176 سجيناً ما زالوا عالقين في غوانتانامو

تاريخ النشر: 09 أغسطس 2010 - 05:26 GMT
البوابة
البوابة

نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" مقالا للكاتب روبرت فيركيك حول تطبيق الإجراءات القانونية للمحاكمة على معتقلي سجن غوانتانامو الذين يبلغ عددهم 176 شخصا، جاء فيه: "تقف مضيفة الطيران على متن طائرة 737، وتقول مبتسمة: تمتعوا برحلة ممتعة مع خطوطنا الجوية، كما لو كانت ترحب بنا في رحلة إلى أي منطقة سياحية أميركية مفضلة".

وتابع الكاتب: "لكن تلك الطائرة المستأجرة عسكريا التي انطلقت من قاعدة أندروز الجوية العسكرية في واشنطن نهاية هذا الأسبوع كانت تتجه إلى مكان أبعد ما يكون عن وجهة ترفيهية.

وبينما كنا نقترب من قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في ذلك الخليج في الجنوب الشرقي من كوبا، تساءلت عن مدى قانونية وثيقة التنازل عن المسؤولية والمنذرة بالسوء التي اشترطوا علي توقيعها حتى يؤذن لي بالدخول.

في تلك الاتفاقات يتم تحذير الصحافيين من أن وجودهم في غوانتانامو يعرضهم لخطر حقيقي سواء من إهمال الجيش الأميركي أو هجمات إرهابية محتملة. ولا يمكن أن تتحمل الحكومة الأميركية المسؤولية عن أية إصابة بسبب هذين الخطرين.

مرحبا بكم في الثقب القانوني الاسود- غوانتانامو.

في البعد يمكن للمرء أن يميز المدرج الذي تم توسيعه في العام 2001، من اجل استيعاب طائرات الحمولة العسكرية العملاقة التي حملت في البداية المعتقلين المكبلين من ميادين القتال "ضد الإرهاب" إلى معسكر "الأشعة السينية". وإلى الأمام تقع سلسلة جبال كوبية تحمي خليج غوانتانامو من أن تطالب به جارة أميركا الشيوعية (كوبا).
منذ هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) التي وقعت في الأراضي الأميركية، أصبح خليج غوانتانامو –الذي كان حتى ذلك الحين قاعدة بحرية أميركية منسية تستخدم لإبقاء اللاجئين من هايتي- مرادفا للخطف الدولي والتعذيب تحت شعار "الحرب الأميركية على الإرهاب".
إنه مركز البرنامج الأميركي "للتحويل" الذي نقل اليه مئات المعتقلين الأجانب، ومنهم 20 من حملة الجنسية البريطانية، عبر آلاف الأميال من أجل تكبيلهم في أقفاص بعيدا عن حماية القانون الدولي.
كما أصبح غوانتانامو مسرحا لعمليات تعذيب وحشية تم نفي وقوعها بشدة من جانب إدارة بوش، والآن تتم مواجهتها بانفتاح من جانب باراك أوباما. لقد كان هذا المكان الذي طورت فيه الاستخبارات المركزية الأميركية بمباركة إدارة بوش، أسلوب الاستجواب المروع الذي سموه محاكاة الغرق الذي يتم فيه تعريض المتهمين لظروف تشبه الغرق.
وعد باراك بعد فوزه بالانتخابات الأميركية قبل عامين بإنهاء ذلك وتمزيق كتيبات التعذيب التي كانت الاستخبارات المركزية تستخدمها. وكان في قلب سياسة حقوق الإنسان لدى الرئيس إغلاق غوانتانامو خلال عام واحد من أول يوم يدخل فيه البيت الأبيض، وهو هدف لم ينفذه.
بعد ثمانية شهور من انتهاء الموعد النهائي لذلك الوعد، بدا المشهد من ميمنة طائرة "سن كونتري 737" على أنه دليل لا يقبل الجدل بكون خليج غوانتانامو ما زال يعمل.
كانت عشرات من المباني العسكرية والصناعات المدنية التابعة لها المتراصّة في الخليج دليلا على أن ظلم غوانتانامو لا يمكن تمني زواله ببضع عبارات وأمنيات قلبية - حتى وإن كان من لفظها أقٌوى زعماء الغرب.