ملايين الباكستانيين عرضة للموت والامراض: البنك الدولي يتعهد بدفع 900 مليون دولار لمساعدات

تاريخ النشر: 17 أغسطس 2010 - 10:51 GMT
أ.ف.ب
أ.ف.ب

سيساهم البنك الدولي بمبلغ 900 مليون دولار للمساعدة في تمويل جهود الإغاثة في كارثة الفيضانات بباكستان في الوقت الذي تحذر فيه المنظمات الدولية من أن الملايين عرضة للأمراض.

وتحذر الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 3.5 مليون طفل ربما يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض فتاكة تحملها المياه الملوثة والحشرات في أزمة أضرت بحياة عشر سكان باكستان على الأقل البالغ عددهم 170 مليون نسمة.

ولقي ما يصل إلى 1600 شخص حتفهم وأصبح مليونان بلا مأوى في أسوأ فيضانات تشهدها باكستان منذ عشرات السنين.

وانقطعت مئات القرى في أنحاء باكستان وهي واحدة من أفقر دول أسيا عن العالم الخارجي وانقسمت الطرق السريعة إلى نصفين واضطر ألاف المشردين إلى إقامة خيام واقية من المياه على جانب الطرق.

وقالت مريم الطاف وهي متحدثة باسم البنك الدولي "نعيد ترتيب الأولويات لجعل الأموال متاحة على الفور".

وتزايد الغضب الشعبي خلال الفيضانات المستمرة منذ أسبوعين مما يبرز المشكلات السياسية المحتملة التي تواجه حكومة لا تحظى بشعبية نظرا لعجز المساعدات عن التماشي مع مناسيب الانهار المتزايدة.

وسد يوم الاثنين بعض من ضحايا الفيضانات طريقا سريعا لمطالبة الحكومة بتقديم المساعدة في الوقت الذي حذرت فيه هيئات الإغاثة من أن وصول الإمدادات بطيء للغاية بالنسبة لملايين محرومين من المياه النظيفة والغذاء والمنازل.

ويقول محللون إن الخسائر التي سببتها الفيضانات وتكلفة التعافي ربما تسبب متاعب اقتصادية على المدى الطويل بالنسبة لباكستان وتؤدي لتراجع النمو الاقتصادي نقطة مئوية واحدة.

وانخفضت الأسهم الباكستانية يوم الثلاثاء 2.9 في المئة عند الإغلاق جراء مخاوف من أن تكون آثار الفيضانات تتسبب في خسائر أكثر من التقدير السابق.

وقال المفوض السامي الباكستاني في بريطانيا واجد شمس الحسن لرويترز إن تكلفة إعادة البناء ربما تكون أكثر مما بين 10 مليارات و15 مليار دولار.

وناشد المجتمع الدولي تقديم الأموال لأعمال الإغاثة وإعادة الإعمار لبلد يواجه صراعا مع متشددين إسلاميين وإلا قد يؤدي هذا إلى زعزعة استقرار المنطقة ككل.

وتتعرض الحكومة لانتقادات بسبب ما بدا منها من استجابة غير كافية. وسعت جمعيات خيرية إسلامية بعضها له صلة بجماعات متشددة للتدخل لتقديم المساعدة لضحايا الفيضانات مما يعني احتمال ارتفاع شعبيتها على حساب الحكومة.

وأبدى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي مخاوفه بشأن استقرار باكستان قائلا إن من الخطر السماح للإسلاميين بملء الفراغ.

وقال قرشي لهيئة الإذاعة البريطانية "إذا كان هناك شخص جائع.. إذا كان هناك شخص عطشان وقدمت له الماء فلن يسأل إذا كنت معتدلا أم متطرفا".

وتقول الأمم المتحدة إن ربع المبلغ الذي تحتاج إليه البلاد من المساعدات الدولية لأعمال الإغاثة الفورية وهو 459 مليون دولار هو الذي وصل فقط للبلاد حتى الآن. ويتناقض هذا مع مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة من المساعدات العسكرية لباكستان في العام الماضي لمحاربة المتشددين.

وأعلنت الأمم المتحدة عن ظهور أولى حالات الإصابة بالكوليرا. وفي بيان صدر في نيويورك قالت إن اكبر خطر يتمثل في الإسهال المائي الحاد والدوسنتاريا لكن أيضا التهاب الكبد الوبائي ألف وهاء وحمى التيفود يمثلان أيضا خطرا كبيرا.

ويعتمد الضحايا بصورة كبيرة على الجيش أكثر المؤسسات الباكستانية نفوذا وعلى هيئات الإغاثة الأجنبية للحصول على المساعدة.

غير أن محللين يقولون إن من غير المرجح حدوث انقلاب عسكري. إذ أن الجيش يعتبر محاربة مقاتلي طالبان أولوية لذلك فان الاستيلاء على السلطة وقت الكارثة لن يكون له معنى.