أعلنت السلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء عن تلقي جدول زمني مقترح من الإدارة الأميركية يمتد إلى 24 شهرا للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل للانتهاء من كافة قضايا الوضع النهائي، وذلك في وقت عقد فيه المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل اجتماعا مع رئيس السلطة محمود عباس لبحث صيغة الدعوة للمفاوضات المباشرة وجدول أعمالها.
وقال المفاوض صائب عريقات إن "الإدارة الأميركية أعطت جدولا زمنيا يمتد إلى 24 شهرا للمفاوضات مع إسرائيل للانتهاء من كافة قضايا الوضع النهائي معها".
وحول الدعوة لعقد مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، قال عريقات إن موعد انطلاق المفاوضات سيتحقق عندما يجرى الاتفاق مع إسرائيل بشأن مرجعية عملية السلام إضافة إلى التزامها بوقف الاستيطان.
وأضاف في تصريحات صحافية أن الفلسطينيين سيطالبون ميتشل بالعمل على تغيير ظروف الذهاب إلى المحادثات المباشرة مع إسرائيل، مشددا على أن "الفلسطينيين يريدون إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان والموافقة على وجود مرجعية توافق فيها على إقامة دولتين على حدود عام 1967".
يذكر أن عباس كان قد أعرب عن استعداده الاثنين للذهاب مباشرة إلى هذه المفاوضات، إذا دعت اللجنة الرباعية للذهاب إلى مفاوضات مباشرة وفق قرارها الصادر في 19 مارس/ آذار 2010.
وأشار إلى تقديم ثلاثة اقتراحات تتعلق بالعودة إلى المفاوضات المباشرة وهي إصدار بيان من الرئيس الأميركي يحدد مرجعية المفاوضات والاقتراح الثاني عقد لقاء ثلاثي بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة وإسرائيل لتحديد مبادئ المفاوضات، مشيرا إلى أنه قد تم رفض هذين الاقتراحين بينما يتم بحث الاقتراح الثالث المتعلق بإصدار بيان من اللجنة الرباعية يحدد مرجعية المفاوضات.
مؤشرات على تحرك عملية السلام في الشرق الاوسط
استأنف المبعوث الامريكي جورج ميتشل جهوده لدفع محادثات السلام في الشرق الاوسط يوم الثلاثاء مع ظهور مؤشرات على ان الزعماء الفلسطينيين قد يرضخون للضغوط ويوافقون على لقاء الاسرائيليين وجها لوجه.
ووصل ميتشل الى مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية ووقف المبعوث العابس عادة (76 عاما) الذي سمع مرارا كلمة "لا" من الجانبين أمام كاميرات التلفزيون ولوح بيده وقد علت وجهه ابتسامة عريضة.
ومن المقرر ان يلتقي ميتشل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق ويرد على استفسارات من الجانبين قبل ان يعود الى بلاده يوم الاربعاء.
واستؤنفت عملية السلام المتعثرة في مايو ايار بعد توقف دام 18 شهرا لكن المحادثات كانت غير مباشرة وقام ميتشل بدور مكوكي كوسيط دبلوماسي.
وأعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما عن رغبته في استئناف المحادثات المباشرة بحلول سبتمبر ايلول قبل ان تنتهي فترة وقف جزئي للبناء الاستيطاني الاسرائيلي في اراضي الضفة الغربية المحتلة وهو ما قد يشكل عواقب وخيمة على العملية.
ولمح عباس امس الاثنين الى انه قد يرضخ قريبا للضغوط الدولية وينهي الازمة ويستأنف المفاوضات المباشرة للمرة الاولى منذ نحو عامين.
وكشف نتنياهو عن استعداده لاستئناف المحادثات المباشرة فورا.
وقال عباس في لقاء مع الصحفيين في مكتبه في رام الله مساء يوم الاثنين "الان نحن نتعرض لهذه الضغوط واعتقد اننا حتى الان لم نقبل.. ربما تتناول الضغوط امورا اخرى لا قبل لي بها عند ذلك سأدرس الامر مع القيادة التي تقرره ويمكن ان ارجح القرار فيما بعد."
وصرح عباس بأنه قبل الموافقة على استئناف المحادثات المباشرة يجب على اسرائيل ان توافق على ان تتناول المفاوضات كل الاراضي التي احتلتها منذ حرب عام 1967 .
ومن ضمن هذه الاراضي ذكر القدس الشرقية العربية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولة في المستقبل وسهل الاردن حيث قد تصر اسرائيل على استمرار نشر قوات لتأمين الحدود الاردنية.
بالاضافة الى ذلك يطالب عباس بايقاف الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والموافقة على جدول زمني للمحادثات.
وقال انه اذا اصدر رباعي وسطاء السلام في الشرق الاوسط الذي يتألف من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا بيانا يدعو اسرائيل الى ايقاف الانشطة الاستيطانية والتوصل الى اتفاق خلال 24 شهرا فحينئذ "انا اذهب رأسا (الى المفاوضات المباشرة) لانه متضمن كل شيء."
وكان نتنياهو الذي اتهم عباس بتضييع الوقت قد قال انه يمكن للفلسطينيين اثارة كل القضايا على مائدة التفاوض.
ومن العقبات الرئيسية وان كانت الاطراف لا تتحدث عنها حقيقة ان الفلسطينيين انقسموا الى جزءين منذ عام 2007 .
فعباس والسلطة الفلسطينية يديران الضفة الغربية المحتلة التي يعيش فيها 2.5 مليون فلسطيني بينما تسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.7 مليون نسمة وهي لا تريد الاشتراك في اي محادثات سلام مع اسرائيل.
ومنذ مايو ايار أجرى ميتشل مبعوث اوباما للشرق الاوسط خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين عباس ونتنياهو ومعاونيهما. ويوم الاثنين قال متحدث باسم الخارجية الامريكية ان ما يريد ميتشل ان يحققه خلال هذه الرحلة "يمكن ان يتحقق خلال اجتماعين سريعين مع الاثنين."