مصراتة تحت القصف رغم اعلان انسحاب قوات القذافي

تاريخ النشر: 24 أبريل 2011 - 09:12 GMT
اسرى جرحى من قوات القذافي على ظهر مركبة امام مستشفى في مصراتة
اسرى جرحى من قوات القذافي على ظهر مركبة امام مستشفى في مصراتة

قال متحدث باسم المعارضة المسلحة ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قصفت مصراتة الاحد بعد يوم من احتفال مقاتلي المعارضة بانسحاب القوات الحكومية من المدينة الواقعة في غرب ليبيا.
وقال عبد السلام وهو متحدث باسم المعارضة بالهاتف من مصراتة "الوضع بالغ الخطورة... كتائب القذافي بدأت قصفا عشوائيا في الساعات الاولى من هذا الصباح. القصف لا يزال مستمرا."
وكان جنود من القوات الحكومية أسرتهم المعارضة قد قالوا يوم السبت انه صدرت لهم أوامر بالانسحاب من مصراتة - المدينة الكبيرة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في غرب ليبيا- بعد حصارها لقرابة شهرين وأعلنت المعارضة المسلحة التي تقاتل للاطاحة بالقذافي انتصارها.
وقال عبد السلام ان القوات الحكومية قصفت يوم الاحد ثلاثة مناطق سكنية ووسط المدينة بما في ذلك شارع طرابلس الرئيسي الذي كان مسرحا لقتال ضار في الاسابيع الاخيرة. وقال متحدث اخر باسم المعارضة يدعى أحمد حسن ان شخصا واحدا على الاقل قتل واصيب 12 اخرون.
وقتل المئات في القتال من اجل السيطرة على مصراتة مما اثار بواعث قلق بشان أزمة انسانية في المدينة المحاصرة.
وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هاتفيا مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي يوم السبت وحث طرابلس على تنفيذ قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة وانهاء الهجمات على المدنيين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في موقعها على الانترنت يوم الاحد " قال لافروف ان أهم مسألة الان هي وقف اراقة الدماء ومعاناة السكان المدنيين."
لكن المعارضة المسلحة قالت من معقلها في بنغازي انها لا تتوقع توقف القتال في مصراتة مبكرا.
وقال احمد باني وهو متحدث عسكري باسم المعارضة لرويترز "لا أعتقد أن هذا انسحاب حقيقي."
وأشار الى أن الموالين للحكومة ربما يحاولون اذكاء التوتر بين مصراتة والبلدات المجاورة وأن قوات القذافي قد تعود الى مصراتة في وقت لاحق بذريعة التدخل لحماية القبائل المحلية من المعارضين.
وقال نائب وزير الخارجية خالد الكعيم يوم الجمعة ان الجيش سيترك أمر مصراتة للقبائل والاهالي في محيطها سواء باستخدام القوة او عن طريق التفاوض.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ايضا بأنه يشك في أن قوات القذافي ستنسحب فعلا.
وأضاف قائلا لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "قد يكون هذا غطاء للجوء الى حرب على غرار حرب المتمردين بلا زي رسمي ولا دبابات."
وتقود بريطانيا وفرنسا الغارات الجوية على قوات القذافي في اطار عملية أجازها قرار لمجلس الامن في 17 مارس اذار لحماية المدنيين في ليبيا.
كما نشرت الولايات المتحدة طائرات بلا طيار من طراز بريديتور واستخدمت احداها للمرة الاولى يوم السبت لمهاجمة موقع راجمة صواريخ قرب مصراتة.
غير أن المعارضة المسلحة لم تتمكن حتى الان من التقدم من شرق ليبيا وتخوض معارك كر وفر ضد قوات القذافي على الطريق الساحلي بين اجدابيا والبريقة.
وقال باني المتحدث باسم المعارضة ان قواتها ما زالت تعاني من تفوق قوات القذافي في قوة النيران.
وأضاف أنه اذا حصلت المعارضة على أسلحة فستتمكن من حل هذه المشكلة في شهر على الاكثر.
وتحجم الدول الغربية التي لا تريد أن تنجر الى صراع في دولة اسلامية ثالثة بعد العراق وأفغانستان عن تسليح المعارضة. لكن بريطانيا وفرنسا قالتا انهما سترسلان مستشارين عسكريين وتبحث ايطاليا ارسال مدربين عسكريين.
وتقصف القوى الغربية مواقع ليبية منذ اكثر من شهر. وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا انها لن توقف القصف الجوي الى أن يتنحى القذافي.
وفي ضوء الجمود في الشرق يعد اعلان انسحاب قوات القذافي من مصراته أول اشارة الى تحول في ميزان الحرب منذ اسابيع.
ويوم السبت احتفل مقاتلو المعارضة في مصراتة بانتصارهم.
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة هاتفيا من المدينة "مصراتة حرة. انتصر المعارضون. من بين قوات القذافي من قتل والاخرون يفرون."
وقال جندي حكومي يدعى خالد درمان وهو من بين 12 جنديا نقلوا الى المستشفى للعلاج في مصراتة لرويترز "أمرنا بالانسحاب. أمرنا بالانسحاب أمس."
لكن أجواء الاحتفال بين المعارضين لم تدم طويلا فيما يبدو. واوردت قناة الجزيرة الفضائية أن القتال العنيف تواصل يوم السبت حول مستشفى في غرب مصراتة تستخدمه قوات القذافي قاعدة لها.
وذكرت وكالة الجماهيرية للانباء (جانا) يوم السبت أن رئيس الوزراء المحمودي اجرى محادثات هاتفية مع كل من لافروف ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو.
واضافت الوكالة أن المحمودي أكد خلال محادثته مع باباندريو التزام ليبيا بقرارات الامم المتحدة.
ودعت الحكومة الليبية بشكل متكرر الى وقف اطلاق النار لكن المعارضة المسلحة قالت ان تلك النداءات تناقضت مع أفعال القوات الليبية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية ان روسيا التي انتقدت الغارات الجوية الغربية " مستعدة للعمل مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لتحريك الوضع نحو القنوات السياسية والدبلوماسية."
وذكر مصدر أمني تونسي ان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي عبر الحدود الى تونس يوم السبت ثم توجه جوا الى العاصمة تونس. ولم تتضح الوجهة التالية للعبيدي الذي اجرى محادثات مع مسؤولين في قبرص في وقت سابق هذا الشهر. ونفى مسؤولون قبارصة أنه سيتوجه الى بلدهم.