نظراً للفضل الكبير للعشر الأواخر من شهر رمضان والثواب الذي يرجوه كل مسلم فيها فإن العديد من المواطنين يفضلون قضاء لياليه وساعاته الأخيرة في التشبث بالمساجد والأضرحة المقدسة وأداء الصلوات فيها، بحثاً عن الجائزة الكبرى وهي رضا الله، ومن ثم المغفرة، والعتق من النار".
هذا ما تحدث به السيد عبد الزهرة جمعة لـ"الصباح"، مضيفا "على الرغم من أن بغداد وبعض المحافظات قد شهدت أعمالا إرهابية دنيئة نالت من العراقيين وهم يخرجون الى كسب رزقهم في صباحات رمضانية حارة مؤلمة ليقضوا نحبهم دون ذنب، لكن هذا كله لن يمنع العراقي من أن يتمتع بهذه الايام الفضيلة ويقضي الليل في مرقد الإمام موسى الكاظم عليه السلام، يدعو الله أن ينزل غضبه على أعداء العراق، وكل من يترصد للعراقيين، وكل من يريد للعراق ان يعيش في الظلام، ومنهم من وقع في فخ الاجهزة الامنية ومنهم من تطارده لعنة العراق والعراقيين".
السيدة أم محمد شاركتنا الحوار قائلة "في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل يحب العبد أن يتقرب الى الله بالعبادة، الصلاة والتسابيح، وقراءة القرآن، لذا كنا نخرج قبل الإفطار الى مرقد الإمام موسى الكاظم، حيث الأجواء الروحانية ونفحات الإيمان تتصاعد الى السماء، فنكون في عالم آخر عالم من المحبة والخضوع والخشوع والتقرب الى الله والدعاء الذي لا يتوقف أبدا، بأن يكون العراق في أمن وأمان وأن يندحر أعداؤه".
عائلة ابو كريم إحدى العوائل التي تركت البيت وجاءت تقضى ساعات الافطار والسحور في مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، دون أن ينتابها الخوف من تزايد الاعمال الارهابية التي تطال العراقيين في أماكن عملهم وبيوتهم، وتجد عائلة ابو كريم ان العراقيين صار لهم التصاق والتحام اكبر خلال هذا الشهر الفضيل بعد ان اندحر المنادون بالطائفية، وصار العراقي أمينا على جيرانه مثلما هو أمين على بيته واهله، حيث يجتمع اهل بغداد ومن كل المناطق في هذا المرقد الشريف يقضون ساعات وليالي رمضان الأخيرة وهم يبتهلون الى الله بأن يحفظ العراق وأهله".
أما السيد ام زهراء فقالت: "لم أكن قد تركت البيت لأخذ وجبة الافطارخارج البيت من قبل، لشدة حرارة الجو، لكن هذه الايام الاخيرة شجعتني لترك وجبة الافطار اليومية الروتينية في البيت والدخول من (باب المراد) الى مرقد الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وفوجئت بالعدد الكبير من بالزائرين وكأن العراقيين يجدون ملاذهم في باحة من الأمان والأمن، حيث تتصاعد النفحات الإيمانية والتضرع والتوسل الى الله بان تكون هذه الساعات مباركة وتزيد من عزم العراقيين وإيمانهم بأن الله لن يترك أعداء العراق أبدا".
