اسرائيل الأكثر كلفة واستفزازاً للعالم

تاريخ النشر: 25 سبتمبر 2011 - 02:41 GMT
اسرائيل اليوم اكثر ضعفا من اي دولة رغم الاسلحة الفتاكة، وشعوب المنطقة وقياداتها لا يرجفها ذلك وان الطريق الوحيد امامها الانصياع الى حقوق عادلة تنكرت لها
اسرائيل اليوم اكثر ضعفا من اي دولة رغم الاسلحة الفتاكة، وشعوب المنطقة وقياداتها لا يرجفها ذلك وان الطريق الوحيد امامها الانصياع الى حقوق عادلة تنكرت لها

كبقية الكيانات المصطنعة، توصف اسرائيل بانها الدولة الاكثر حماية جمركية وتقديما للدعم لمواطنيها القادمين من شتى الاصقاع، كما تعد في مقدمة الدول التي تشهد غسيل الاموال وتلقي المساعدات والمنح الميسرة من كبريات الدول في مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية وعدد من الدول الاوروبية، وهذه الملامح الرئيسة لاسرائيل اصبحت الاكثر كلفة واستفزازاً في العالم حتى في الدول التي قدمت الدعم والرعاية لها بخاصة بعد الانفتاح العالمي المتسارع وسرعة انتقال المعلومات في ادق تفاصيلها حول العالم.

وفي خضم التغيرات العالمية لا سيما في المنطقة العربية التي تشهد ربيعا بمواصفات مختلفة تندرج تحت عناوين الحرية والديمقراطية وتداول السلطة بعد سنوات وعقود من تغيب المشاركة والاستماع للآخر، تبرز الصورة البشعة والمعتدية على الانسانية بصور مختلفة ليس اقلها التنكر للمواثيق لمن تبرم معهم الاتفاقيات، والتمادي على ابسط الحقوق المعترف بها وفق المواثيق والمعايير الدولية.

وستجد اسرائيل نفسها قد تخلفت امام الحداثة التي تسير نحوها المنطقة في عالم تغيرت مفرداته واولوياته، وستزول الصورة التي سوقتها تل ابيب امام العالم باعتبارها دولة ديمقراطية مسالمة الى دولة مسخ تقتل الاطفال والنساء وكبار السن ليس لشيء الا انهم يطالبون بالحرية والاستقلال والعيش الكرم كبقية شعوب الارض.

الخطاب الاردني الذي يعبر عنه الملك عبدالله الثاني في ارفع المنابر الدولية يعيد الى جميع المراقبين والمحللين ان لا مناص من الاعتراف بحقوق شعوب المنطقة ودولها في مقدمتها الشعب الفلسطيني والدولة الاردنية التي تقدم نموذجا في التعايش والانفتاح والسلام دون وجل او تردد، ويرد الصاع صاعين لكل الاطروحات العدوانية لقيادة اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يحاول السباحة بعكس حركة التغيير.

ان الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية باقامة الدولة الفلسطينية حسب قرارات الشرعية الدولية، وعاصمتها القدس الشريف، والوفاء بحق العودة للفلسطينيين، هما من ابجديات عملية السلام التي انطلقت في مؤتمر مدريد وما تلاه، والعزوف عن احلام مريضة تدغدغ عقول ووجدان اليمين الاسرائيلي، بالوطن البديل والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية، ودون ذلك فان مستقبل عيش اسرائيل في المنطقة على محك البقاء او الاندثار، وتلحق من سبقها.

ان الدعم والاسوار الجمركية والاعتماد على العالم في صيانة مستوى عيش لا يستند الى اقتصاد حقيقي، وصولا الى جدار الفصل العنصري، تحول تدريجيا اسرائيل كمن يعيش في قلعة غير امنة او جزيرة معزولة غير مرغوب الوصول اليها، وستواجه يوما ما يقينا ليس ببعيد طوفان التغيير، وهذا سيكون من الداخل في محيط يناصب هذه القلعة المنبوذة، العداء، عندها سيكون القول الفصل بشأن استمرار دولة مصطنعة، وستواجه داخليا وخارجيا استحقاقات آن اوانها.

اسرائيل اليوم اكثر ضعفا من اي دولة رغم الاسلحة الفتاكة، وشعوب المنطقة وقياداتها لا يرجفها ذلك وان الطريق الوحيد امامها الانصياع الى حقوق عادلة تنكرت لها، ومارست العدوان بصور مختلفة وهذا لن يدوم.