غزة: الطلب على مشروب الخروب يزداد في رمضان

تاريخ النشر: 03 أغسطس 2013 - 11:12 GMT
شراب الخروب منتشر في أسواق غزة.
شراب الخروب منتشر في أسواق غزة.

يحتل مشروب الخروب مكانة كبيرة على موائد الغزيين في رمضان، ويزداد الإقبال عليه في الشهر الفضيل بشكل ملحوظ في قطاع غزة، ويعتبر المشروب الشعبي المُفضل على موائد الإفطار لتعويض الصائمين عن السعرات الحرارية المفقودة، رغم توافر العديد من المشروبات الأخرى المتنوعة. ويعشق سكان القطاع مشروب الخروب منذ القدم، إلا أن الطلب يزداد عليه في رمضان، وبالرغم من أن هذا المشروب ليس مرتبطاً بشكل مباشر بشهر رمضان المبارك، لكن ميزة هذا الشهر تكمن في أن مئات البائعين المتجولين سيجدون لهم فرصة عمل ترد عنهم قسوة الحاجة.

وينتشر باعة الخروب بشكل ملحوظ في أسواق وشوارع غزة، ويشكل بيع الخروب فرصة جيدة لتحسين أوضاع الشباب والخريجين في القطاع المُحاصر. ويعمل الشاب محمد برهم في بيع الخروب بعد أن تعثر حظه في إيجاد فرصة عمل في إحدى الدوائر الحكومية، ويقول للوطن: «الخروب عصير محبب لدى المواطنين في غزة منذ القدم، ويزداد الطلب عليه خصوصاً في شهر رمضان بشكل كثيف، كما يشكل مصدر رزق جيدا للعديد من الشباب لاسيما في رمضان». ويوضح برهم أنه ورث مهنة إعداد وبيع الخروب عن والده، إذ يتوجه بعد صلاة العصر إلى السوق ويجهز عصير الخروب في أحواض زجاجية يعلوها الثلج موضوعة على عربة متواضعة يدفعها بنفسه.

وعن طريقة إعداد الخروب، يقول محمد إنه يقوم بنقع قرون الخروب الطبيعية في مقدار مناسب من الماء، ثم يتم تصفيته من المواد الصلبة، ويضاف إليه مقدار من الماء والسكر ومن ثم يوضع على نار هادئة لفترة معينة ويُباع مثلجاً. مؤكداً خلوه من أي مواد حافظة أو نكهات صناعية. ويشير إلى أن فترة الذروة التي يباع فيها مشروب الخروب هي ساعات ما قبل الإفطار، منوهاً إلى أن سعر زجاجة بحجم 2 لتر من عصير الخروب هو 2 شيكل، أي ما يعادل نصف دولار، وهو سعر زهيد يناسب جميع المواطنين في غزة الذين يعانون أوضاعا اقتصادية متردية. ويضيف الشاب العشريني لـ الوطن: «على مر السنين لم تستطع المشروبات الاصطناعية أن تحل مكان الخروب الذي يروي العطش ويعوض الجسم عند التعرق في الطقس الحار ويزوده بالفيتامينات».

ويمتاز مشروب الخروب بأنه مرطب ذو نكهة طيبة ومعدل لحموضة الهضم ومضاد للإسهال ومصدر لبعض الألياف الغذائية المهمة، بالإضافة إلى تزويده الجسم ببعض الأملاح المعدنية والأحماض العضوية المساهمة بإطفاء العطش. ويقول أحد المشترين الذين تدفقوا لشراء الخروب قبل الإفطار بساعات قليلة: «الجميع يحب الخروب ويقبلون عليه خصوصاً في شهر رمضان.. أعتقد أنه لا يوجد مرطب في غزة ينافسه».

ويُعرف الخروب بأنه مقوي للكبد واللثة والمعدة، ومفيد للصدر والرئة وغني بفيتامين (أ) كما أنه يحافظ على رطوبة العين وبريقها، ويقوى الرؤية وأعصاب السمع ويهدئ الأعصاب ويساعد في علاج النزلات الصدرية ويعدل مستويات الحموضة في جسم الإنسان. ويعتبر شجر الخروب من أقدم الأشجار وهو دائم الخضرة، وثماره عبارة عن قرون عريضة تتباين أطوالها في الشجرة الواحدة، ويتميز بقدرته على تحمل عوامل الجو القاسية كالجفاف والبرد والرياح، ويعيش في الأراضي الصخرية والتربة الرملية، ولا يحتاج لكثير من الماء فهو متكيف ومتواضع في احتياجاته.