رحب رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع المجلس التشريعي الفلسطيني بروينسياس دي روسا باتفاق مصالحة اولي بين فتح وحماس في القاهرة.
وقال دي روسا في بيان ان على الاتحاد الأوروبي ان يرحب بهذه المصالحة التي من شأنها أن "تسمح للفلسطينيين بالتحدث بصوت واحد ويجب أن توافق على العمل مع جميع أعضاء الحكومة الموحدة الجديدة التي من المرجح أن تنشأ من هذا الاتفاق".
ويرأس دي روسا في الوقت الحاضر وفد البرلمان الاوروبي الذي سيقوم بزيارة الى رام الله. واضاف "يتعين على الاتحاد الاوروبي احترام الرغبات الديمقراطية للناخبين الفلسطينيين عندما تجرى انتخابات جديدة بمقتضى هذا الاتفاق بعكس القرار الكارثي الذي اتخذته اوروبا بعد انتخابات 2006".
وذكر البيان ان رغبة بعض الحكومات الاوروبية بعدم القيام بأي اجراء يتم انتقاده من الولايات المتحدة واسرائيل ادى الى اخطاء قاتلة ويجب انهاء هذه المعايير المزدوجة واعطاء الدعم العملي للفلسطينيين الذين يرغبون في انهاء الاحتلال الاسرائيلي لبلدهم وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة
بيريس
ندد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس يوم الخميس باتفاق المصالحة الذي وقع بالاحرف الاولى بين حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس قائلا ان حركة المقاومة الاسلامية كانت عقبة في طريق السلام.
وقال بيريس في بيان "الاتفاق بين فتح ومنظمة حماس الارهابية خطأ قاتل سيحول دون اقامة دولة فلسطينية وسيخرب فرص السلام والاستقرار في المنطقة."
المفاوضات ممكنة
أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس إلى أن محادثات السلام مع إسرائيل ما زالت ممكنة في ظل وجود حكومة جديدة يجري تشكيلها في اطار اتفاق وحدة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وقال عباس إن منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها والتي لا تضم حماس ستظل مسؤولة عن تولي شؤون السياسة والمفاوضات.
وكان يتحدث للمرة الاولى منذ كشف النقاب عن اتفاق الوحدة في القاهرة يوم الاربعاء. وقال زعيم كبير في حماس ان المفاوضات لن تكون جزءا من برنامج الحكومة الجديدة التي ستشكل في اطار الاتفاق. وترفض إسرائيل أي محادثات مع حماس التي لا تعترف بها.
وبدوره وصف المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الموقف الإسرائيلي بأنه "تدخل سافر ومرفوض في الشأن الفلسطيني، ويستهدف خلق الججج لعدم تحقيق السلام معنا وفي المنطقة عموما"، حسب قوله.
وأضاف أن "المصالحة الفلسطينية هي المدخل الحقيقي للديموقراطية الفلسطينية وللسلام في المنطقة ولبناء مؤسسات الدولة" معتبرا أنه "على من يدعم الديموقراطية في المنطقة أن يدعم المصالحة الفلسطينية لأنها ستقود حتما إلى الديموقراطية والانتخابات خلال عام".
وعبر المسؤول الفلسطيني عن "استغرابه للتهديدات والمخاوف التي أبدتها دول غربية عديدة"، مطالبا المجتمع الدولي "بدعم وحدة الشعب الفلسطيني وديموقراطيته ومصالحته".
حماس
وأكدت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أن رياح التغيير التي تهب على العالم العربي حاليا تعيد القضية الفلسطينية "إلى واجهة الأحداث، خاصة ان بلدانا عربية عدة بدأت تعيد حساباتها وفق رياح التغيير التي تهب على المنطقة".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق المقيم مع قيادته في دمشق اليوم الخميس لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ)" إن "المصالحة الوطنية الفلسطينية حاجة فلسطينية قبل ان تكون مرتبطة بأي أحداث محيطة بها، لكن ذلك لا يعني أن رياح التغيير الايجابية التي تهب على العالم ليس لها تأثير ايجابي على القضية الفلسطينية".
وأضاف: "نحن نعتقد ان فترة الانقسام الفلسطيني فترة مؤسفة في التاريخ الفلسطيني الحديث، ويجب أن تنتهي وان تتوقف وان نذهب الى الحوار الوطني الحقيقي. فترة الانقسام بين الفصائل استغلها العدو الإسرائيلي لصالحه واستثمر انشغال الفلسطينيين بانقساماتهم وحصل التهويد والاستيطان والعدوان بشكل مكثف".
وتابع: "وجود نظام جديد في مصر بعد انهيار نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، يعيد مصر إلى العمق العربي وعمق الأمة العربية، والروح القومية التي تهب على الشعوب العربية تساعد على المصالحة الفلسطينية، فالنظام المصري الجديد يقف على الحياد الايجابي في الشأن الفلسطيني، بينما نظام مبارك كانت أجندته تميل في غالب الأحيان إلى حركة فتح والسلطة الفلسطينية، أما اليوم فالأجندة المصرية تغيرت".
وقال إن "حماس في الداخل والخارج متفقة على ضرورة المصالحة، لا سيما في هذه الظروف التي تشهد المنطقة جملة متغيرات" تجعلنا نستثمر رياح التغيير لصالح الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الخلافات السياسية وانقسامات الفصائل.
وعما إذا كان هناك خشية في حركة "حماس" وقيادتها التي تعيش في دمشق من اشتداد الأزمة في سورية والتفكير بالرحيل، قال الرشق: "نحن نتمنى كل الخير والاستقرار لسورية، اعتدنا ان لا نتدخل في الشأن الداخلي لأي بلد عربي نتواجد فيه، نحن نثمن موقف سورية إلى جانب القضية الفلسطينية".