تمديد الطوق الأمني على الضفة: 20 شهيدا ومئات الجرحى في مسيرات العودة

تاريخ النشر: 16 مايو 2011 - 07:44 GMT
جنود إسرائيليون يطلقون النار على مسيرة حق العودة في الجولان المحتل
جنود إسرائيليون يطلقون النار على مسيرة حق العودة في الجولان المحتل

اعلن الجيش الاسرائيلي تمديد الطوق الامني المفروض على الضفة الغربية المحتلة لاربع وعشرين ساعة حتى منتصف ليل الاثنين (21,00 تغ) عقب اعمال عنف اسفرت الاحد عن سقوط 20 شهيدا على الاقل ومئات الجرحى في ذكرى النكبة.

واوضح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي في بيان ان "هذا التدبير اتخذ انسجاما مع تعليمات وزارة الدفاع اعتمادا على التقديرات المتعلقة بالوضع". وخلال هذه الساعات الـ24، سيمنع على الفلسطينيين دخول اسرائيل "باستثناء الحالات الانسانية والاشخاص الذين يستوجب وضعهم معالجة طبية"، بحسب المتحدث العسكري الاسرائيلي.

والطوق الامني الساري حاليا فرض ليل السبت وكان من المقرر ان ينتهي منتصف ليل الاحد (21,00 تغ).

وكانت جماهير الشعب الفلسطيني قد أحيت في مختلف مناطق الداخل والشتات الذكرى الـ «٦٣» للنكبة بهبة واسعة شاركتها فيها الجماهير العربية حيث انطلقت بمسيرات حاشدة نحو الحدود مع فلسطين وبمهرجانات داخلية .. ومواجهات مع القوات الاسرائيلية في مناطق التماس بالضفة الغربية وفي قطاع غزة اسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والمئات من الجرحى وعشرات المعتقلين.

الجولان المحتل

ففي الجولان المحتل سلمت اسرائيل السلطات السورية مساء امس جثث عشرة أشخاص استشهدوا لدى محاولتهم اجتيازهم للحدود بين البلدين.

وقال ناطق عسكري اسرائيلي إن الجثث لمتظاهرين فلسطينيين كانوا ضمن مجموعة كبيرة اجتازت "الحدود" باتجاه بلدة مجدل شمس ، بمناسبة "يوم النكبة" ما أثار اشتباكات بينهم وبين القوات الإسرائيلية خلفت عددا غير معلوم من القتلى والجرحى.

واضاف أن قوات من الشرطة واصلت أعمال التمشيط في قرية مجدل شمس الدرزية بحثاً عن متسللين آخرين يرجح أن يكونوا قد بقوا هناك وذلك من أجل إعادتهم.

وفي وقت لاحق افيد ان العشرات من الفلسطينيين الذين كانوا قد استطاعوا الوصول الى مجدل شمس غادروها باتجاه الاراضي السورية ، وقام العشرات من وجهاء وسكان البلدة الدروز بمرافقتهم في مسيرة جرت باتجاه خط وقف اطلاق النار.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن أكثر من 60 شخصا أصيبوا جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين العرب الذين أحيوا ذكرى النكبة في منطقتي عين التينة بمحافظة القنيطرة ومجدل شمس في الجولان السوري المحتل.

ونقلت عن مدير مشفى الشهيد ممدوح أباظة في القنيطرة الدكتور علي كنعان أن أكثر من 20 جريحا أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، جروحهم بين الشديدة والمتوسطة وأن اكثر من 40 اخرين أصيبوا بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية الغازات المسيلة للدموع على المواطنين .

وقالت مصادر محلية في مجدل شمس إن عشرات الشبان الذين أقتحموا السياج الحدودي قرروا العودة إلى سوريا برعاية رجال دين من مجدل شمس لتأمين عودتهم وعدم التعرض لهم من قوات الإحتلال. وأضافت المصادر أن العودة إلى السياج الحدودي تمت بمشاركة المئات من أهالي الجولان وبشكل تظاهري سلمي.

وذكرت المصادر أن أهالي مجدل شمس أستقبلوا العائدين بحفاوة بالغة في ميدان القرية ومنعوا من قوات الإحتلال الوصول إليهم لإعتقالهم ما دفع بقوات الإحتلال إلى الخروج من القرية ومحاصرتها لكن دون جدوى.

واكدت المصادر الامنية الاسرائيلية ان 120 شاباً عادوا إلى الأراضي السورية في حين واصل قوات من الشرطة أعمال التمشيط في مجدل شمس بحثاً عن شبان آخرين يرجح أن يكونوا قد بقوا هناك وذلك من أجل إعادتهم للطرف السوري.

وقرر عشرات الشباب من مخيم اليرموك الذين وصلوا امس إلى مجدل شمس إقامة مخيم إعتصام تأكيداً على حق العودة عند السياج الحدودي في الجولان.

وقالت شابة فلسطينية من مخيم اليرموك في سوريا إن العائدين بصدد إقامة مخيم إعتصام قرب السياج الحدودي في الجولان للتأكيد على حق العودة للفلسطينيين.

والشابة هي لاجئة من قرية صفورية قرب الناصرة وشقيقة شهيد وإبنة شهيد، قالت إن أمنيتها أن تجلس زيتونة في أطراف صفورية.

وفي حديثها مع موقع "عرب ٤٨" من ساحة سلطان باشا الأطرش في مجدل شمس، قالت إن العائدين يؤكدون عدم رغبتهم في تعريض أهالي الجولان للخطر وأن حراكهم سلمي، وأنهم بصدد إقامة مخيم إعتصام بالقرب من السياج الحدودي وأنهم سيتوجهون إلى الحدود بالتنسيق مع الصليب الأحمر.

وكانت التقارير قد ذكرت أن المشاركين في مسيرة العودة حاولوا اختراق السياج للدخول إلى الأراضي التى تحتلها إسرائيل وتعرضوا لإطلاق الرصاص.

وقال مراسلون صحفيون ان الجيش الاسرائيلي فتح النار انطلاقا من مواقع عسكرية في بلدة مجدل شمس ومن منطقة جبل الشيخ المجاورة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بلدة مجدل شمس منطقة عسكرية مغلقة، بعد نجاح عدد من المتظاهرين في دخول البلدة.

وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان ما بين 100 الى 200 متظاهر دخلوا الى المنطقة الخاضعة لسيطرة اسرائيل داخل هضبة الجولان ،على رغم اطلاق الجيش الاسرائيلي طلقات تحذيرية في الهواء ثم في اتجاه اقدامهم.

واقر الجيش الاسرائيلي بانه اصاب "عشرات الاشخاص" مشيرا الى سقوط 13 جريحا في صفوفه جراء رشقهم بالحجارة.

وهذا الحادث هو الاخطر منذ عشرات الاعوام على خط الفصل هذا الذي عرف بهدوئه منذ اتفاق فك الاشتباك الاسرائيلي السوري عام 1974.

وبحسب سكان في مجدل شمس ابرز المدن الدرزية في الجولان المحتل، فإن عشرات المتظاهرين الفسلطينيين نجحوا في دخول المنطقة بعد اجتيازهم السياج الحدودي وعبورهم حقول الغام سابقة.

من جهتها أدانت سوريا الأنشطة الإجرامية لإسرائيل في مرتفعات الجولان والأراضي الفلسطينية وجنوب لبنان. ودعت الخارجية السورية المجتمع الدولي إلى تحميل إسرائيل المسؤولية عن هذه الحوادث.

واتهم بيان للجيش الإسرائيلي السوريين بالتواطؤ في خرق السياج الحدودي.

واعتبرت اسرائيل ما حدث استفزازا مثيرا للريبة بايعاز من ايران لاستغلال المشاعر الوطنية الفلسطينية المدعومة بالانتفاضات في بلدان عربية مختلفة ،وللفت الانظار بعيدا عن الاضطرابات الكبرى التي تشهدها حليفتها سوريا.

وبرر المعلق على التلفزيون العام الاسرائيلي الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الجنرال الاحتياطي اورن شاهور هذه العمليات معتبرا ان لجوء الجيش الاسرائيلي الى اتخاذ هذه التدابير "مؤسف انما لا يمكن تفاديه". واستبعد حصول مواجهة مع سوريا لأن الحكم السوري "لا مصلحة له في ذلك".

جنوب لبنان

وفي جنوب لبنان استشهد عشرة اشخاص واصيب 112 آخرين بجروح في اطلاق نار اسرائيلي على الحدود اللبنانية، خلال تظاهرة تخللها رشق الجانب الاسرائيلي من الحدود بالحجارة، في الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين.

وجاء في بيان صادر عن الجيش اللبناني "على الرغم من التدابير المشددة التي اتخذتها وحدات الجيش اللبناني في منطقة مارون الراس لمواكبة تجمع المحتشدين بمناسبة يوم النكبة، أقدمت قوات العدو الاسرائيلي على اطلاق النار باتجاه التجمع المذكور مما ادى الى استشهاد عشرة من المحتشدين واصابة مئة واثني عشر آخرين بجروح مختلفة، بعضهم في حالة الخطر".

واشار البيان الى ان "قوى الجيش وضعت في حالة استنفار قصوى، كما قامت باجراء التنسيق اللازم مع القوات الدولية لمنع تمادي العدو باستهداف الجموع وانتهاكه السيادة اللبنانية".

وكان الاف الاشخاص قد تجمعوا في بلدة مارون الراس الحدودية قبل ظهر امس وقد جاؤوا في حافلات من مناطق لبنانية مختلفة في ما سمي "مسيرة العودة الى فلسطين".

وتمكن العشرات من المتظاهرين من اختراق صفوف الجيش اللبناني والاقتراب من الشريط الشائك الحدودي رغم محاولات الجيش ثنيهم عن ذلك باطلاق النار في الهواء، واخذوا يرشقون الجانب الاسرائيلي بالحجارة ويلوحون بالاعلام الفلسطينية.

كما علقوا اعلاما فلسطينية على الشريط الشائك. وبعد اكثر من ساعة من القاء الحجارة ومواد اخرى صلبة في اتجاه الجنود الاسرائيلييين المتواجدين على بعد حوالى مئة متر من المتظاهرين، اطلق افراد الجيش الاسرائيلي النار، ما تسبب بالاصابات.

وبسبب التوتر الذي اثاره اطلاق النار، اضطر المنظمون الى اختصار احتفال كانوا اعدوه في المناسبة في ساحة تقع على بعد كيلومتر واحد من مستعمرة "افيفيم" الاسرائيلية، يتضمن القاء كلمات واناشيد وطنية ولوحات رمزية، مثل تسليم رجل عجوز مفتاح منزله في فلسطين الى فتاة في الخامسة من عمرها، كرمز لاستمرار الاجيال في تأكيد حق العودة.

وقال احد منظمي المسيرة اياد ابو العينين من مخيم الرشيدية في صور ان "هدف المسيرة تذكير الاجيال الجديدة التي ولدت لاجئة خارج الوطن ان هناك اراضي لاهلنا واجدادنا سلبها اليهود وهجرونا منها ويجب استعادتها".

واضاف "نحن نريد العودة وتنفيذ القرار 194" الصادر عن الجمعية العمومية للامم المتحدة والذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم.

وقالت مروة غنام (22 عاما) من مخيم البص في صور، وقد لفت عنقها بكوفية فلسطينية، "نحن عائدون الى فلسطين ، ندق ناقوس الخطر للعالم باجمعه، ونقول نحن شعب لا يموت".

ويبلغ عدد الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التابعة للامم المتحدة في لبنان 400 الف، الا ان مسؤولين لبنانيين يؤكدون ان عددهم الفعلي لا يتجاوز الثلاثمئة الف بسبب انتقال بعضهم الى دول اخرى.

ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في 12 مخيما في ظروف انسانية مزرية.

الضفة والقطاع

وفي الضفة الغربية استهلت فعاليات إحياء الذكرى بمشاركة العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية بتجمع حاشد للمواطنين أمام ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات حيث وضع أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم إكليلا من الزهور على الضريح نيابة عن الرئيس محمود عباس إيذانا ببدء فعاليات الذكرى الثالثة والستين للنكبة، الذي كان يرافقه أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وأعضاء دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة، وحشد كبير من المواطنين.

وانطلق المشاركون بمسيرة حاشدة نحو دوار المنارة وسط مدينة رام الله، يرفعون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء كتب عليها ' لا بديل عن حق العودة'، مرددين هتافات تنادي بضرورة عودة اللاجئين إلى بلداتهم التي هجروا منها، وضرورة استعادة الوحدة الوطنية وانجاز المصالحة بأسرع وقت.

مواجهات غزة

وعلى صعيد المواجهات مع القوات الاسرائيلية في غزة استشهد شاب مجهول الهوية يبلغ من العمر "18 عاما" واصيب اكثر من 125بجراح بينهم صحفيان بنيران الجيش الاسرائيلي الذي استهدف متظاهرين بذكرى النكبة الـ 63 شرق وشمال قطاع غزة.

وقال أدهم ابو سلمية الناطق باسم الاسعاف والطوارئ ان عدد الاصابات ارتفع ليصل 125اصابة بينهم صحفي في منطقة معبر بيت حانون ايرز شمال قطاع غزة و40 منهم بالغاز السام.

واضاف ابو سلميه ان سيارات اسعاف نقلت الجرحى الى مستشفيات في شمال القطاع، مبينة أن عددا من المصابين وصفت جراحهم بالخطيرة، من بينهم المصور الصحافي محمد عثمان الذي اصيب برصاصة في الرأس كما اصيب الصحفي محمود عماد الزعنون برصاص الاحتلال شمال القطاع.

كما أصيب ثلاثة مواطنين، مساء امس، في تجدد للقصف الإسرائيلي قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت عدة قذائف مدفعية تجاه مجموعة من المواطنين قرب المعبر، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم نقلوا إثرها إلى مستشفى كمال عدوان شمال القطاع لتلقي العلاج.

وقال شهود عيان إن مجموعة من الفتية يحملون أعلاما فلسطينية اقتربوا من الجانب الفلسطيني على معبر بيت حانون، إلا أن قوات الاحتلال اطلقت نحوهم أربع قذائف مدفعية وأطلقت النار عليهم من نقاط المراقبة العسكرية المنتشرة في محيط المعبر ما ادى إلى وقوع اصابات في صفوفهم.

وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة كاتمة للصوت باطلاق النار على المتظاهرين وأن غالبية الجرحى اصيبوا في رؤوسهم وبطونهم، وأن عددا منهم بقوا على الارض ينزفون دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من بلوغهم لخطورة المنطقة بسبب اطلاق النار الاسرائيلي.

وشارك العشرات من المتظاهرين من مختلف الفصائل الفلسطينية ومتضامنين اجانب في "مسيرة العودة" التي انطلقت في شمال قطاع غزة احياء لذكرى النكبة، وتأكيدا على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم التي هجروا منها بالقوة.

في الضفة

وفي الضفة الغربية، تزامن الاعلان الرسمي عن بدء فعاليات احياء ذكرى النكبة ، بسقوط عدد كبير من الجرحى في مواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في عدد من محافظات الضفة الغربية التي احيت هذه المناسبة بالمسيرات والمواجهات.

في القدس

وفي القدس وقعت مواجهات عنيفة في بلدة العيسوية ومخيم شعفاط وسلوان وقرب حاجز قلنديا شمال المدينة تصدت لها قوات الاحتلال بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع مما اسفر عن اصابة العشرات بالاختناق.

واعتقلت شرطة الاحتلال 6 شبان فلسطينيين خلال المواجهات التي شهدتها بلدة العيسوية.

كما وأصيب 150 مواطنا بالقرب من حاجز قلنديا، وكانت مواجهات عنيفة جداً اندلعت، ظهر امس، بالقرب من حاجز قلنديا العسكري القريب من مخيم قلنديا، حيث أمطر مئات الشبان قوات الاحتلال الاسرائيلي بالحجارة والزجاجات الحارقة والزجاجات الفارغة، فيما أطلقت قوات الاحتلال التي انتشرت منذ ساعات الصباح في محيط المخيم، الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

واحتل جنود الاحتلال بعض البنايات السكنية العالية، كما أنهم طاردوا الشبان في أزقة المخيم، واشتدت المواجهات في ساعات الظهيرة، لا سيما في ظل دفع قوات الاحتلال الاسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة طوقت المكان.

مستعربون يعتقلون مواطنين

واعتقل جنود الاحتلال بمساعدة وحدات المستعربين، ظهر امس، عددا من المتظاهرين بينهم مصابون في عملية اقتحام لصفوف المتظاهرين قرب حاجز قلنديا.

وأفاد شهود عيان أن عشرات المستعربين اقتحموا صفوف المواطنين وقاموا باعتقال 6 مواطنين على الأقل بينهم مصابون برصاص الاحتلال الذي أطلق صوب المواطنين المدنيين الذين تواجدوا بالقرب من الحاجز.

وأضاف الشهود، ان الجنود عملوا على تغطية عمليات الاعتقال التي نفذها المستعربون وسط إطلاق نار كثيف.

مواجهات في الخليل

وأصيب 12 مواطناً في مدينة الخليل وبلدتي بني نعيم وحلحول، شرق وشمال الخليل، إثراندلاع مواجهات عقب انطلاق المسيرات في الذكرى 63 للنكبة.

وقال الدكتور سعيد السراحنة، مدير مستشفى الخليل الحكومي إن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني نقلت للمستشفى 12 مصاباً بالغاز والرصاص المطاطي، واحدة منها بالرأس وصفت بالمتوسطة.

وأشار ناصر قباجة، مسؤول غرفة عمليات الهلال الأحمر الفلسطيني في الجنوب، بأنه اصيب عدد من المواطنين جراء اندلاع مواجهات في منطقة الزاهد بالمدينة، مشيرا الى ان شرطية أصيبت بالاختناق جراء استنشاقها الغاز المدمع.

وأضاف، انه اصيب طفل بجراح طفيفة بعد تعرضه لاصابة بالظهر برصاصة مطاطية، كما اعتدى الجنود بالضرب على أحد الاطفال وأصيب ببعض الكدمات والرضوض في أنحاء مختلفة من جسده، وتم علاج مصاب باستنشاق الغاز ميدانيا.

واندلعت المواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين في الشق الجنوبي من مدينة الخليل وذلك بعد الدعوات المتكررة لانتفاضة فلسطينية ثالثة، في حين أن الاحتلال قابل الهبة الجماهيرية بالقمع فأطلق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية على الشبان الفلسطينيين الذين قاموا بإحراق إطارات السيارات في الشوارع.

وشارك الآلاف من مواطني محافظة الخليل بما فيهم طلبة المدارس والجامعات في المسيرة التي انطلقت من أمام بلدية الخليل نحو مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الانروا".

ونظمت المسيرة بالتنسيق بين الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية بما فيها حركتا «فتح وحماس» والمؤسسات الفلسطينية الرسمية ومختلف التجمعات والهيئات الوطنية المستقلة وغير الحزبية من بينها تجمع شباب ضد الاستيطان الذي أكد على ضرورة المشاركة بالمسيرة خلال مسيرة المشاعل، الليلة الماضية.

والقى محافظ الخليل، كامل حميد كلمة بالمتظاهرين شدد فيها على ضرورة التفاعل مع هذا الحدث الوطني الذي يذكر بان حق العودة حق ثابت لا ينساه اي فلسطيني.

فيما ألقى عبد العليم دعنا ممثلا عن القوى الوطينة كلمة اكد فيها على ضرورة انجاح المصالحة الفلسطينية التي من شأنها ان تسرع في انتزاع الحقوق الفلسطينية من هذا المحتل.

حاجز عطارة- رام الله

وفي السياق ذاته، أصيب 9 مواطنين بالرصاص المطاطي جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع بالقرب من حاجز عطارة شمال رام الله.

وكان عشرات الشبان تجمعوا عند مدخل بلدة بيرزيت الشمالي وأحرقوا اطارات السيارات، وأغلقوا الشارع الذي يؤدي الى بلدة عطارة المجاورة، وألقوا الحجارة على الجنود المتمركزين عند حاجز عطارة.

وواجه الشبان العشرات من جنود الاحتلال وأمطروا المتظاهرين بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي مما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق من بينهم متظاهران أصيبا بالرأس وتم نقل عدد من المصابين الى مستشفيات مدينة رام الله.

(الولجة تحيي ذكرى النكبة)

وزحف المئات من مواطني قرية الولجة الى الشمال الغربي من مدينة بيت لحم منذ ساعات الصباح الباكر باتجاه اراضيهم التي احتلت في العام 1948 والتي لا تبعد عن قريتهم سوى بضع مئات من الامتار ولكنهم محرومون منها ومن الوصول اليها وقد الحقتها قوات الاحتلال لتصبح احدى ضواحي القدس الجنوبية ويبنى فيها العديد من المساكن لتهويدها حيث تبلغ مساحة الاراضي التي تم ضمها نحو 13 الف دونم اي ثلث مساحة القرية الكلية ليتهجر السكان الى مخيمات المحافظة والجزء الاخر مكث في ما تبقى من الولجة اذ لم تكتف اسرائيل بذلك بل لاحقت المواطنين وممتلكاتهم واقامت المستوطنات عليها لتكمل الحلقة باقامة جدار الفصل .

واطلق على المسيرة مسيرة العودة وشارك فيها نحو 500 مواطن من بينهم العشرات من المتضامنين الاجانب اضافة الى مواطنين يقطنون في مخيم الدهيشة اصولهم من القرية .

ولدى وصول الاهالي الى خط التماس واجههم العشرات من جنود الاحتلال وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن العشرات من المتظاهرين من الولوج الى داخل الاراضي المحتلة منذ العام الـ48 ولاحقهم الجنود وبدأوا باطلاق العيارات المطاطية والنارية وقنابل الغاز المسيل للدموع ليتطور الموقف بامتداد المواجهات العنيفة التي وصلت الى قلب القرية حيث قام العشرات من الجنود باقتحامها وهم يلقون عشرات القنابل الغازية باتجاه المنازل وبشكل متعمد واستمرت المواجهات حتى مساء أمس وادت الى اصابة مواطن برصاصة حية، والعشرات من المواطنين بحالات اغماء فيما بلغ عدد المعتقلين نحو 11 شابا وستة آخرين من الاجانب جرى نقلهم جميعا الى جهة غير معلومة.

فعاليات نابلس الرسمية والشعبية

واحيت فعاليات ومؤسسات نابلس الرسمية والشعبية امس الذكرى عبر تنظيم عدة فعاليات تجسد التمسك بحق العودة.

ففي هذا الاطار احتفل بازاحة الستار عن "مجسم الخلاص" في دوار العودة بين مخيمي بلاطة وعسكر, وذلك بحضور المحافظ اللواء جبرين البكري وعدد من قادة الاجهزة الامنية وممثلي الفصائل والفعاليات المختلفة.

ويرمز المجسم المصنوع من الحديد الى تشرد الشعب الفلسطيني ، وتمسكه بحق العودة.

كما تضمنت الفعاليات افتتاح "مخيم العودة" في مخيم بلاطة، ويتضمن معرضا للصور وزوايا تراثية وفلكلورية مختلفة توضح حياة الشعب الفلسطيني قبل النكبة وبعدها.

والقيت عدة كلمات شدد المتحدثون فيها على قدسية حق العودة والتمسك به.

الى ذلك تم عقد مهرجان "لن ينسوا" لرياض الاطفال في حدائق جمال عبد الناصر في المدينة، وذلك بالتعاون ما بين مديرية التربية والتعليم والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين ومدارس رياض الاطفال.

وفي جنين انطلقت فعاليات احياء ذكرى النكبة في محافظة جنين ، وبدأت بوقفة الحداد التي شلت كافة مرافق الحياة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر امس .

وتلبية لدعوة اللجان الشعبية توقفت كافة مرافق الحياة في محافظة جنين لمدة 63 ثانية هي عدد سنوات النكبة التي مرت على نكبة الشعب الفلسطيني، حيث اطلقت صفارات الانذار .

وذكرت اللجنة ان الحملة تنظم عدة فعاليات لاحياء النكبة، وتنظم بالتعاون مع التربية والتعليم ومحافظة جنين والاجهزة الامنية والقوى الوطنية والاسلامية مسيرة للدراجات الهوائية اليوم (الاثنين) من مقبرة شهداء الجيش العراقي قرية قرية مثلث الشهداء وصولا الى مركز المدينة وبالتحديد في ميدان الشهيد ياسر عرفات بالقرب من مقر محافظة جنين.

وفي مقر المقاطعة شارك افراد الاجهزة الامنية فعاليات اللجنة الشعبية ، ونكس العلم الفلسطيني وقت اطلاق صفارات الانذار مع أداء التحية من قبل الجنود الذين اصطفوا في مقر المقاطعة لمدة 63 ثانية.

قلقيلية

في قلقيلية انطلقت أمس من ميدان الشهيد أبو علي إياد في قلقيلية مسيرة حاشدة، جابت شوارع المدينة، وشارك فيها المحافظ ربيح الخندقجي، ورؤساء المؤسسات الحكومية والأهلية ورؤساء الأجهزة أمنية، ورؤساء بلديات والمجالس المحلية ، والفعاليات في قلقيلية والآلاف من أبناء المحافظة.

ونظمت المسيرة اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين واللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة.

وجدد المحافظ العهد والوفاء لكل الشهداء والأسرى والجرحى في الوطن والشتات، وقال: "إننا سنستمر حتى يتحقق وعد الله في العودة إلى وطننا".

بدوره، أكد معتصم قشوع في كلمته عن اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين على حق العودة لهم جميعا دون استثناء، ودحض مقولة الاسرائيليين "أن الكبار يموتون والصغار ينسون".

في طولكرم

نظمت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في طولكرم وبمشاركة فصائل العمل الوطني واللجنة الوطنية لإحياء ذكرىالنكبة، مسيرة عودة رمزية انطلقت من المصانع الكيماوية الاسرائيلية غرب طولكرم بإتجاه معبر الطيبة جنوب غرب طولكرم

 وردد المشاركون الهتافات المنددة بالاحتلال ورفعوا الاعلام الفلسطينية واللافتات والشعارات الوطنية المنددة بممارسات الاحتلال الاسرائيلي.

ودفعت قوات الاحتلال بالعشرات من عناصرها الى محيط حاجز الطيبة الذي اغلق بشكل كامل

وفي قرية نزلة عيسى شمال طولكرم شهدت المنطقة المحاذية للجدار صدامات ومواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال قامت خلالها قوات الاحتلال باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع فيما قام الشبان برشق الحجارة واشعال النار باطارات السيارات كما قامت مجموعة من الشبان برشق قوات الاحتلال المرابطة على حاجز عناب بالحجارة