الامم المتحدة تتهم سوريا بارتكاب جرائم و وروسيا تلوح بالفيتو

تاريخ النشر: 15 يونيو 2011 - 03:03 GMT
مبعوث سوري لاردوغان وروسيا تلوح بالفيتو
مبعوث سوري لاردوغان وروسيا تلوح بالفيتو

قال مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان يوم الاربعاء ان قوات الامن السورية تقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية من خلال الاعدام والاعتقال الجماعي والتعذيب مستشهدا بمزاعم واسعة النطاق ترد اليه.

وذكر المكتب ان بلدات بأكملها محاصرة ومنها درعا الامر الذي يمنع المدنيين من الفرار ويحرم الكثيرين من امدادات الغذاء والحصول على الرعاية الطبية خاصة الجرحى.

وقالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي ان اكثر من 1100 شخص كثير منهم مدنيون عزل يعتقد انهم قتلوا وان ما يصل الى عشرة الاف اعتقلوا منذ الحملة التي بدأها الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف مارس اذار مؤكدة مرة اخرى على الارقام التي اصدرتها الاسبوع الماضي.

وقالت جماعة النشطاء الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات يوم الاحد ان الحملة اسفرت عن مقتل 1300 مدني.

وقال مكتب بيلاي في تقرير لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة انه تلقى مزاعم عديدة عن ارتكاب القوات السورية انتهاكات بينها "الاستخدام المفرط للقوة في قمع المتظاهرين والاعتقال التعسفي والاعدام دون محاكمة او بعد محاكمة صورية" والتضييق على حرية التجمع والتعبير.

وجاء في التقرير ايضا ان "افظع التقارير تتعلق باستخدام الذخيرة الحية ضد المدنيين العزل بما في ذلك من جانب قناصة يتمركزون فوق اسطح المباني العامة ونشر الدبابات في المناطق كثيفة السكان."

وذكر التقرير ان مزاعم وردت عن استخدام الطائرات الهليكوبتر المقاتلة خلال هجوم عسكري على بلدة جسر الشغور شمال غرب سوريا مما دفع اكثر من سبعة الاف من سكانها الى الفرار لتركيا.

وتقول الحكومة السورية ان "جماعات مسلحة" قتلت نحو 120 من افراد الامن في البلدة في السادس من يونيو حزيران لكنها تمنع الصحفيين واخرين من التحقيق في هذه المزاعم.

وفر الاف السوريين الى بلدة معرة النعمان التاريخية للهروب من نيران الدبابات التي اقتحمت شمال البلاد في حملة عسكرية اخذة في الاتساع لسحق الاحتجاجات

فيتو روسي في الافق

تعهدت روسيا مجددا يوم الأربعاء باستخدام حق النقض "فيتو" لمنع أي قرار ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مجلس الأمن الدولي، معتبرة أن من حق أي دولة أن تتصدى لأي محاولة تمرد ضدها.

وقال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف إن "موقف روسيا حيال أي قرار يعتزم مجلس الأمن الدولي اتخاذه بشأن سوريا لم يتغير"، وذلك في إشارة إلى رفض موسكو مشروع قرار أوروبي لإدانة أعمال العنف في سوريا والتلويح بإمكانية اعتبارها مستقبلا جرائم ضد الإنسانية من جانب المسؤولين السوريين.

واضاف الوزير الروسي في تصريحات للصحافيين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة أستانة أن "الأوضاع فى سوريا ليست سهلة كما يقول البعض، فهناك مجموعة كبيرة مسلحة احتلت بعض المراكز السكنية بينما تحاول القوات الحكومية تحرير هذه المراكز"، على حد قوله.

وتابع لافروف قائلا إن "أهم شىء الآن هو عدم محاولة تصوير الأمور وكأن قوات الأمن السورية تقوم بأعمال ضد المتظاهرين المدنيين ، فبين المتظاهرين العديد من مثيرى الشغب المسلحين ، وأنا أعتقد أنه لا توجد دولة تسكت على محاولة تمرد مباشر".

وقال إن "روسيا تصر على وقف كافة أعمال العنف كى يتم تنفيذ الإصلاحات التى أعلنها الرئيس الأسد، كما ينبغي فى الوقت نفسه على قادة المعارضة والجماعات التى تقوم بهجمات مسلحة على قوات الأمن والمبانى الحكومية أن تستجيب لنداء الحوار وعدم الإصرار على موقفها الحالى الرافض لمناقشة الإصلاحات المطروحة" .

يذكر أن تصريحات لافروف تعبر عن تبني روسي لوجهة النظر السورية التي تقول إن قواتها تتصدي لما تصفها بمجموعات إرهابية مسلحة تروع المواطنين وتستهدف قوات الأمن، إلا أن المعارضة السورية تؤكد من جانبها أن القوات السورية تستهدف المدنيين كما تقول إن القتلى في صفوف قوات الأمن هم جنود رفضوا تنفيذ أوامر بإطلاق النار وقتلتهم وحداتهم العسكرية أو جنود قتلوا في معارك مع قوات منشقة رفضت مهاجمة المتظاهرين.

مبعوث سوري لاردوغان

 من المنتظر ان يصل يوم الاربعاء الى تركيا مبعوث سوري لاجراء محادثات أزمة مع رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي بعد أيام من وصفه قمع الحكومة السورية للمحتجين بانه "وحشي".

ويبدو ان العلاقات الوثيقة بين الجارتين تقترب من نقطة اللاعودة مع فرار الاف السوريين الى الاراضي التركية هربا من الحملة العنيفة التي تشنها قوات الامن التابعة للرئيس السوري بشار الاسد.

وذكرت وكالة الاناضول للانباء ان حسن تركماني مبعوث الاسد سيصل الى انقرة حيث يتوقع أن تبدي تركيا نفاد صبرها من الاساليب القمعية السورية وبطء الاصلاح اضافة الى غضبها من أزمة انسانية اخذة في الاتساع.

وحتى صباح يوم الاربعاء كان اكثر من 8500 سوري قد فروا الى تركيا حيث ينزلون في مخيمات على الجانب التركي من الحدود وينتظر وصول المزيد اليوم.

واتصل الاسد باردوغان هاتفيا يوم الثلاثاء ليهنئه بالفوز بولاية ثالثة كرئيس للوزراء وحينذاك طلب منه ارسال مبعوث.

وكان اردوغان الذي تربطه علاقة وثيقة بالاسد قد صرح قبل اعادة انتخابه بأنه سيتحدث مع الاسد فور انتهاء الانتخابات "بطريقة مختلفة تماما" وعبر عن استيائه من استخدام اساليب القمع ضد الشعب السوري.

وقال مسؤول تركي ان القيادة التركية ستحمل مبعوث الاسد نفس الرسالة على الارجح.

ويتوجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى اقليم هاتاي الذي نصبت فيه الخيام لايواء اللاجئين السوريين. ومن المقرر بعد أن يتفقد الوضع بنفسه أن يجتمع بتركماني في أنقرة ليل الاربعاء