أفادت وكالات أنباء لبنانية ودولية عن مقتل 3 جنود لبنانيين وصحفي خلال اشتباكات اندلعت الثلاثاء، بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في منطقة العديسة الحدودية جنوب لبنان، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن الاشتباكات تجري "على الشريط الشائك في بلدة العديسة" (105 كلم من بيروت)، مضيفة انه تسمع في المنطقة "أصوات المدافع مصدرها الدبابات الإسرائيلية".
وأوضحت أن الاشتباكات اندلعت عندما تصدت قوة من الجيش اللبناني لجنود إسرائيليين حاولوا إزالة شجرة داخل الأراضي اللبنانية لغايات تركيب كاميرات مراقبة على الحدود بين بلدة العديسة ومستعمرة مسكافعام في شمال إسرائيل.
وعرف إن الصحفي القتيل هو مراسل صحيفة "الأخبار" اللبنانية اليومية، عساف أبو رحال، وقتل في القصف الإسرائيلي. كما أصيب صحفي من قناة "المنار" التابعة لحزب الله.
وتابعت الوكالة قائلة إن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" حاولت التدخل ومنع اندلاع الاشتباك "لكن الأمر تطور إلى حصول إطلاق نار متبادل وقصفت دبابة لجيش العدو قذيفتين على الأقل داخل الأراضي اللبنانية في بلدة العديسة".
ولاحقا قالت الوكالة أن طائرة أباتشي أطلقت صاروخين على مشروع الطيبة الواقع بين بلدات العديسة - الطيبة - رب الثلاثين.في حين يسجل قنص غزير على بلدة كفركلا.
وأضافت انه عند الثانية إلا ثلثا بالتوقيت المحلي سقطت قذيفة مدفعية في منطقة العويضة عند أطراف العديسة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم الجيش اللبناني قوله إن الجنود الإسرائيليين هم من بادر بإطلاق النار ورد عليهم الجنود اللبنانيون. وأشار إلى أن "منزلا لبنانيا في العديسة أصيب بقذيفة إسرائيلية أطلقت من دبابة".
وقال مسؤول أمني لبناني من منطقة الاشتباكات إن "الإسرائيليين أطلقوا أربع قذائف سقطت قرب موقع للجيش اللبناني في قرية العديسة فيما رد الجيش على مصادر النيران".
من ناحيته قال حزب الله إن ضابطا إسرائيليا برتبة مقدم قتل خلال الاشتباك وان الجيش الإسرائيلي يحاول سحبه من الميدان.
ونفت مصادر أمنية إسرائيلية لوكالة أنباء رويترز أن يكون الجنود الإسرائيليون هم من بدأ إطلاق النار، وقالت إن النيران جاءت أولا من الجانب اللبناني.
وذكرت هذه المصادر أن مهندسين بالجيش الإسرائيلي تعرضوا لإطلاق نيران من جنود لبنانيين أثناء عملهم على الحدود وأن الجنود ردوا على إطلاق النيران.
وقد دعت قوات (اليونيفيل) الجيش اللبناني والإسرائيلي إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".
وقال أندريا تينينتي المتحدث باسم قوات اليونيفيل "حدث تبادل لإطلاق النيران بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي على طول الخط الأزرق في منطقة العديسة".
وتابع "أولوية مهمة القوات حاليا هي إعادة الهدوء للمنطقة وسانتي بونفانتي نائب قائد القوات على اتصال بقيادة القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية لحث الجانبين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
ومن جانبه، دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الخرق الإسرائيلي الجديد للقرار1701 الذي وضع حدا للحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006.
واعتبر سليمان "أن هذا العدوان الجديد هو برسم الأمم المتحدة والحريصين على وجوب احترام القرار 1701 وتطبيقه".
واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل هذا الخرق ووجوب "التصدي لأي محاولة اعتداء إسرائيلية مهما كانت التضحيات، على أن تتم متابعة هذا الموضوع مع الجهات الدبلوماسية والدولية المعنية".