مقتل طفلين ورجل في تجدد للاحتجاجات باليمن والحكومة تحمل المعارضة المسؤولية

تاريخ النشر: 12 مارس 2011 - 05:01 GMT
مقتل طفلين ورجل في تجدد للاحتجاجات باليمن
مقتل طفلين ورجل في تجدد للاحتجاجات باليمن

قال شهود ان الشرطة قتلت طفلين واصابت مئات الاشخاص في اشتباكات قبل الفجر في العاصمة اليمنية يوم السبت وان غلاما عمره 12 عاما لقي حتفه خلال مظاهرات مناهضة للحكومة في مدينة المكلا بجنوب اليمن.

وقال مصدر امني ان رجلا كان يتابع الاحتجاجات من نافذة مكتبه في صنعاء قتل برصاصة طائشة.

ويطالب الاف المحتجين بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما وقتل ما لا يقل عن 30 شخصا في اسابيع من الاضطرابات في هذا البلد الفقير.

وفي تصاعد للعنف اشتبكت قوات الامن مع المحتجين في وقت مبكر من صباح يوم السبت في مسعى يهدف على ما يبدو الى منع توسع مخيم مؤقت يؤوي الاف المعارضين للحكومة. وقال طبيب ان طفلا اصيب برصاصة قاتلة في الرأس. واضاف "نعتقد ان نحو 300 شخص اصيبوا."

واتهمت وزارة الداخلية المحتجين بفتح النار خلال الاشتباكات وقالت ان 161 شرطيا اصيبوا.

وخارت قوى عشرات المتظاهرين فيما يبدو جراء وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع التي اطلقتها الشرطة وراح اصدقاؤهم يحاولون افاقتهم. وقال طبيب يساعد المصابين "الغاز الذي استخدمته الشرطة غريب. انه يسبب تشنجات وانهيار للجهاز العصبي. كثير منهم اصيب بمضاعفات بعد تلقي الاسعافات الاولية."

ونفت وزارة الداخلية استخدام اي نوع من غاز الاعصاب. وفي المكلا قال مقيمون ان طفلا عمره 12 عاما قتل عندما اطلقت الشرطة الرصاص الحي لتفريق المحتجين. اضعفت موجة من الاضطرابات مستلهمة الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس قبضة صالح على اليمن لكنه يرفض دائما دعوات بالاستقالة الفورية واصبح رد الشرطة على الازمة يزداد شدة. كما لا تظهر المعارضة لحكمة اي علامة على التراجع وقال مقيمون ان مئات الطلاب في مدينة عدن الساحلية في الجنوب خرجوا يوم السبت في مسيرة لدعم المحتجين في العاصمة. واضافوا ان الشرطة اطلقت النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد فأصابت اثنين من المحتجين. وفي مسيرة منفصلة بعدن خرجت مئات الفتيات من مدارس محلية في مسيرة مرددين هتافات داعمة للمتظاهرين في صنعاء.

وفي تعز على بعد 200 كيلومتر جنوبي صنعاء اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين الذين اشعلوا النار في سيارة للشرطة.

واندلعت اشتباكات بين مؤيدي صالح ممن يلقون الحجارة ومحتجين في وقت متأخر من مساء الجمعة في الوقت الذي حاول فيه المتظاهرون توسيع المنطقة التي يخيمون بها لاستيعاب المزيد من المعتصمين.

وقال شهود ان سكان المنطقة بدأوا ايضا بناء حواجز لمنع اتساع المخيم قرب جامعة صنعاء. وتصدت الشرطة للمحتجين بينما كانوا يستعدون لصلاة الفجر يوم السبت.

وقال شاهد طلب عدم نشر اسمه "انه مشهد مأسوي. يوضع الجرحى في المساجد والشوارع المحيطة لعدم قدرة العيادات على استيعابهم جميعها."

وقع عنف يوم السبت بعد يوم من خروج أعداد قياسية من الناس الى شوارع صنعاء ومدن أخرى في انحاء اليمن في "جمعة اللا عودة" مطالبين بتنحي صالح ورفضوا العرض الذي تقدم به قبل ذلك بيوم بصياغة الدستور واجراء اصلاحات انتخابية.

وفي واشنطن ابلغ مستشار كبير بالبيت الابيض صالح يوم الجمعة ان الولايات المتحدة ترحب بخطواته لحل الازمة وحث جماعات المعارضة على الاستماع لنداء المحادثات

وقال البيت الابيض في بيان ان مستشاره لمكافحة الارهاب جون برينان قال لصالح في اتصال هاتفي "يجب على كل قطاعات المعارضة اليمنية الرد بشكل بناء على دعوة الرئيس صالح للمشاركة في حوار جاد لانهاء المأزق الحالي." وتخشى الولايات المتحدة ان تؤدي الاطاحة بصالح الى فراغ في السلطة قد يستغله الاسلاميون المتشددون في اليمن. ويشعر المحتجون بالاحباط نتيجة الفساد وارتفاع نسبة البطالة في البلاد حيث يعيش 40 بالمئة من السكان على دولارين في اليوم أو أقل. حمّلت وزارة الداخلية اليمنية قوى المعارضة مسؤولية ما جرى في شوارع صنعاء فجر السبت من صدامات دموية، قائلاً إن المتظاهرين حاولوا سد نشر خيم في الطرقات وسد منافذ المنازل، وتطور الأمر إلى اشتباك بينهم وبين سكان الأحياء المجاورة، وقد تدخلت قوى الأمن لتفريق المتقاتلين، وهدد بمقاضاة كل من يتهم الشركة باستخدام غازات سامة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن "مصدر أمني مسؤول" لم تكشف اسمه قوله: "منذ عصر يوم أمس (الجمعة) قامت مجاميع من عناصر فوضوية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك بنصب خيام بالقوة أمام منازل المواطنين ومحالهم التجارية في حي الكويت والرقاص والزراعة وحي الجامعة، ومحاصرة المواطنين في ومحالهم ومنازلهم."

وأضاف المصدر أن سكان تلك المناطق: "حاولوا منع تلك العناصر من نصب الخيام أمام منازلهم والشوارع المؤدية لها مما أدى إلى حدوث احتكاكات واشتباكات وأعمال شغب بين المواطنين من سكان تلك الأحياء وتلك العناصر مما اضطر أفراد من قوات مكافحة الشغب إلى التدخل لفك الاشتباكات وإنهاء أعمال الشغب وذلك باستخدام خراطيم المياه و القنابل الدخانية المسيلة للدموع."

ونفى المصدر أن يكون أي عنصر من القوات الأمنية قد استخدم السلاح في هذه العملية، قائلاً إن جميع العناصر لم يكن لديهم سلاح أصلاً "في ضوء التعليمات الصارمة الصادرة من وزارة الداخلية لأفراد الأمن بعدم استخدام السلاح."

وتابع المصدر قائلاً: "لكن العناصر المثيرة للفوضى قامت بإطلاق النار باتجاه رجال الأمن، ونتج عن ذلك إصابة 161 من أفراد الأمن بإصابات مختلفة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المواطنين والمعتصمين."

عن قضية الغازات السامة قال المصدر: "وقال:" هذه افتراءات لا أساس لها من الصحة، وأن ما يطلقه بعض الأطباء من المنتمين للتجمع اليمني للإصلاح وبعض أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) من تصريحات في هذا الجانب إنما هي بيانات سياسية حزبية، وليست لها صلة بالجانب الطبي، وحيث قد سبق تفنيد ذلك في تقرير اللجنة الطبية التي شكلتها وزارة الصحة العامة والسكان للتحقيق في هذا الشأن."

وقد اتهمت قيادات في المعارضة اليمنية أجهزة الأمن بمحاولة دفع المتظاهرين إلى الاصطدام بعناصرها في الشارع، داعية المعارضين إلى التمسك بمواقعهم في "ميدان التغيير،" ورأت أن مهاجمة المعتصمين "بددت كل فرصة للحوار،" بينما أعربت شخصيات مقربة من السلطات في صنعاء عن خيبة أملها من نقل المعارضة الأزمة إلى الشارع، وانتقدت تعنتها في رفض مبادرات الرئيس علي عبدالله صالح.

من جانبه، قال رئيس الوزراء اليمني السابق، أحمد صوفان: "ما يجري بالتأكيد لا يسر أحدا، أناشد القوى السياسية كلها بضبط النفس وتهدئة الأوضاع، والتقدم نحو مواقف تؤدي لإعادة الحوار إلى سكته الصحيحة."

وأضاف صوفان: "للأسف ما جرى في الليل هو تصعيد، ولكننا لا نعرف حقيقته، ونرى أنه أخبار سيئة، ولكن إن صح أن قوات الأمن داهمت المعتصمين فنحن لسنا مع ذلك، وعلى أجهزة الأمن تحمل المسؤولية في هذا الجانب، وأعود وأقول إن كان هذا الأمر حقيقياً."