موجة من اعمال العنف تحجب الابتهاج باستقلال جنوب السودان

تاريخ النشر: 26 مارس 2011 - 04:28 GMT
البوابة
البوابة

بدأ سكان جنوب السودان الاستعداد للاحتفال باستقلالهم في تموز/يوليو، لكن موجة من اعمال العنف الدامية والمزايدات العسكرية حجبت فرحتهم العارمة بالحدث.

وقال الجندي المتمرد السابق ويلسون اشان الذي قاتل القوات الحكومية خلال الحرب الاهلية "سنحتفل بالعيد ليلا نهارا". واضاف "سيسمعون قرع الطبول حتى في الشمال".

وخلال الاستفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان في كانون الثاني/يناير، فاز الخيار الانفصالي بشبه اجماع، ممهدا الطريق لقيام دولة جديدة. لكن اسبابا عدة تقلق الجنوبيين اليوم على مستقبل دولتهم. فمنذ كانون الثاني/يناير، اسفرت معارك عنيفة بين متمردين والجيش الجنوبي عن مئات القتلى الذين كان عدد كبير منهم من المدنيين. وكشف مقتل وزير من جنوب السودان بالرصاص في مطلع شباط/فبراير - على رغم ان الدافع شخصي على ما يبدو - التحديات المتصلة باعادة بناء السلام في بلد اجتاحته الحرب وينتشر فيه السلاح بشكل كبير.

وكشفت صور بالاقمار الصناعية لمجموعة من المراقبين الاميركيين في الايام الاخيرة تعزيزا للقوات المسلحة المدعومة من الخرطوم و"معسكرات محصنة" في منطقة ابيي المتنازع عليها على الحدود بين الشمال والجنوب.

وفجرت المعارك في ولايتي اعالي النيل وجونغلي الجنوبيتين حربا كلامية بين الشمال والجنوب ودفعت جوبا الى تعليق الحوار موقتا مع السلطة في الشمال، متهمة اياها بالتآمر لاسقاط حكومتها قبل الاستقلال.

ولا يشكل هذا الجدال مؤشرا جيدا لاستمرار المفاوضات حول ملفات اساسية يتعين تسويتها قبل تموز/يوليو، منها الوضع المستقبلي لأبيي وادارة القطاع النفطي والحدود والمواطنة والامن والديون.

وخلال الحرب الاهلية المدمرة بين الشمال والجنوب (1983-2005)، سلحت الخرطوم ميليشيات جنوبية معادية للحركة الشعبية لتحرير السودان. وتتهم هذه الحركة الشمال بالاستمرار في ذلك.

وعلى الرغم من ان الشمال والجنوب يرغبان في استخدام استراتيجية التوتر، كما يقول الخبراء، الا ان ايا منهما لا يريد الحرب اليوم.

وقال ادوارد توماس الخبير في مجموعة شاتام هاوس للبحوث في لندن ان "العودة الى الحرب قد رفضها كثير من فصائل المؤتمر الوطني (حزب البشير). وليس نهائيا ما تريده الحركة الشعبية لتحرير السودان".  والى ذلك تضاف مشاكل انسانية وانشقاقات سياسية داخلية.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، ان اكثر من 246 الف جنوبي فروا الى الشمال خلال الحرب الاهلية، قد عادوا منذ تشرين الاول/اكتوبر.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن