قال خبير اممي ان ما بين عشرة الاف و15 الف شخص قتلوا على الجانبين في القتال في ليبيا على مدى أربعة أشهر، فيما اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان المحادثات جارية مع أشخاص قريبين من معمر القذافي وانه توجد "إمكانية" لنقل السلطة في ليبيا.
وقال شريف بسيوني الذي قاد لجنة لتقصي الحقائق أوفدها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الى طرابلس والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة الليبية في أواخر ابريل نيسان ان ما يقدر بما بين عشرة الاف و15 الف شخص قتلوا على الجانبين في القتال في ليبيا على مدى أربعة أشهر.
ووجدت لجنته دليلا على ارتكاب قوات القذافي جرائم حرب من بينها مهاجمة المدنيين والعمال والأطقم الطبية. واستخدمت الطائرات والدبابات والمدفعية وصواريخ جراد وقناصة. وعثرت ايضا على بعض الأدلة على ارتكاب جرائم على أيدي قوات المعارضة.
ونفت ليبيا الاتهامات واتهمت المعارضين بالوحشية وأكل لحم البشر.
في غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الخميس ان المحادثات جارية مع أشخاص قريبين من معمر القذافي وانه توجد "إمكانية" لنقل السلطة في ليبيا.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي "توجد مناقشات عديدة ومستمرة مع أناس قريبين من القذافي ونعلم ان من بين ما تشمله تلك المحادثات من أمور إمكانية نقل السلطة."
ولم تذكر تفاصيل بشأن المحادثات مكتفية بالقول "لا يوجد طريق واضح بعد للمضي قدما."
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الاسترالي كيفن رود يوم الخميس ان ايام الزعيم الليبي معمر القذافي "معدودة حقا وفعلا" وان نهايته قد تتحقق قريبا.
وقال رود للصحفيين "التوافق الناشيء في الرأي بين هذه المجموعة من وزراء الخارجية ان ايام القذافي معدودة حقا فعلا." واضاف ان النهاية "قد تأتي أسرع مما يعتقد اي منكم في هذه القاعة."
واعلن وزير الدفاع الالماني توماس دي مايتسيره يوم الخميس ان المانيا ستبحث إرسال قوات الى ليبيا في إطار قوة عسكرية تابعة للأمم المتحدة بمجرد الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال دي مايتسيره في اجتماع للوزراء في بروكسل انه يأمل في ألا ينتهي الأمر بليبيا بأن تحتاج الى وجود عسكري أجنبي لكنه أضاف "لكن اذا لم تنته الأمور على هذا النحو فاننا سنحاول ذلك -- ونحاول بطريقة بناءة."
ويتطلع حلف شمال الاطلسي الى توسيع دائرة التأييد لحملة القصف التي يقوم بها في ليبيا حيث يشارك في حملة القصف ثماني دول فقط من الدول الأعضاء في الحلف البالغ عددها 28 دولة. وتتفق جميع الدول الأعضاء في حلف الاطلسي على ان القذافي يجب ان يرحل لكنها لا ترى جميعها ان التدخل العسكري هو أفضل وسيلة.
ويقول حلف الاطلسي ان حملة القصف قللت بدرجة كبيرة من قدرات قوات القذافي لكن محللين يقولون ان الصراع يمكن ان يطول لعدة أشهر.
وقال دي مايتسيره ان برلين متمسكة بقرارها عدم الانضمام الى الضربات الجوية للحلف لكنها ستساعد في اعادة بناء ليبيا بمجرد الاطاحة بالقذافي وعلى سبيل المثال من خلال المساعدة في بناء البنية الاساسية وقوات الامن.
ودعا الرئيس السنغالي عبد الله واد الخميس العقيد معمر القذافي الى التخلي عن السلطة، في تصريح ادلى به في بنغازي معقل الثوار الليبيين.
والرئيس واد هو اول رئيس دولة اجنبي يزور بنغازي "عاصمة" الثوار، منذ بداية حركة الاحتجاج في منتصف شباط/فبراير في ليبيا.
وقال واد للصحافيين "اقولها لك مباشرة (...) كلما اسرعت في الرحيل، كلما كان افضل".
ودعاه ايضا الى "اعلان وقف لاطلاق نار احادي".
واوضح واد للصحافيين بعد لقائه المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي الذي يرئسه مصطفى عبد الجليل "انا الوحيد في الاتحاد الافريقي الذي يمكنه ان يتكلم معه ويقول له الحقيقة لاني لا ادين له بشيء".
ثم عرض واد الذي وصل قبيل ظهر الخميس الى بنغازي، لائحة اتهامية مطولة ضد القذافي.
وقال متوجها الى القذافي "لقد وصلت الى السلطة اثر انقلاب عسكري قبل اكثر من اربعين عاما، لم تنظم انتخابات على الاطلاق، ادعيت التحدث باسم الشعب. الجميع يعرف ان ما اقمته هو ديكتاتورية".
واضاف "اني اقولها لك مباشرة الان، يجب وقف الاضرار (...) عبر الاعلان عن وقف لاطلاق نار احادي (...) لمصلحة الشعب الليبي يجب ان تنسحب من الحياة السياسية (...) ولا تحلم بالرجوع اليها. اذا اردت، ساساعدك للانسحاب من السلطة".
وقال ايضا "كلما اسرعت في الرحيل، كلما كان ذلك افضل".
ونصح الرئيس واد من جهة اخرى المجلس الوطني الانتقالي بتنظيم "مؤتمر وطني يضم مدنيين وعسكريين وشبانا ونساء وائمة" على غرار المؤتمرات الوطنية الافريقية التي كانت في غالب الاحيان تمهد في الثمانينات والتسعينات لانتخابات عامة.
وقال "انها نصائح ومقترحات اعرضها على المجلس الوطني الانتقالي: نظموا مؤتمرا وطنيا يشكل جمعيتكم الوطنية التي يمكن ان تضع دستورا. وبعد ذلك، يمكن تنظيم انتخابات".
واقترح الرئيس واد ايضا تنظيم "منتدى واسع في دكار او في عاصمة افريقية اخرى وانما في افريقيا، للاعداد لفترة ما بعد القذافي" والذي يضم "الليبيين والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي وجامعة الدول العربية والفرنسيين والاميركيين والبريطانيين الذين يساعدونكم اضافة الى دول عربية".
وتمثل زيارة واد نصرا دبلوماسيا كبيرا للثوار الليبيين وضربة قاسية للعقيد القذافي خصوصا وان الزائر رئيس افريقي، وهي القارة التي اعتمد عليها الزعيم الليبي كثيرا.
واعترفت السنغال في نهاية ايار/مايو بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا وحيدا لليبيا على غرار فرنسا وايطاليا وبريطانيا وقطر وغامبيا والاردن ومالطا واسبانيا.
وقام واد لاحقا بزيارة قصيرة لساحة الثورة في بنغازي قبل ان يعود الى باريس بحسب المقربين منه.