المتطرفون يهاجمون مسيرة في تل أبيب تطالب بإقامة الدولة الفلسطينية

تاريخ النشر: 21 أبريل 2011 - 01:38 GMT
البوابة
البوابة

اعترض العشرات من اليمنيين المتطرفين في اسرائيل بينهم اعضاء كنيست ورؤساء حركات مسيرة يسارية يهودية شارك فيها المئات من الشخصيات الفكرية والثقافية والاكاديمية ومنهم من حصل على "جائزة اسرائيل" وهي جائزة رفيعة لدى العبرية، حيث طالب المتظاهرون خلال مسيرتهم التي انطلقت من وسط مدينة تل ابيب باقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وهو ذات المكان الذي اعلن فيه عن تاسيس الدولة العبرية بحسب ما يقول المشاركون في هذه المسيرة.

وقد قام العشرات من المتظاهرين من ناشطي اليمين بالتشويش على سير المراسم والاندفاع نحو المشاركين فيها مرددين هتافات وصيحات "استهجان تحث حائزي وحائزات جائزة اسرائيل على الرحيل الى غزة مع الجائزة القيمة التي نالوها". كما وجه المتظاهرون اليمينيون وابلا من السباب والشتائم الى المشاركين في المراسم وتحول ذلك لاحقا الى عراك بالأيدي وقام افراد الشرطة بالفصل بين الجانبين.

وقد وقع المشاركون في المراسم الرمزية على اعلان يرحب باقامة الدولة الفلسطينية ويناشد "مواطني اسرائيل الانضمام الى التوقيع على البيان. ويشار الى انه تمت صياغة هذه الوثيقة بصورة مماثلة لوثيقة الاستقلال لدولة اسرائيل. وجاء في إعلان التأييد لاقامة الدولة الفلسطينية ان استقلال الشعبين يقوي كليهما ويشكل ضرورة أخلاقية ووجودية على حد سواء وقاعدة لتحقيق حسن الجوار بين الدولتين".

عريقات والتوجه لمجلس الأمن

طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الخميس الإدارة الأميركية "بالكف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون" مشددا على الحاجة إلى دعم أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

وقال عريقات في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا" من العاصمة الفرنسية باريس حيث يرافق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في زيارته لفرنسا: "يتعين على الإدارة الأميركية الكف كذلك عن مطالبتنا باستئناف المفاوضات مع إسرائيل التي هي التي أوقفت المفاوضات وأخرجتها عن مسارها وأوقفت عملية السلام بسبب تصرفات حكومتها".

واتهم المسؤول الفلسطيني إسرائيل "برفض الانصياع للالتزامات المترتبة عليها وهو الأمر الذي تسبب في وقف المفاوضات". وخاطب عريقات الذين يتحدثون عن المفاوضات بالقول "إذا لم تتمكنوا من إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان هل تعتقدون أن أحدا سيصدقكم بأنكم ستلزمونها بالانسحاب إلى خطوط عام 1967".

وكان عريقات يعلق بذلك على دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي وجهتها مساء الأربعاء إلى الإسرائيليين والفلسطينيين والتي حثتهم فيها على الاستئناف الفوري لمفاوضات السلام بينهما.

ورأت كلينتون في تصريحات صحافية "أن الطرفين يحاولان تحليل ما يعنيه استئناف المفاوضات بالنسبة لمواقفهما المستقبلية " مشيرة إلى أنه "يجب أن يدرك الجميع أن المفاوضات هي السبيل الوحيد بل أكثر من ذلك هي حاجة ملحة والعمل الجاد من التفاوض لإيجاد تسوية".

وشدد عريقات في تصريحاته على أن الفلسطينيين وبإصرارهم على التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/أيلول المقبل للحصول على تأييد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة "لا يحرجون أحدا بهذا السلوك".

كما نفى المسؤول الفلسطيني وجود أي رغبة لدى الفلسطينيين لإحراج الأميركيين بتوجههم إلى مجلس الأمن قائلا "نحن نتعاون مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي وخيارنا هو أن تستمر المفاوضات لكن مع التزام إسرائيل بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية لعملية السلام".

وأوضح عريقات "أن رفض إسرائيل تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها هي التي دفعتنا إلى الخيار المتاح الآن وهو التوجه إلى مجلس الأمن الدولي وهذا الخيار ليس أحادي الجانب بل يستند إلى الشرعية والقانون الدولي".

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد أعلنت يوم الأربعاء في تصريحاتها "لا نؤيد أي مسعى أحادي من جانب الفلسطينيين للذهاب إلى الأمم المتحدة لمحاولة الحصول على بعض الأصوات من أجل إقامة دولة فلسطينية مع احترامنا لمسألة الدولة الفلسطينية".

وكان الفلسطينيون قد أوقفوا مفاوضات السلام مع إسرائيل في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أميركية بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس التي يريدونها عاصمة لدولتهم. وحمّل عريقات في تصريحاته رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مسؤولية وقف المفاوضات وذلك "برفضه الانصياع للإدارة الأميركية وطلباتها بوقف الاستيطان ورفضه المرجعيات المحددة لعملية السلام".

وشدد على أن الطلب الأميركي للعودة إلى المفاوضات يجب "ألا يوجه إلى الجانب الفلسطيني " لافتا إلى أنه "كان من الأجدر بالولايات المتحدة وجميع دول العالم أن تحمل المسؤولية للطرف المسؤول عن إخراج المفاوضات عن مسارها".

وأوضح في إشارة إلى تصريحات الوزيرة كلينتون "كان يجب عليها ألا توحي بأن الجانب الفلسطيني هو الذي يعطل المفاوضات بالرغم من أنه الضحية فيما تفرض إسرائيل الحقائق على الأرض إضافة إلى رفضها مرجعية عملية السلام".

وقال "تم تأسيس دولتنا قبل أكثر من ستة عقود من الآن في قرار الأمم المتحدة رقم (181) وهو الأمر الذي لم يتم تطبيقه حتى الآن ونحن لنا كل الحق في أن نتقدم بطلب إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على تأييده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة". وتعهد عريقات بمواصلة الجهود الفلسطينية لإقناع جميع دول العالم لحمل إسرائيل على وقف الاستيطان بما يشمل مدينة القدس حتى يمكن استئناف المفاوضات وفقا للجدول الزمني الذي حدد لها في نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2011.