مسؤول بريطاني ينتقد العرب الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة

تاريخ النشر: 13 أبريل 2011 - 08:01 GMT
ثوار ليبيون
ثوار ليبيون

اشتكى وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية أليستر بيرت من ضبابية أهداف الثوار في ليبيا، مؤكدا أن بريطانيا كان بإمكانها الحفاظ على علاقاتها مع العقيد معمر القذافي لضمان تدفق النفط لكنها فضلت عدم تجاهل انتفاضة الشعب الليبي.

وقال بيرت في مقال نشره في صحيفة (الشروق اليومي) الجزائرية الأربعاء إن "الكثير زعم في مناسبات عديدة بأن التدخل الأجنبي الحالي في ليبيا غايته رغبتنا بوضع أيدينا على النفط الليبي إلا أننا شاهدنا جميعنا في أوروبا والعالم العربي وفي العالم بشكل مرعب، كيف قوبل متظاهرون خرج غالبيتهم في مظاهرات سلمية بالأسلحة الرشاشة والمدفعية الثقيلة، وقوات الميليشيا في ليبيا".

واضاف "نحن نعلم بأن الآلاف سقطوا قتلى، لكن من المحال تحديد الأرقام بدقة، في حين بذل النظام كل جهوده الممكنة ليخفي عن أعين العالم جرائمه التي اقترفها في الزاوية ومصراته وطرابلس، وغيرها من المدن".

وأوضح أنه "إن كانت غايتنا هي النفط الليبي، لكان من السهل جدا علينا أن نتجاهل بكل حرص الانتفاضةَ، والاحتفاظ بعلاقات وطيدة مع العقيد القذافي، وربما إرسال بعض الدبابات للمساعدة في ضمان ألا يضايق ثوار مزعجون تدفق النفط الليبي، فالشيطان الذي نعرفه خير من اتخاذ خطوة نحو المجهول، مع معارضة لم تتبلور بعد، وأهدافها لم تتضح تماما".

قال "لكن لم يكن ذلك ما فعلناه، فقدا بدا لكافة من كانوا يراقبون تعاقب الانتفاضات والثورات، بأن الوضع في ليبيا كان مختلفا اختلافا واضحا، بالطبع سقط قتلى في كل من اليمن وسوريا والبحرين وغيرها من الدول، ويتبين من تصريحاتنا العلنية بأننا ندين قتل مدنيين، وندافع عن حق الاحتجاج السلمي".

وتابع "كان بإمكاننا الجلوس متفرجين، وكان بمقدورنا أن نقول لقوى عربية وإقليمية أخرى، بأننا نفضل عدم التدخل لخوفنا من أن تتولد لدى شعوب المنطقة فكرة خاطئة، لكن من المؤكد أننا لو لم نتدخل لكان قد سقط حتى الآن المئات أو أكثر من ذلك، قتلى في بنغازي وغيرها من المدن".

وانتقد بيرت "من يؤمنون بنظريات المؤامرة" في المنطقة العربية، قائلا "أعتقد أنه ربما لا شيء أقوله قد يقنعهم بما يخالف تصورهم، لكون كافة سياساتنا في المنطقة تخفي أجندة ذات جانب أسود وراءها، وبأن كل حدث كبير يجري في الشرق الأوسط هو نتيجة أيادٍ ميكيافيلية غربية".

وأضاف "إنني أجد أرضية تدعو للتفاؤل من الأحداث الأخيرة، فعلينا كسياسيين في بريطانيا وأوروبا أن نكون بطبيعة الحال مستجيبين تماما للرأي العام، والحكومة التي تتخذ قرارات في مواجهة رأي قوي للأغلبية تكون إما جريئة أو ساذجة، ولو أننا مثلا غضضنا بصرنا عما يحدث في ليبيا، لكنا ربما دفعنا كحكومة ثمنا سياسيا لعدم تصرفنا، تبعا للتعاطف واسع النطاق مع الشعب الليبي".

واعتبر بيرت أن الأمور في المنطقة العربية "باتت تتغير" حيث هناك "آراء شعبية واسعة الانتشار لا يمكن تجاهلها".

وقال "لقد شاهدنا طوال عقود أنظمة لا تستجيب ولأسباب عديدة لمطالب شعوبها في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل تقمع شعوبها وتفرض قيودا مشددة على وسائل الإعلام، التي يمكن أن تكون صريحة أو تنشر المطالب الشعبية".

ورجّح أن "تستجيب الحكومات (العربية) بشكل متزايد... لبعض القيم، كحق أن يكون للشعب ممثلوه وحرية التجمع والتعبير... رغم أن الاستجابة تتفاوت من دولة لأخرى".

وخلص بيرت إلى أن بريطانيا "ترغب بريطانيا بأن تلعب دورها كاملا في تشجيع التحركات في الاتجاه الصحيح، وذلك عبر صندوق الشراكة العربية الجديد الذي أطلقناه لتشجيع وجود مجتمعات مدنية متمكنة، وعمليات إصلاح بقيادة الشعوب"

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن