نعاني عموماً من عدم الوعي في فهم فكرة تنشيط المرافق السياحية، وأهمية الاعتناء الحضاري بالمرافق السياحية الأثرية الأردنية، ومن عدم الوعي أيضاً بالمدى الاقتصادي الرابح الذي يمكن أن يصل اليه الاردن في مستوى الدخل الاقتصادي أن تعاملنا بجدية حضارية مع مرافقنا السياحية.
وبالرغم أننا نتطلع لمشاركات دولية ومسابقات كي نُدخل منطقة اردنية سياحية في مصطلح «عجائب الدنيا السبع» كما حدث مع «البتراء» ومع «منطقة البحر الميت» ونقوم بتجييش أدواتنا السمعية والمرئية لتحقيق هذا الانتصار الا أننا والحق يقال لم نستطع وحتى الآن العمل على تجذير الوعي الجماهيري وحتى الحكومي بجدية فكرة تطوير مناطقنا السياحية وعدم تكريس قوانا العملية والاجرائية في تحقيق هذا الهدف.
والحال فاننا ننسى ان دولاً عديدة في العالم مثل اسبانيا وتونس وربما مصر وسوريا أيضا تعتمد في رفع مستوى ميزانيتها على الدخل السياحي لهذه الدولة أو تلك. وان أكثر ما يزعج مثل هذه الدول هو القلاقل السياسية التي يمكن لها أن تؤثر على الحركة السياحية. واحياناً يقرأ الواحد منّا خبراً يشير الى حركة الكساح السياحي الذي تعيشها بعض مناطقنا السياحية فنمر على الخبر بطريقة عابرة. ففي الأمس نشر خبراً في « الدستور» يقول ان حركة المركبات المؤدية الى قلعة «عجلون» معطلة منذ حزيران الفائت، طبعاً ما من أحد يدرك مدى التعطيل السياحي التي تواجهه هذه القلعة الأثرية المهمّة. وفي خبر نشر أمس الأول في «الدستور» أيضاً صورة لمسطح قلعة « الكرك» تشير الى أن سطح هذه القلعة قد تحول الى مكب للخردوات والآليات الثقيلة.
ومن منظور ثاني ما زلت أذكر كيف شاهدت المدرج الأثري في مدينة أم قيس وهو يتحول الى منشر للغسيل، وكيف تختلط بعض منازل السكان هناك ببعض المناطق الأثرية في أم قيس. ومن زار مدينة «البتراء» وراقب بعين عصرية الحركة العشوائية لأصحاب الجمال والبغال والأحصنة التي تحمل السائح الى منطقة الخزنة فسوف يدرك أن ثمة جهة حكومية مسؤولة غائبة عن هذا المشهد تماماً.
ونحن هنا لا نطالب بالتعامل مع مناطقنا الاردنية السياحية بالمستوى الذي تتعامل فيه الدول الناضجة سياحياً مع مرافقها، بل نطالب بتوفر الحد الأدنى من الاهتمام بكنوز مرافقنا السياحية، والله من وراء القصد.