يشهد شهر رمضان المبارك حدثا لافتا في بريطانيا هذا العام حيث يتم رفع صوت أذان الفجر لأول مرة طوال الشهر الكريم على قناة تلفزيونية بريطانية، فيما دأبت القناة التلفزيونية الرابعة البريطانية الممولة حكوميا على قطع عرض أفلام لتذكير المشاهدين بموعد أذان الفجر.
وأكد مدير البرامج الواقعية في القناة رالف لي أن القناة "تقدم خدمة الأذان إلى مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 8ر2 مليون مسلم خلال شهر رمضان"، مشيرا الى أن "ما يقارب من 5 بالمئة من سكان بريطانيا يصومون شهر رمضان هذا العام".
ومن المظاهر اللافتة في شهر الصيام في بريطانيا ما بات يعرف ايضا بـ "براديو رمضان الإسلامي"، كإحدى السمات التي تميز رمضان في بريطانيا، حيث يتم البث من قبل بعض الشباب باللغات الإنجليزية والعربية والأردية والبنجابية، ويتم توجيه البرامج للمسلمين خاصة، ولأفراد المجتمع البريطاني بصفة عامة. ويعيش مسلمو بريطانيا البالغ عددهم 8ر2 مليون مسلم ظروفا مختلفة عن دول العالم في شهر رمضان المبارك هذا العام اذ تصل ساعات الصيام في فصل الصيف الى اكثر من 19 ساعة يوميا و "في جو صيفي شديد الحرارة". ويشهد رمضان هذا العام في بريطانيا العديد من الفعاليات حيث تقدم بعض المساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية والتي يزيد عددها على ألف إفطارات جماعية ومجانية. وتشهد صلوات المغرب والعشاء والتراويح، وكذلك الجمع اقبالا كبيرا من جموع المصلين، حيث تضيق المساجد بأعداد المصلين طوال الشهر الكريم، ما يضطر بعض المساجد الى اقامة صلاة الجمعة ثلاث مرات وصلاة التراويح، وكذلك تقام صلاة العيد اربع مرات بسبب كثرة المصلين.
وأطلقت مساجد مختلفة في بريطانيا مبادرة لإقامة حفلات إفطار كبرى في رمضان مفتوحة للتعريف بالإسلام في أوساط المجتمع البريطاني، حيث يأمل القائمون على هذه المبادرة بأن تشكل هذه الحفلات مسارا للتجانس العرقي لتعريف غير المسلمين بالدين الإسلامي. ويعتبر الشهر الفضيل في بعض المدن ذات الكثافة المهاجرة من العرب والمسلمين ذات خصوصية للجاليات المسلمة من خلال إقامة الشعائر الدينية والعادات الرمضانية، وفي بعض الأحياء اللندنية لا يشعر الزائر العربي بالغربة، كشارع "ايدجوارد رود"، حيث التواجد الكثيف للعرب والمسلمين، وصار من الطبيعي جدا أن يرى الزائر في أي شارع يسير فيه شاب عربي ملتح أو آخر يرتدي الزي الإسلامي، أو امرأة محجبة أو منقبة. وفي بعض أحياء لندن وأحياء في مدن مثل مانشستر وبرمنغهام وشفيلد، يشعر الصائم وكأنه في بلد عربي أو إسلامي، وتكاد تخلو هذه الأحياء من المارة خلال ساعات النهار إلى ما قبل الإفطار حتى تبدأ الحياة فيها من جديد.
وفرض شهر رمضان مظاهره على المحلات العربية والإسلامية وكذلك البريطانية في لندن التي تتزين بالفوانيس الرمضانية، وتزخر بالمواد التموينية واللحوم والحلويات والتمور والقطايف وعصائر قمر الدين والتمر الهندي. أما المحلات التجارية البريطانية الكبرى مثل مخازن "تيسكو" و "أزدا" و "سينزبري"، فقد اصبحت تخصص كل عام داخلها لبيع اللحم الحلال والمواد الرمضانية من حلوى والمكسرات والامساكيات الرمضانية. وفي بعض أحياء لندن يصطف العرب والمسلمون في طوابير لشراء حاجاتهم من اللحوم والحلويات والقطايف أمام المحلات العربية في الساعات التي تسبق الإفطار، في منظر يحاكي ما يحدث في العواصم العربية.
