تركيا تتصالح مع إسرائيل ولا تولي ظهرها للغرب

تاريخ النشر: 02 يوليو 2010 - 06:47 GMT
السفينة مافي مرمرة/ارشيف
السفينة مافي مرمرة/ارشيف

قال وزير الخارجية التركي يوم الخميس ان تركيا اجرت محادثات مباشرة مع اسرائيل هذا الاسبوع للمرة الاولى منذ قيام قوات خاصة اسرائيلية بمهاجمة سفينة مساعدات كانت في طريقها الى قطاع غزة وانها فرضت شروطا لتحسين العلاقات.

وقالت تركيا التي كانت حتى وقت قريب أقرب حلفاء اسرائيل في العالم الاسلامي انها تريد اعتذارا من اسرائيل وتريد منها أن تدفع تعويضات والموافقة على اجراء الامم المتحدة لتحقيق في الواقعة ورفع الحصار الذي تفرضه على 1.6 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة .

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مشيرا الى الشروط التي حددتها أنقرة "سنستمر في متابعة القضية."

واجتمع داود أوغلو يوم الاربعاء في بروكسل مع وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر.

وقال في البرلمان "لقد جعلنا مطالبنا جزءا من المحادثات في كل مناسبة."

وقتل تسعة نشطاء أتراك مناصرون للفلسطينيين عندما اقتحمت قوات خاصة اسرائيلية السفينة مافي مرمرة التي كانت ترفع العلم التركي وتسير في البحر المتوسط يوم 31 من أيار / مايو لمنع قافلة بحرية تحمل المساعدات من الوصول الى غزة المحاصرة.

وسحبت تركيا سفيرها في اسرائيل وألغت تدريبات عسكرية مشتركة وحظرت على الطائرات الحربية الاسرائيلية دخول مجالها الجوي بعد الواقعة.

وتريد الولايات المتحدة التي استفادت سياساتها في منطقة الشرق الاوسط في الماضي من العلاقات الوثيقة بين تركيا واسرائيل أن تنهي الدولتان النزاع بينهما.

والتقى الرئيس الاميركي باراك أوباما برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تورونتو يوم الاحد ومن المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن في السادس من يوليو تموز.

وفتحت اسرائيل تحقيقا من جانبها فيما حدث عندما اقتحم جنودها السفينة مافي مرمرة لكنها تصر على أنهم لم يفتحوا النار الا عندما هاجمهم نشطاء على متن السفينة باستخدام السكاكين والقضبان.

وتقول اسرائيل ان حصار غزة ضروري لمنع وصول السلاح الى حركة حماس الاسلامية التي تحكم القطاع.

واستنكر مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة وعدد من الدول الاسلامية الهجوم الاسرائيلي.

وبدأت العلاقات الاسرائيلية التركية في التدهور منذ أدلى اردوغان بتصريحات قاسية تنتقد اسرائيل بسبب هجومها العسكري على غزة نهاية عام 2008.

من ناحيته، قال الرئيس التركي عبد الله جول في مقابلة مع صحيفة تايمز إن انقرة تعتبر نفسها جزءا من أوروبا وما زالت ملتزمة تجاه الغرب بغض النظر عن علاقاتها الوثيقة مع دول الشرق الاوسط.

واضاف جول "أعتبر أن من الخطأ الشديد تفسير مصالح تركيا مع المناطق الاخرى على أنها تنفصل عن الغرب.. أو تولي ظهرها للغرب أو تبحث عن بدائل للغرب. تركيا جزء من أوروبا."

وتزايد القلق في أوروبا والولايات المتحدة في الشهور الاخيرة من ان تركيا عضو حلف شمال الاطلسي والحليف المسلم القوي تبتعد عن الغرب.

ولم تحقق تركيا سوى تقدم بطيء منذ بدء محادثات انضمامها لعضوية الاتحاد الاوروبي قبل نحو خمس سنوات. ويؤخرها في ذلك الشكوك لدى بعض الدول الرئيسية والتقاعس عن تسريع الاصلاحات الديمقراطية واصلاح العلاقات مع قبرص.

في الوقت نفسه عززت تركيا علاقاتها مع ايران وسوريا وهما الدولتان اللتان تتهمهما الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بدعم الارهاب.

وقال جول ان علاقات تركيا مع اسرائيل كانت ودية دائما لكنه دافع عن قرار تجميد العلاقات معها عقب الحادث.

وأضاف "اذا قتل جيش دولة ما أهلك في مياه دولية .. فكيف سيكون رد فعلك؟"