حكايات من الزعتري: مراهقات المخيم يتحولن إلى سلعة تباع وتشترى

تاريخ النشر: 27 يناير 2013 - 12:26 GMT
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

رغم الوضع المأساوي الذي يعانيه اللاجئون السوريون داخل مخيم الزعتري في الأردن، إلا أن هالة (18عامًا) وغفران (17 عامًا) بدتا في أجمل هيئة برغم ظروف التشرد والحياة الصعبة التي فرضت عليهما جراء الأوضاع في سوريا.

 فقد تميزت الفتاتان باهتمامهن بمظهرن الخارجي وقد وضعن الحجاب بشكل أنيق يراعي الموضة الدارجة إضافة إلى الكحل وقليل من المكياج الخفيف. ولم يمض أسبوع على وصول هالة وغفران -وهما ابنتا عم- إلى المخيم في مدة قد تكون غير كافية   لإدراك مدى المأساة اللواتي سيعشنها داخل المخيم.

وفي داخل خيمة الألعاب التي أقامتها الهيئات الخيرية في محاولة للترفيه عن أطفال المخيم؛ انشغلت الفتاتان بملاعبة إخوتهن الصغار وممازحة بعض مجايليهن من الشباب. حيث تشهد العلاقات بين الجنسين في الزعتري مرونة أكثر بسبب انشغال الأهل بالهم الأكبر أولًا  ألا وهو تأمين متطلبات ومستلزمات الحياة اليومية وسط دوامة من اللاجئين الذين تتزايد أعدادهم كل يوم.

وقد قالت غفران لنا أنها لم تستطع إكمال مرحلة "الثانوية العامة" بسبب الأوضاع إلى جانب أنها لم تقم بعد بالاستفسار عن ما إذا كان بامكانها متابعة الدراسة داخل الأردن وداخل المخيم تحديدًا.

في عيني غفران وهالة؛ يلمع الطموح وأحلام المراهقة برغم المعاناة وقد يكن أكثر صلابة وتماسكا منا نحن الزائرين المؤقتين للمخيم والذن استطاعوا بالكاد قضاء بضع ساعات فيه فكيف بمن صار له المخيم بيتا وسكنا؟.

وعند السؤال عن  طبيعة الحياة داخل المخيم، بادر أحد العاملين الرسميين المرافقين لنا إلى التدخل بالتعليق قائلًا:  بس الي متلهم ما بطولوا كتير جوا المخيم". لربما كان الشخص يلمح إلى الأخبار المتواترة عن الأردنيين والعرب والخليجيين الذين يقصدون  المخيم باحثين عن عروس بأقل التكاليف تحت ذريعة "المساعدة" أو ما عرف بزواج السترة.

وكمتابعة للحوار؛ قامت هالة بالرد قائلة: "شو بتقصد" لنجيب نحن وعلى الفور "يريد أن يزوجكن" ليبتسم العامل مؤكدا صحة ما ذهبنا إليه، فتجيب غفران: "لا أنا ما بدي الا ابن بلدي" لينتهي الحديث هنا.

وبرغم السعادة الظاهرية بهذا الحديث؛ إلا أنه عند التأمل فيه مليًا فلا بد أن نلاحظ وجود استغلال كبير لحاجة أولئك الفتيات.  فعمل الخير قد يكون مدخلًا  لضعاف النفوس لاستغلال صبايا حالمات بحياة أفضل من حياتهن في المخيم أو حتى قبلها. إلا أنهن قد ليجدن نفسهن سلعة في مشروع تجاري في صفقة يفوز به المشتري دون أن يملك البائع حق الرفض..

بين مشترٍ يرتدي مسوح فاعل الخير وبائع لا يستطيع رفض المعروض عليه؛ تبقى المراهقات سلعة سائغة حلمت بالأفضل لتعيش الأسوأ وسط ظروف فرضت عليها دون أن تختارها.

 نورا خليل العزوني
ميساء الخضير

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن