أكدت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا اليوم الأربعاء أن اكثر من 22 مدنيا قتلوا برصاص قوات الامن السورية في مدينة حماة (وسط)، التي يطوقها الجيش، نقلا عن فرانس برس.
وكانت حماة قد شهدت الجمعة تظاهرة هي الأضخم منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال رئيس المنظمة عمار القربي في بيان أن "عدد الجرحى تجاوز 80 شخصا".
منظمة العفو الدولية
من جانبها وصفت منظمة العفو الدولية في تقرير لها الأربعاء الأساليب التي استخدمتها القوات السورية لقمع المتظاهرين ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مدينة تلكلخ غرب سوريا بالوحشية.
وتحت عنوان "قمع في سوريا: رعب في تلكلخ"، أوردت المنظمة تقريرا "يوثِّق حالات الوفاة في الحجز وعمليات التعذيب والاعتقال التعسفي التي وقعت في مايو/أيار".
وكان الجيش السوري قد شن في مايو/أيار الماضي عملية أمنية استمرت بضعة أيام ضد سكان تلكلخ. وأكد ناشطون يومها مقتل 26 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بنيران القوات الأمنية.
وبحسب المنظمة فقد قتل في اليوم الأول للعملية شاب "على أيدي القناصة على ما يبدو، وتعرضت سيارة الإسعاف التي نقلته لإطلاق النار"، مؤكدة أنه "عندما حاول العديد من السكان مغادرة البلدة، أطلقت القوات السورية النار على العائلات الفارة".
جرائم ضد الإنسانية
وأوضحت المنظمة أنها تعتبر أن "الجرائم التي ارتكبت في تلكلخ تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية".
وقال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة فيليب لوثر في بيان إن "الروايات التي سمعناها من الشهود حول الأحداث في تلكلخ ترسم صورة مقلقة للغاية لانتهاكات منظمة ومستهدفة بغية سحق المعارضة".
وأضاف أن "معظم الجرائم التي وردت في هذا التقرير يمكن أن تندرج ضمن الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية. لكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يحيل الأوضاع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة أولا".
وأوضحت المنظمة أن التقرير استند إلى "مقابلات أجريت في لبنان وعبر الهاتف مع أكثر من 50 شخصا في مايو/أيار ويونيو/حزيران"، مشيرة إلى أن السلطات السورية لم تسمح لها بدخول أراضيها.
ودعت المنظمة السلطات السورية إلى إطلاق سراح جميع الأشخاص الذين اعتقلوا تعسفا، والسماح لمحققي الأمم المتحدة بدخول البلاد.
كما كررت دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الأوضاع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وأعرب لوثر عن أسفه لكون "استعداد المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات بشأن ليبيا باسم حقوق الإنسان قد أظهر استخدام معايير مزدوجة في ما يتعلق بسوريا".
وأضاف "على الرغم من حديث الرئيس بشار الأسد عن الإصلاح، لم تظهر حتى الآن أدلة تذكر على أن السلطات السورية ستستجيب إلى أي شيء باستثناء اتخاذ تدابير دولية ملموسة".
المطالبة بالانسحاب من حماة
من ناحية أخرى، طالبت واشنطن الثلاثاء بانسحاب القوات السورية من مدينة حماة، مطالبة أيضا النظام السوري بوقف حملة الاعتقالات.
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن أفعال الحكومة السورية في مدن مثل حماة وعلى طول الحدود التركية تفضح أقوالها وتضرب مصداقيتها.
ودعت نولاند دمشق إلى تغيير تصرفاتها حيال المدنيين والمتظاهرين السلميين.
وقالت "نحث الحكومة السورية على وقف كل أعمال الترويع وحملة الاعتقالات وسحب قواتها الأمنية من حماة وكل المدن الأخرى والسماح للسوريين بالتعبير عن آرائهم بحرية لكي يتم انتقال حقيقي للديموقراطية".
وأعربت نولاند عن استمرار وقوف المجتمع الدولي مع الشعب السوري في سعيه إلى الحصول على حقوقه الإنسانية الأساسية.
القمع يقوض الشرعية السورية
كذلك، أكدت لندن الثلاثاء أن القمع العنيف للتظاهرات المناهضة للنظام السوري في حماة لن يؤدي إلا إلى مزيد من تقويض شرعية النظام السوري وزيادة الضغوط الدولية على الرئيس بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ في بيان نشرته الوزارة إن "لا حوار سياسيا ذا معنى يمكن أن يحصل في الوقت الذي يجري فيه قمع عسكري وحشي".
وشدد هيغ على أن "بريطانيا قالت بوضوح للرئيس الأسد أن عليه الإصلاح أو التنحي جانبا. إذا واصل النظام اختيار طريق القمع الوحشي فان ذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة ضغوط المجتمع الدولي".
المعلم "ضرورة إنهاء التظاهرات "
في المقابل، شدد وزير الخارجية السورية وليد المعلم على أهمية إنهاء التظاهرات التي تشهدها مدن سورية عدة، داعيا السوريين إلى الحوار في حوار أجرته معه إذاعة الوطنية العامة (NPR) الثلاثاء من دمشق.
وناشد المعلم الجيل القديم من النقاد ومنظمي التظاهرات إلى المشاركة في الحوار الذي دعت إليه السلطة في 10 يوليو/تموز الجاري.
وأضاف "كما قلت إنهم شباب يتظاهرون في الضواحي من اجل مطالب يومية وعندما أقول شباب أعني أن غضبهم سريع، ولربما يحتاجون إلى أشخاص أكبر سنا يتمتعون بالحكمة ويتباحثون معا من اجل بناء المستقبل".
وأشار المعلم إلى أن دعوة المتظاهرين إلى إسقاط النظام لا يمكن أن تحصل أبدا.