زاد الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي الجمعة ضغوطهما على النظام الليبي الذي يواجه احتجاجات دامية، واجريا مشاورات لاجلاء الاجانب الذين ما زالوا في ليبيا، وحول الوسائل التي يتعين الاتفاق عليها لفرض احترام منطقة حظر جوي اذا ما اجازت الامم المتحدة هذه الخطوة.
وقال دبلوماسي اوروبي في تصريح صحافي على هامش اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الاوروبي في المجر، ان البلدان الاوروبية تعد "خططا عاجلة" لمراقبة المجال الجوي الليبي لكن "الاتحاد الاوروبي يحتاج في البداية الى قرار من مجلس الامن الدولي" يعطي فيه موافقته.
واكد وزير الدفاع المجري كسابا اندي في شأن منطقة الحظر الجوي، "انه واحد من الخيارات" المطروحة، مشيرا الى "الوسائل" المتوافرة لدى الحلف الاطلسي، من دون ان يحددها، لمنع الطيران الليبي من قصف المعارضين.
وعلى غرار الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على المستوى الوطني، يملك الحلف الاطلسي اسطوله الخاص من طائرات الرادار اواكس المتمركز في المانيا.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون "اعرف ان هذا الموضوع قد نوقش بين الولايات المتحدة والدول الاعضاء". وطرحت واشنطن للمرة الاولى فرض منطقة الحظر الاربعاء، مشيرة الى ايطاليا وفرنسا، لاسباب جغرافية، على انهما الافضل لفرض احترام منطقة الحظر. وكانت فرنسا اعتبرت الخميس ان الاقتراح يستحق الدرس، لكنها شددت على ضرورة القيام بتحرك جماعي.
لكن كاثرين اشتون اشارت الى ان اقامة هذه المنطقة مسألة "معقدة". واضافت "ما سنقوم به يجب ان يكون فعالا وسريعا". واوضح مسؤول اوروبي كبير ان الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصيا "اشار الى هذه المسألة المعقدة وهذا امر يقلقه".
وعلى رغم ان فرض منطقة حظر جوي يتطلب بالتأكيد وسائل عسكرية، كررت كاثرين اشتون القول ان "احدا حتى الان لم يتحدث عن تحرك عسكري" ضد ليبيا.
ويشارك ايضا في اجتماع غودولو (30 كلم شرق بودابست) الامين العام لحلف الاطلسي الدنماركي اندرس فوغ راسموسن الذي جاء لمناقشة التعاون بين الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي. وقد ابدى تحفظات بقوله "من المبكر البحث في التفاصيل. وقرار بهذه الخطورة (منطقة الحظر الجوي) يتطلب شرعية دولية" و"تفويضا واضحا من الامم المتحدة".
واعتبر ان "الاولوية" في الوقت الراهن يجب ان تكون لعمليات الاجلاء و"المساعدة الانسانية".
ودعا الى اجتماع عاجل بعد ظهر الجمعة لمجلس حلف شمال الاطلسي الذي يضم سفراء البلدان ال 28 الحلفاء، منهم 21 اعضاء في الاتحاد الاوروبي، "لمناقشة الوضع في ليبيا". واضاف ان "الحلف الاطلسي يستطيع التحرك لتسهيل وتنسيق اي تحرك للدول الاعضاء اذا ما قرروا التحرك".
وحتى الجمعة ما زال في ليبيا حوالى ثلاثة الاف من مواطني الاتحاد الاوروبي.
من جهته، سيسرع الاتحاد الاوروبي تطبيق عقوباته التي تستهدف نظام القذافي لانهاء اعمال العنف في ليبيا في اسرع وقت ممكن، كما قالت اشتون. وتبدأ هذه العقوبات من فرض حظر على الاسلحة الى منع التأشيرات عن المسؤولين الليبيين، مرورا بتجميد ارصدتهم.
وكان مبدأ العقوبات قد اعتمد هذا الاسبوع من قبل الاوروبيين، لكن ما زال يتعين تحديد الاجراءات. وبناء على طلب باريس ولندن، سيبحث مجلس الامن مجموعة من العقوبات على ليبيا الجمعة، ابتداء من الساعة 20,00 ت غ، ويأمل الاتحاد الاوروبي في ان يرى النتائج في البداية.
وهذا هو السبب الذي حمل فرنسا على القول في البداية انها لا ترى "ضرورة" لعقد اجتماع للحلف الاطلسي.
مجلس الامن
من جهة اخرى، تجتمع الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن الدولي الجمعة لدراسة فرض عقوبات على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي بينما تتواصل حملة القمع الدموي في بلاده.
ولن تتخذ عقوبات اعتبارا من الجمعة، لكن بعض الدول الاعضاء ستدرس هذه العقوبات في ما بينها على هامش الاجتماع الذي سيقدم خلاله الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عرضا للوضع في ليبيا، كما اعلن دبلوماسيون.
ويجري تداول نص مشروع قرار بين الدول الخمس عشرة يتضمن عناصر قرار قد يتم طرحه على التصويت في نهاية هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل، بحسب هؤلاء الدبلوماسيين.
وقال احدهم طالبا عدم الكشف عن هويته "اليوم سنستمع الى الامين العام ثم سنجري مشاورات حول الطريقة التي سنعتمدها".
ومجلس الامن مصمم على التعبير عن غضب المجتمع الدولي بعد رفض معمر القذافي الاستماع الى دعوات اوباما وغيره من رؤساء الدول لوضع حد لاعمال العنف.
والمجلس الذي اجتمع الثلاثاء لفترة طويلة طلب "وضع حد فوري" لاعمال العنف في ليبيا ودان عملية قمع المتظاهرين التي ينفذها نظام القذافي.
وقال دبلوماسي اخر "هناك شعور ان اعضاء مجلس الامن يريدون مواصلة دينامية التوصل الى اجماع كبير"، وهو ما كان بدا الثلاثاء. لكن الاجماع يبقى صعب المنال حول عقوبات محددة.
فالصين وروسيا العضوان الدائما العضوية في المجلس مع حق النقض (الفيتو) تعارضان عموما فرض عقوبات على دول ذات سيادة.
الا ان دبلوماسيا صينيا اعلن ان بلاده على استعداد "للتفكير" في دراسة تحركات ضد ليبيا.
وقالت روسيا ان استخدام القوة ضد ليبيا "غير مقبول" وحذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الغرب من مغبة اي تدخل في الشؤون الداخلية لدولة اخرى.