اصطف الالاف من الشيعة اللبنانيين في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت يوم الاربعاء لاستقبال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مستهل زيارة رسمية للبنان اثارث المخاوف الغربية من النفوذ الايراني المتنامي في البلاد.
ونثرت الحشود الارز والورود على الرئيس الايراني الذي كان يلوح بيديه من فتحة في سقف سيارته على طول الطريق الرئيسي من مطار بيروت الى القصر الرئاسي حيث استقبله الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
ورفعت الاعلام الايرانية والملصقات والبالونات والرايات المرحبة بالرئيس الضيف كما رفعت صور الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي ومؤسس الثورة الاسلامية في ايران اية الله روح الله الخميني.
واغلقت معظم المدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله وانتشر العشرات من عناصر حزب الله بمرافقة الجيش اللبناني على طول الطرقات المؤدية الى القصر الرئاسي.
وقال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وهو شيعي للرئيس احمدي نجاد لدى استقباله في المطار "زيارتكم مهمة جدا للاصدقاء واصبحت اكثر اهمية بفضل اعدائنا فالعدو احيانا يخدم. فخامة الرئيس انت مالىء الدنيا وشاغل الناس منذ اعلنت عن هذه الزيارة... لبنان كل لبنان وبالاخص الجنوب متعطش للقياكم."
واثارت زيارة احمدي نجاد قلق واشنطن التي تسعى لعزل ايران بسبب برنامجها النووي. كما تقول واشنطن ان دعم ايران لمقاتلي حزب الله يقوض سيادة لبنان.
كما ازعجت الزيارة ايضا السياسيين المؤيدين للغرب في حكومة الوحدة الوطنية الهشة في لبنان الذين احتجوا على ان احمدي نجاد يعامل بلدهم "كقاعدة ايرانية على البحر المتوسط".
ولكن معظم الشيعة ممتنون للدعم الايراني لحزب الله الذي خاض حربا استمرت 34 يوما مع اسرائيل في عام 2006 والدعم الذي قدمته طهران لاعادة الاعمار منذ ذلك الحين.
وقال محمود درويش (50 عاما) الذي جاء برفقة نجله لاستقبال نجاد "ان هذا اقل واجب نفعله مع صديق الشعب اللبناني. هو وقف معنا في محنة لبنان والعدوان في العام 2006 وليس كثيرا عليه ان نقف هنا لاستقباله حتى ولو وقفنا يومين متتاليين."
واضاف "هو ساعدنا في اعمار لبنان ولولاه لكنا ما زالت بيوتنا مدمرة وكنا ما زلنا نعيش في الخيام حتى اليوم."
وقالت زينب نور الدين (45 عاما) التي ترتدي جلبابا اسود اللون من الرأس حتى القدمين (الشادور) "هذا المشهد اليوم هو اكتمال للانتصار على عدو لبنان وايران اسرائيل وهذا عربون وفاء لايران التي ساعدتنا في اعادة الاعمار وفي دعم المقاومة."
واحمدي نجاد الذي كان قد دعا الى محو اسرائيل من على الخريطة من المتوقع ان يزور يوم الخميس بلدات في جنوب لبنان كانت شهدت قصفا اسرائيليا عنيفا في حرب عام 2006 .
وقال مسؤولون قريبون من حزب الله ان الحزب انفق منذ عام 2006 نحو مليار دولار من الاموال الايرانية على المساعدات واعادة الاعمار. ويتهم الغرب ايران بتزويد حزب الله بالسلاح. ويقول الحزب انه يمتلك ترسانة بها اكثر من 30 الف صاروخ.
وفي اشارة الى سعي طهران لتعزيز نفوذها في البلاد عرضت على لبنان مساعدة لتحسين شبكة الكهرباء ودعم مشاريع المياه واستبدال امدادات الاسلحة الاميركية التي توقفت بسبب اعتراض عضوين في الكونجرس.
وعرضت ايران في اب / اغسطس الماضي مساعدة عسكرية على جيش لبنان بعد اشتباك على الحدود مع اسرائيل مما دفع مشرعين امريكيين الى تعطيل تمويل الجيش اللبناني.
ويقول دبلوماسيون ان اي اسلحة ترسلها ايران الى لبنان من شأنها ان تنتهك عقوبات الامم المتحدة المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي الذي تقول القوى الغربية انه يسعى لصنع قنابل ذرية بينما تقول ايران ان برنامجها لاغراض سلمية ويهدف لتوليد الكهرباء.
ومن المقرر ان يجتمع احمدي نجاد اضافة الى الرئيس سليمان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري الذي يرأس حكومة وحدة وطنية تضم وزراء من حزب الله. كما انه من المقرر ان يلقي خطابا امام اجتماع حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت يتحدث خلاله أيضا السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله ربما من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة.