اعلن مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام توني بلير أنه سيكون بوسع حركة حماس أن تكون شريكة في المفاوضات مع إسرائيل في حال قبولها فقط بحق الدولة العبرية في الوجود.
وقال بلير في تصريح له اليوم الخميس إنه إذا تخلت حماس عن العنف ووافقت على مواقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فسيكون ذلك بمثابة خطوة عظيمة إلى الأمام ستمهّد السبيل أمام القيام بأشياء إيجابية عديدة.
وتأتي تصريحات بلير في ظل توقعات باستمرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يزور فرنسا حاليا في انتقاد اتفاق المصالحة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في القاهرة بوساطة مصرية.
وكان نتانياهو قد انتقد اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووصفه بأنه "يشكل ضربة قوية للسلام وانتصارا كبيرا للإرهاب"، حسبما قال.
من جهته رحب الاتحاد الاوروبي بتوقيع الاطراف الفلسطينية على المصالحة في القاهرة يوم امس مشددا على اهمية الاطلاع على تفاصيل المصالحة. قالت مايا كوسيجانسيك وهي المتحدثة باسم المنسقة العليا لشؤون السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في مؤتمر صحافي ان "الاتحاد الاوروبي طالب مرارا بالتوصل الى اتفاقية مصالحة بين الفصائل الفلسطينية".
الا انها اكدت في الوقت ذاته على اهمية "دراسة تفاصيل اتفاقية المصالحة وتطبيقها على ارض الواقع" موضحة انه يتعين على الحكومة الفلسطينية الجديدة "الالتزام بمنع العنف وحل الدولتين وباتفاق سلمي وقابل للتفاوض لوضع حد للصراع الاسرائيلي الفلسطيني". كلينتون وفراتيني .. ننتظر تفاصيل اتفاقية القاهرة ومبادئ الرباعية شرط مسبق
و ربط وزيرا خارجية ايطاليا والولايات المتحدة موقف بلديهما من اتفاقية المصالحة الفلسطينية بمعرفة تفاصيلها وتطبيقها على الأرض حيث اشترطا قبول حركة حماس بمبادئ اللجنة الرباعية الدولية للتعامل مع حكومة يشاركون فيها.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعها مع نظيرها الايطالي فرانكو فراتيني على هامش اجتماعات مجموعة الاتصال حول ليبيا "نحن بانتظار التعرف على تفاصيل الاتفاق" مؤكدة ادراك التطور المتمثل في اعلان القاهرة أمس.
ولكنها نبهت في الوقت ذاته الى ان "هناك الكثير من الخطوات التي يتعين اتخاذها نحو تطبيق اتفاقية المصالحة الفلسطينية التي وقعتها السلطة الفلسطينية وحركة حماس والفصائل الفلسطينية" مشيرة الى ان واشنطن ستقيم بعناية ما سوف يتضح من المعاني العديدة المحتملة سواء على الورق أو على أرض الواقع.
وذكرت ان الولايات المتحدة قالت بوضوح انها "لن تدعم حكومة فلسطينية تضم حماس حتى تتبنى الحركة مبادئ الرباعية الدولية المعروفة للجميع منذ سنوات".
من جهته أكد فراتيني الذي وافق كلينتون على التروي للنظر الى تفاصيل الاتفاق ان بلاده "تعتبر الاحترام التام لمبادئ الرباعية شرطا لاعتبار حكومة تضم حماس كشريك".
يذكر ان الفصائل الفلسطينية وقعت في القاهرة يوم امس وثيقة المصالحة الوطنية برعاية مصر لتضع حدا لانقسام دام نحو أربع سنوات وسط ترحيب عربي وغضب اسرائيل التي اعتبرت المصالحة عبارة عن "اغلاق الباب بشدة على فرص السلام" مطالبة بوقف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية