11 قتيلا برصاص القوات السورية وكلينتون تطالب برحيل الاسد

تاريخ النشر: 11 أغسطس 2011 - 11:10 GMT
11 قتيلا برصاص القوات السورية
11 قتيلا برصاص القوات السورية

قال نشطاء ان القوات السورية قتلت 11 شخصا على الأقل في هجوم على بلدة شمالية يوم الخميس مواصلة حملتها العسكرية لسحق الاحتجاجات المعارضة للرئيس السوري بشار الاسد على الرغم من العقوبات الامريكية الجديدة والدعوات الاقليمية لوقف إراقة الدماء.

وقال النشطاء ان القتل وقع عندما اقتحمت قوات تدعمها الدبابات بلدة القصير قرب الحدود اللبنانية بعد احتجاجات خلال الليل طالبت بسقوط الاسد. وقتل شخص ايضا في مدينة اللاذقية الساحلية.

 وقال سكان لرويترز عبر الهاتف ان نحو 14 دبابة وعربة مدرعة دخلت سراقب وهي بلدة على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين الشمال والجنوب وتشهد مظاهرات يومية وان قوات الأمن ألقت القبض على مئة شخص.

 وتستهدف قوات الأمن السورية البلدات الشمالية بشكل خاص خلال الأيام الأخيرة في حملتها على المتظاهرين المطالبين بتنحي الأسد.

 وتجولت مجموعة من الصحفيين الاتراك في أنحاء حماة بصحبة مسوؤلين سوريين يوم الخميس بعد أسبوع من بدء الحملة الامنية على المدينة. وطردت سوريا معظم الصحفيين المستقلين منذ بداية الانتفاضة على حكم أسرة الاسد المستمر منذ 41 عاما قبل خمسة اشهر مما يجعل من الصعب التحقق من صحة الاحداث على الارض.

 وتقول جماعات حقوقية ان 1700 مدني على الاقل قتلوا خلال الاضطرابات وادت سلسلة من الهجمات العسكرية على المدن والبلدات منذ بداية رمضان قبل عشرة ايام الى تزايد حدة الانتقادات الدولية.

 وحذر السفير الامريكي في دمشق سوريا يوم الخميس من المزيد من العقوبات الامريكية اذا لم يتوقف العنف وذلك بعد يوم واحد من فرض واشنطن لعقوبات على بنك حكومي وعلى اكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في سوريا.

 وزادت قوى اقليمية مثل تركيا والسعودية ومصر من ضغوطها على الاسد من اجل وقف العنف على الرغم من ان اي دولة لم تقترح تدخلا عسكريا كالذي يقوم به حلف شمال الاطلسي ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.

 وتقول سوريا ان 500 من قوات الشرطة والجيش قتلوا في اعمال العنف التي تلقي فيها باللائمة على عصابات وارهابيين.

 وخلت الشوارع الرئيسية في حماة من المارة يوم الخميس وتحطمت النوافذ واغلقت اغلب المتاجر ابوابها بعد هجوم استمر اسبوعا قام به الجيش السوري لسحق الاحتجاجات في المدينة التي تقع بوسط سوريا والتي اصبحت رمزا للتحدي ضد الاسد.

وبعد يوم من اعلان السلطات السورية انسحاب الجيش من حماة بعد حملة قال ناشطون ان عشرات قتلوا خلالها بدت المدينة تحت السيطرة الكاملة للحكومة.

 ولم تشاهد دبابات في المدينة لكن رجالا مسلحين يلبسون الزي العسكري كانوا يقفون على اسطح البنايات ووقف جنود في سلسلة من نقاط التفتيش في المدينة فيما وقفت عربتان عسكريتان مزودتان ببنادق آلية امام مبنى المحافظة في الميدان الرئيسي في المدينة.

 وقال العديد من السكان من خلال مترجمين رسميين سوريين لوفد زائر من الصحفيين الاتراك ان الجيش دخل المدينة بعد ان استولت عليها جماعات قطعت الطرق واشعلت النار في مبان حكومية.

 لكن شابا ملثما لا يظهر منه سوى عينيه قال للصحفيين "انتم تروننا لا نحمل سلحا لكنهم يهاجموننا بالدبابات والطائرات. واقول للرئيس الاسد ان الامر مهما كان صعبا فسوف نخرجك من السلطة."

 وقالت منظمة سواسية الحقوقية ان 30 شخصا على الاقل اعتقلوا في مداهمات في الفجر في قرى شمالية قرب حلب بينما جرت اعتقالات مُشابهة في محافظة ادلب في الشمال وفي ضواحي دمشق وسهل حوران الشمالي.

 وقالت منظمة ناشطة أخرى هي اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان تسعة اشخاص قتلوا من شدة التعذيب أثناء احتجازهم خلال الايام العشرة الماضية في دمشق وحمص ودرعا وضواحي العاصمة.

 وحذر الاعضاء الاوروبيون في مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة سوريا يوم الاربعاء من انها قد تواجه إجراء أشد من الأمم المتحدة اذا واصلت حملتها ضد مواطنيها فيما حثت روسيا دمشق على إجراء الاصلاحات التي وعدت بها في أقرب فرصة.

 وتعارض كل من روسيا والصين وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن بدعم من الهند وجنوب افريقيا والبرازيل بقوة فكرة فرض عقوبات على سوريا يقول دبلوماسيون غربيون انها ستكون الخطوة المنطقية التالية.

 وتحدث سفراء بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال الى الصحفيين بعد جلسة مغلقة عقدها مجلس الامن الذي يضم 15 دولة جرى خلالها تقييم استجابة سوريا لدعوة المجلس الاسبوع الماضي الى "الوقف الفوري لكل أشكال العنف."

وقالوا ان القيادة السورية تجاهلت هذه المطالبة.

 ويعاني الاسد من عزلة دولية متزايدة بعد استدعاء عدد من الدول العربية لسفرائها لديه هذا الاسبوع والدعوات التي وجهتها اليه السعودية وتركيا لكبح قواته وبدء الاصلاحات.

 ونقل دبلوماسيون عن اوسكار فرنانديز-تارانكو نائب رئيس الشؤون السياسية للامم المتحدة قوله في اجتماع مجلس الامن يوم الاربعاء ان نحو 2000 مدني سوري قتلوا منذ مارس اذار -- 188 منذ 31 يوليو تموز و87 في الثامن من أغسطس وحده.

 وفي وقت سابق قالت السفيرة الامريكية سوزان رايس للصحفيين ان "الوضع سيكون افضل كثيرا لشعب سوريا وستكون سوريا أحسن حالا دون الاسد." وكانت بذلك تردد صدى تصريحات ادلى بها الاسبوع الماضي جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض.

 وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين ان موسكو اوضحت لدمشق انها تريد ان يتم تنفيذ الاصلاحات التي وعد بها الاسد في أسرع وقت ممكن.

 وقال تشوركين "ما نقوله لهم هو انه يجب عليهم اجراء اصلاحات جدية في اقرب وقت ممكن مع اننا ندرك ان الامر يستغرق بعض الوقت ولا سيما في وضع مأساوي كهذا فلا يمكن تنفيذ الاصلاحات بين عشية وضحاها."

 وسئل تشوركين هل يعتقد ان العقوبات الامريكية الجديدة على سوريا التي اعلنت عنها واشنطن يوم الاربعاء مفيدة فرد بقوله "لا".

 وهاجم المبعوث السوري بشار جعفري الاوروبيين متهما اياهم بتضليل الصحفيين بشأن الوضع في سوريا.

 وقال "انهم حاولوا التلاعب بالحقيقة واخفاء حقائق وعناصر مهمة متصلة بما يسمى الوضع في سوريا." واضاف قوله ان الاوروبيين تجاهلوا عن عمد وعود الاسد بالاصلاح والحوار الوطني

قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حين سُئلت عن السبب في ان الولايات المتحدة لم تطالب حتى الان بتنحي الرئيس السوري ان واشنطن تريد من دول أخرى ان تعبر عن دعمها لهذا المطلب.

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة سي.بي.اس التلفزيونية أُذيعت مقتطفات منها يوم الخميس ان الولايات المتحدة كانت "واضحة تماما" في تصريحاتها بشأن فقدان الرئيس السوري بشار الأسد للشرعية.

 وقالت "من الضروري ألا يكون هو الصوت الامريكي فقط. ونريد ان نتأكد ان تلك الأصوات تأتي من أنحاء العالم."

 وقالت كلينتون ان الشيء الضروري بالفعل للضغط على الأسد هو فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز السورية.

 وأضافت "نريد ان نرى أوروبا تتخذ مزيدا من الخطوات في هذا الاتجاه. ونريد ان نرى الصين تأخذ خطوات معنا." وقالت "ليس هناك شك في عقل أي أحد بشأن أين تقف الولايات المتحدة."