حذر مبعوث للامم المتحدة الثلاثاء من ان افاق حل الدولتين للصراع في الشرق الاوسط قد تبدأ في التلاشي العام المقبل اذا لم يحدث تقدم في المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية غير المباشرة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة.
وتعلق واشنطن امالها على الدبلوماسية المكوكية بعد ان رفضت اسرائيل تمديد تجميد مدته عشرة اشهر على البناء في المستوطنات في الضفة الغربية وهو شرط فلسطيني للمحادثات المباشرة. وبدأ المبعوث الامريكي جورج ميتشل الجولة الاولى من هذه الدبلوماسية هذا الاسبوع.
وقال روبرت سري المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط لرويترز في مقابلة ان انتهاء المحادثات المباشرة التي بدأت في سبتمبر ايلول لكنها لم تستمر سوى بضعة اسابيع لهو "نكسة خطيرة" في السعى من اجل اتفاق سلام.
وقال انه من الضروري ان يقدم الاسرائيليون والفلسطينيون مقترحات جادة في القضايا الرئيسية مثل الحدود ووضع القدس وان تخفف اسرائيل القيود على الضفة الغربية المحتلة.
وقال سري "فرصة حل الدولتين قد تبدأ في الافول العام القادم اذا فشل كل شئ. وهذا أمر أرجو ان تدركه الاطراف." وشدد على الحاجة الى "وساطة فعالة جدا" تقودها الولايات المتحدة.
ويتصور حل الدولتين عيش اسرائيل جنبا الى جنب دولة فلسطينية مستقلة. وفي سبتمبر ايلول الماضي تعهد زعماء اسرائيليون وفلسطينيون بمحاولة تحقيق ذلك خلال عام ووعدت السلطة الفلسطينية بأن تكون جاهزة لقيام الدولة بحلول ذلك الحين.
وكان سري يتحدث بعد ان قدم تقريرا شهريا الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة دعا فيه الى "دور جوهري لطرف ثالث في الوساطة" بما في ذلك رباعي الوساطة الذي يتألف من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.
وقال ان "قياديين" من رباعي الوساطة من المتوقع ان يكون بينهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاترين أشتون سيجتمعون اوائل عام 2011.
واضاف قوله للمجلس "في العام المقبل ستكون مصداقية العملية السياسية ورعاتها ومنهم رباعي الوساطة على المحك."
وفي حديثه مع رويترز هون سري من احتمال ان تسعى السلطة الفلسطينية الى جعل الجمعية العامة للامم المتحدة تصدر اعلانا عن قيام دولة فلسطينية كما اقترح بعض الفلسطينيين. ويقول دبلوماسيون ان مثل هذا الاعلان لن يكون له قوة قانونية.
ومن المؤكد ان تلقى اي محاولة لاستصدار مثل هذا الاعلان من مجلس الامن المؤلف من 15 دولة معارضة بحق النقض (الفيتو) من جانب الولايات المتحدة لكن الجمعية العامة المؤلفة من 192 دولة ولا تتمتع فيها واشنطن بحق النقض توجد فيها أغلبية مؤيدة للفلسطينيين.
وقال سري "الذهاب .... الى الامم المتحدة وطلب اعلان قيام الدولة في تحرك منفرد اعتقد ان (الفلسطينيين) يدركون انه لن يقرب من هدف تحقيق حل الدولتين باي حال."
واضاف قوله "انهم يعلمون ان السبيل الوحيد لبلوغ الهدف هو من خلال التفاوض. واعتقد ان القيادة ما زالت مقتنعة بذلك."
وسئل سري عن وجهة نظر بعض المحللين الذين يقولون ان حل الدولة الواحدة التي تضم اليهود والعرب يبدو الان حتميا فرد بقوله "يجب ان يفهم الجميع ان حل الدولة الواحدة ليس بحل. وهو لا ينبئ الا باستمرار الصراع لعقود."