سلم رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم الاثنين، رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزاري في اسرع وقت ممكن ليقدم الرئيس خلاله عرضا مفصلا عما وصلت إليه المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي بوساطة أميركية.
وأشار عريقات إلى أنه أطلع موسى، خلال اجتماعهما اليوم، على ما تم في محادثات التقريب وأين وصلت الأمور وأطلعه على استمرار الاستيطان في القدس وقرارات هدم البيوت والحصار على قطاع غزة، مشددا على أنه حتى هذه اللحظة لم يتسلم الجانب الفلسطيني أي بنود فعليه من الجانب الإسرائيلي عبر أميركا حول الأمن والحدود وقضايا الوضع النهائي.
وأوضح عريقات أنه "سأل موسى خلال الاجتماع حول قرار القمة العربية في سرت والذي أقر دعم 500 مليون دولار للقدس وكان رد موسى أن الجامعة لم يصلها شيء على الرغم من أنه أرسل الخطابات المطلوبة للعرب للإسراع في تنفيذ قرار القمة وتمكين الشعب الفلسطيني".
وقال: "اتفقنا في مبادرة السلام أن الانتقال من محادثات غير مباشرة إلى مباشرة تتطلب وقف الاستيطان بما فيها القدس وحتى الآن لا يوجد أي تقدم، معربا عن استغرابه للتصريحات التي يطلقها مسؤولون أمريكيون عن وجود تقدم في المحادثات غير المباشرة وهو ما جعله يسارع بالاتصال بالإدارة الأميركية لتوضيح تلك التصريحات وما إذا كان هناك تقدم لم تطلع عليه السلطة الفلسطينية فليتم إعلانه فورا".
من جانبه، أكد موسى أن ملخص الرسالة التي تلقاها من الرئيس الفلسطيني هي عدم وجود أي تقدم ولا ردود إسرائيلية عن قضايا الوضع النهائي وأن الحديث عن الانتقال من محادثات غير مباشرة إلى مباشرة يتطلب وجود تقدم في ملفي الحدود والأمن وفى حال عدم حدوث تقدم سنعود بالملف إلى مجلس الأمن .
وأشار موسى إلى أنه سيجري اتصالات فورية مع الجانب العربي لتحديد موعد لاجتماع لجنة المبادرة العربية للسلام لتقييم الموقف، لافتا إلى أن اليوم تنقضي نصف المدة المحددة وبنهاية الشهر ستكون ثلاثة أرباع المدة قد انتهت.
والاثنين، أفادت صحيفة "الحياة" اللندنية أن الإدارة الأميركية طلبت من السلطة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في مقابل ضمان استمرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول فلسطيني في رام الله قوله "إن الإدارة الأميركية أبلغت الجانب الفلسطيني بأن مهمة مبعوثها الخاص لعملية السلام جورج ميتشل في المفاوضات غير المباشرة اصطدمت بعقبة تحول دونها والتقدم إلى أمام، وهي إصرار (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو على عدم بحث تفاصيل ملف الحدود سوى في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين".
وأوضح المسؤول أن الإدارة الأميركية أبلغت الجانب الفلسطيني أن استمرار المفاوضات غير المباشرة يعني إهدار الوقت في مزيد من الجولات التي سيقوم بها ميتشل من دون تحقيق أي تقدم، وعرضت في المقابل على الفلسطينيين مواصلة التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة من دون القدس بعد انتهاء مفعول قرار (إسرائيل) الخاص بالتجميد في أواخر أيلول سبتمبر القادم.
وتوقعت مصادر إسرائيلية الاثنين أن يعلن نتانياهو خلال لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء في واشنطن موافقة حكومته على تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
ورجحت المصادر أن يقوم أوباما بدوره بالتلميح إلى إمكانية قبول واشنطن بسيطرة إسرائيل على تجمعات استيطانية رئيسية في الضفة.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن نتانياهو قد يكشف عن نية حكومته تمديد قرار تجميد الاستيطان في جميع المناطق الواقعة خارج هذه المستوطنات الرئيسية التي قد تقبل واشنطن باستمرار السيطرة الإسرائيلية عليها.
وأضافت الصحيفة أنه "وفقا لهذا المقترح فإن أوباما قد يشير علنا إلى القبول بخطاب للرئيس السابق جورج بوش عام 2004 لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون بهذا الصدد، على أن يؤكد نتانياهو علنا أن البناء الاستيطاني سيستمر في داخل الكتل الاستيطانية الكبيرة بينما لن يتم استئنافه في أي أماكن خارج تلك المناطق".
ولم تعلن إدارة أوباما على الإطلاق موافقتها على مبادئ هذا الخطاب ومن ثم فإن أي قرار رسمي منها بالمصادقة على هذه الأفكار سوف يكون أمرا مؤثرا لدى إسرائيل، كما أن نية نتانياهو تمديد تجميد الاستيطان في غالبية مناطق الضفة الغربية سوف ينظر إليه في واشنطن على أنه نوع من التنازل من جانب الحكومة الإسرائيلية.