ومنشآت عامة أخرى، إضافة إلى ممتلكات خاصة."
في المقابل قالت المعارضة ومواطنون ان فيلقا افريقيا استقدمة القذافي لقمع المعارضة نفذ مجازر دموية بحق الشعب
الى ذلك نقلت "أوج" عن مصادر وصفتها "مؤكدة"، قولها إن "هذه الاعتداءات استهدفت نهب مصارف، وإحراق وإتلاف ملفات قضايا جرائم جنائية، منظورة أمام المحاكم، تتعلق بالقائمين بهذه الاعتداءات أو أقاربهم"، وأضافت المصادر نفسها أن "الاعتداءات على مراكز الأمن العام والشرطة العسكرية، استهدفت سرقة السلاح واستخدامه."
وبحسب رواية الوكالة الرسمية، فقد "كشفت هذه المصادر عن تمكن أجهزة الأمن العام، منذ يوم الأربعاء الماضي، من إلقاء القبض في بعض المدن، على عشرات من عناصر شبكة أجنبية مدربة على كيفية حصول صدام، لكي تفلت الأمور وتتحول إلى فوضى، لضرب استقرار ليبيا وأمن وأمان مواطنيها ووحدتهم الوطنية."
وأوضحت نفس المصادر، التي وصفتها الوكالة مجدداً بأنها "قريبة من التحقيقات"، أن "هذه العناصر، التي تنتمي لجنسيات تونسية، ومصرية، وسودانية، وتركية، وفلسطينية، وسورية، مكلفة بالتحريض على القيام بتلك الاعتداءات، وفق برامج محددة."