مجلس الامن يدين العنف والقذافي يأمر بسحق التمرد

تاريخ النشر: 23 فبراير 2011 - 07:14 GMT
القذافي خلال القائه خطابه مساء الثلاثاء
القذافي خلال القائه خطابه مساء الثلاثاء

طلب مجلس الامن الدولي "الوقف الفوري" لاعمال العنف في ليبيا ودان قمع المتظاهرين من قبل نظام العقيد معمر القذافي الذي اعلن انه اعطى اوامره الى الجيش للقضاء على التمرد ومؤكدا انه لن يتنحى وسيقاتل حتى "اخر قطرة دم".

وقالت ماريا لويزا ريبيرو فيوتي، سفيرة البرازيل ورئيسة مجلس الامن لهذا الشهر ان الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي "دانوا العنف واستعمال القوة ضد مدنيين ونددوا بالقمع ضد متظاهرين مسالمين واعربوا عن اسفهم العميق لمقتل مئات المدنيين".

واضافت في بيان ان الاعضاء "طالبوا بالوقف الفوري لاعمال العنف واتخاذ اجراءات تأخذ بالاعتبار المطالب المشروعة للشعب".

واوضحت انهم "طلبوا من الحكومة الليبية تحمل مسؤولياتها لحماية الشعب. وطلبوا من السلطة الليبية التحرك مع ضبط النفس واحترام حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي".

وقالت ايضا ان اعضاء مجلس الامن الدولي "طالبوا بمساعدة انسانية دولية لشعب ليبيا" وكذلك "اشاروا الى ضرورة ان تحترم الحكومة الليبية حرية الاجتماع السلمي وحرية التعبير بما في ذلك حرية الصحافة".

كما اعرب البيان عن "القلق العميق حيال امن الاجانب في ليبيا".

من ناحيتها، قالت مساعدة سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة روزماري ديكارلو "اليوم، قالت الاسرة الدولية بصوت واضح وموحد انها تدين العنف ضد المدنيين في ليبيا، وان العنف يجب ان يتوقف فورا".

وتحت صدمة التطورات في ليبيا، عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الثلاثاء في نيويورك. وكان عقد اجتماعا غير رسمي صباح الثلاثاء اعقبه بعد الظهر بمشاورات رسمية.

وبعد خطاب الزعيم الليبي الذي هدد فيه مواطنيه بقمع دموي، قال دبلوماسي "هناك ايضا المزيد من القلق بعد الخطاب المقلق الذي القاه معمر القذافي".

وقال سفير المانيا بيتر ويتيغ قبل بدء اجتماع مجلس الامن ان قمع المتظاهرين "هو فعلا مقلق" مضيفا "لهذا السبب نعتقد ان مسؤولية مجلس الامن عقد اجتماع".

ومن ناحيته، قال مساعد السفير الليبي لدى الامم المتحدة ابراهيم الدباشي الذي اعلن انشقاقه الاثنين "تلقيت معلومات اليوم (امس) مفادها انه بعد خطاب العقيد القذافي بدأت الاعتداءات على الشعب في غرب ليبيا". واضاف للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع "الناس غير مسلحين واعتقد ان ابادة بدأت الان في ليبيا".

وهي المرة الاولى التي يبحث فيها مجلس الامن التحولات التي تحصل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وقال دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته "فيما يتعلق بليبيا، يتعلق الامر بوضوح بحالة مختلفة عما شاهدناه في مصر وفي تونس نظرا الى اتساع اعمال العنف واستعمال المرتزقة" ضد المتظاهرين.

واوقعت اعمال العنف التي رافقت الثورة ضد النظام الليبي 300 قتيل، 242 مدنيا و58 عسكريا، حسب الارقام الرسمية الاولى التي نشرت مساء الثلاثاء. وتحدثت بعض المنظمات غير الحكومية عن مقتل حتى 400 شخص.

خطاب القذافي

في غضون ذلك، اعلن الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاء في كلمة استغرقت اكثر من ساعة، انه اعطى اوامره الى الجيش للقضاء على التمرد الذي يواجهه في الداخل، داعيا انصاره "بالملايين الى تطهير ليبيا شبرا شبرا"، ومؤكدا انه لن يتنحى وسيقاتل حتى "اخر قطرة دم" لديه.

وقال الزعيم الليبي في كلمته التي القاها من امام منزله في باب العزيزية الذي تعرض لقصف اميركي في الثمانينات في طرابلس "اعطيت اوامر الى الضباط الاحرار للقضاء على الجرذان" في اشارة الى المتمردين.

واضاف مخاطبا انصاره وبدا شديد العصبية في كلمته التي نقلها التلفزيون الليبي الرسمي "اخرجوا من بيوتكم الى الشوارع غدا، انتم يا من تحبون معمر القذافي، معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان".

وطالب الزعيم الليبي المتمردين ب"تسليم الاسلحة واطلاق سراح الاسرى والقبض على المشاغبين واعادة الحياة الطبيعية في الموانىء والمطارات".

وقال مهددا "ما لم يتحقق ذلك سنعلن الزحف المقدس".

واضاف "سنعلن الزحف المقدس وسنوجه نداء الى الملايين من الصحراء الى الصحراء، وسنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا بيتا بيتا وشبرا شبرا ودارا دارا وزنقة زنقة".

واكد القذافي انه "لا يمكن لعاقل ان يسمح بان تتمزق بلاده وان تصبح في قبضة مجانين".

وتابع القذافي "لم نستخدم القوة بعد، واذا تطورت الامور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي" وتلا مواد من الدستور والقانون الليبيين تعاقب بالاعدام من يقوم باعمال مخلة بالامن.

ودعا الى تشكيل "لجان الامن الشعبي في المدن لحفظ الامن" واعتبر انها ستكون "لجان الدفاع عن الثورة وعن كل مكتسباتها في كل المدن الليبية".

واضاف مخاطبا انصاره "انتم ملايين امسكوهم في الشوارع واعيدوا السلطة الشعبية واعيدوا الامن" الى البلاد.

ولوح الزعيم الليبي بخطر تنظيم القاعدة عندما قال ان مدينة درنة (شرق) "يحكمها اتباع بن لادن" وان عدم عودة الهدوء الى البلاد سيعني ان "الوحدة الليبية ستكون معرضة للخطر او لقوى معادية للحرية والديموقراطية تشوه الاسلام مثل القاعدة بالذات".

وفي معرض توجيه اتهاماته الى المتمردين وصفهم ايضا في سياق خطابه بانهم "عملاء اميركا وعملاء بن لادن وعملاء الزرقاوي".

ورفض رفضا قاطعا احتمال تنحيه وقال وهو شديد العصبية "لو كنت رئيسا لكنت قدمت استقالتي لكن عندي بندقيتي وساقاتل حتى اخر قطرة من دمي".

وحذر من ان الحركة الاحتجاجية الجارية في البلاد "ستؤدي الى حرب اهلية كما قال سيف الاسلام" نجله في خطاب متلفز مساء الاحد.

واكد الزعيم الليبي انه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون، في اشارة الى الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، مؤكدا انه سيموت "شهيدا في ارض اجدادي".

وقال القذافي "انا ليس لدي اي سلطة اليوم والسلطة تركناها للشعب منذ العام 1977" في اشارة الى تشكيل اللجان الشعبية، مضيفا "معمر القذافي لا منصب له حتى يستقيل، هو قائد ثورة والثورة تعني التضحية دائما وابدا حتى نهاية العمر".

واضاف "هذه بلادي، بلاد اجدادي واجدادكم غرسناها بايدنا وسقيناها بدماء اجدادنا، نحن اجدر بليبيا من تلك الجرذان واؤلئك المأجورين المدفوع لهم الثمن من المخابرات الاجنبية".

ودعا "الشعب الليبي الى تشكيل شعبيات وبلديات جديدة" في جميع المدن والبلدات الليبية.

وقال ان "الشعبيات الجديدة ستشكل بلديات للادارة المحلية اتوقع ان يكون عددها من 50 الى 150 بلدية".

واضاف القذافي انه لا يمانع بوضع دستور للبلاد، او بالغاء اللجان الشعبية واعادة توزيع الثروة على الشعب.

وقال "لا امانع ان يعمل الشعب الليبي دستورا او اي قانون (...) بامكانكم ان تقرروا توزيع الثورة من جديد (...) اذا لم يعد لديكم ثقة باللجان الشعبية، خلاص كل واحد يأخذ حصته".

وكال القذافي النعوت على المحتجين واصفا اياهم ب"الجرذان والفئران وشذاذ الافاق ومدمني مخدرات".

واتهم "اجهزة عربية شقيقة" بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها بلاده، وقال ان "اجهزة عربية للاسف شقيقة تغركم وتخونكم وتقدم صورتكم بشكل مسيء" واصفا اياها ب"اجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن".

وهدد القذافي المتمردين برد شبيه بقصف الجيش الروسي للبرلمان في موسكو اثناء وجود النواب بداخله خلال الفترة الانتقالية بين تفكك الاتحاد السوفياتي ونشوء دولة روسيا في مطلع التسعينات، وبسحق الصين لحركة تيان انمين في بكين في اواخر الثمانينات، والقصف الاميركي للفلوجة في العراق بعيد الاجتياح الاميركي لهذا البلد عام 2003.

وقال ان "رئيس روسيا احضر الدبابات ودك مبنى مجلس النواب والاعضاء كانوا موجودين بداخله حتى خرجوا مثل الجرذان، والغرب لم يعترض بل قال له انت تعمل عملا قانونيا".

واضاف ان "الطلاب في بكين اعتصموا لايام قرب لافتة كوكا كولا (...) ثم اتت الدبابات وسحقتهم".

وتابع ان "اميركا مسحت الفلوجة بالطيران مسحا بذريعة مقاومة الارهاب"، مؤكدا ان "اميركا لا يمكنها الاحتجاج على ما يجري لدينا لانهم فعلوا ذلك في الفلوجة" بالعراق.

وختم كلمته قائلا "دقت ساعة الزحف والعمل والانتصار، ولا رجوع، الى الامام، الى الامام، الى الامام، ثورة، ثورة، ثورة" وغادر المكان بعد ان ضرب بقبضته على الطاولة التي كانت امامه.

وفور مغادرته المكان تقدم منه عدد من انصاره وقبلوا يده.

وكان بدأ كلمته مشددا على ان "الشعب الليبي ملتف عن بكرة ابيه حول الثورة".

وقال "احييكم يا شباب الفاتح يا جيل التحدي جيل الغضب احييكم وانتم تقدمون للعالم الصورة الحقيقية للشعب الليبي الملتف حول الثورة عن بكرة ابيه انتم تقدمون الحقيقة التي تحاول اجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن ان تغطيها".

واعتبر ان ليبيا في عهده اصبحت "قمة العالم تقود القارات واصبح الليبي يشار اليه بالبنان".

كما شن القذافي هجوما شرسا على وسائل الاعلام متهما اياها بتشريه الحقائق ولا سيما منها فضائية الجزيرة القطرية.

وقال ان "وسائل الاعلام القذرة ينشرون صور من كم سنة فاتت (...) المحطات العربية اكبر عدو تبغى تدمر ليبيا وتدمر النفط".

واضاف مهاجما قطر مالكة فضائية الجزيرة "بارك الله فيكم يا اخواتنا في قطر، هذا الملح اللي بيننا وبينكم؟ تزورون كل شيء؟".

وسقط مئات القتلى والجرحى في عمليات القمع التي قامت بها القوات الليبية ضد المتظاهرين في العديد من المدن الليبية منذ الخامس عشر من الشهر الحالي، بحسب منظمات حقوقية.