دانت سوريا الاثنين "العدوان الاسرائيلي الصارخ" غداة اطلاق الجيش الاسرئيلي النار على متظاهرين سوريين وفلسطينيين حاولوا التسلل الى هضبة الجولان المحتلة.
واعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان ان سوريا "تدين بشدة العدوان الصارخ الذي شنته اسرائيل بالامس (الاحد) على مدنيين عزل -سوريين وفلسطينيين- احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل".
واضاف البيان ان "هذا العدوان ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى الامر الذي يؤكد حقيقة ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل".
وقالت الوزارة "نضع ما تقوم به اسرائيل برسم المجتمع الدولي وبرسم كافة الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الانسانية والتي درجت على محاولة تبرير ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات وخروقات على حساب الحقوق العربية المشروعة".
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاثنين ان الرئيس السوري بشار الاسد ربما يشجع الاضطرابات على الحدود الاسرائيلية السورية في مسعى غير مجد لانقاذ نظامه.
وقال باراك "ليس امامنا خيار، علينا ان ندافع عن حدودنا، وبرأيي فان الاسد سيسقط في النهاية". وصرح باراك للاذاعة العامة "قد يكون السوريون هم الذين يشجعون (الاحتجاجات على الحدود) ربما كانوا يعتقدون انها تحول الانتباه".
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين ان فرنسا دعت السلطات السورية الى فرض احترام المنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا معربة عن "اسفها الشديد" من "انتهاك تلك المنطقة" وكذلك من "الافراط في استعمال القوة في الرد عليها".
واعلن الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية ان "فرنسا تعرب عن قلقها الشديد من الاحداث الجديدة التي وقعت في الخامس من حزيران/يونيو في الجولان واسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، وتاسف بشدة لانتهاكات المنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا والافراط في استعمال القوة في الرد عليها".
ورأت وزارة الخارجية الاميركية الاحد وجوب "تفادي اعمال استفزازية مماثلة" لما حصل الاحد، مشددة على ان "من حق اسرائيل، اسوة بكل الدول ذات السيادة، ان تدافع عن نفسها".
وحيا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاثنين "مقاومة وشجاعة" الفلسطينيين والسوريين الذين شاركوا في المواجهة عند حدود هضبة الجولان الاحد، معتبرا ان دماء من سقط منهم برصاص اسرائيلي "يفضح الادارة الاميركية وحقيقة التزامها المطلق باسرائيل".
وقال نصرالله في كلمة القاها عبر شاشة في مؤتمر عقد في بيروت حول فكر مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي، "لا بد من ان نتوقف باجلال واحترام وتقدير كبير امام اولئك الشباب المجاهد والمقاوم والشجاع والباسل من الفلسطينيين والسوريين الذين احتشدوا عند حدود الجولان السوري المحتل".
والاثنين شهد مخيما عين الحلوة والمية ومية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان الاثنين اقفالا تضامنا مع الضحايا الذين سقطوا برصاص اسرائيلي في هضبة الجولان الاحد، واحرق عدد من المتظاهرين اطارات قطعت الطرق، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وخرج عشرات الشبان الفلسطينيين الى الشوارع باكرا في المخيمين الواقعين في صيدا، كبرى مدن الجنوب، تلبية لدعوة وجهتها اللجان والهيئات الشعبية والفصائل الفلسطينية تحت شعار "التضامن مع الضحايا الذين سقطوا خلال مواجهات بين متظاهرين والجيش الاسرائيلي في مناطق الضفة الغربية والجولان السوري".
وانبعثت سحب الدخان الاسود من احد مداخل مخيم المية ومية، فيما قطعت الاطارات المشتعلة طرقا عدة داخل مخيم عين الحلوة حيث اقفلت المؤسسات التربوية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "انروا" بعد امتناع الهيئة التعليمية والطلاب من التوجه اليها صباحا.
واندلعت النيران من الاطارات المطاطية ومستوعبات النفايات.
وتجمع عشرات الشباب والفتيان في الشوارع حاملين الاعلام الفلسطينية ورايات سوداء كتعبير عن حدادهم على القتلى.
وردد المتظاهرون هتافات بينها "الشعب يريد العودة الى فلسطين"، و"ع القدس راجعين.. شهداء بالملايين".
وطالب المتظاهرون بتنفيذ القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة والذي ينص على حق العودة الى فلسطين.
وقال منسق لجنة الدفاع عن حق العودة في مخيمات صيدا فؤاد عثمان لوكالة فرانس برس "اراد شعبنا ان يعبر عن تضامنه مع اهله واخوته في مناطق الضفة الغربية والجولان السوري المحتلة من خلال +يوم الغضب+ هذا".
واضاف ان التحرك جاء ايضا تعبيرا "عن الاستنكار للصمت العربي والدولي حيال المجازر الاسرائيلية التي ترتكب مع المسيرات السلمية التي ينظمها اللاجئون الفلسطينيون".
واكد ان "مسيرات العودة ستستمر"، معربا عن اسفه لمنع "تنظيم المسيرة الثانية" الى الحدود مع فلسطين في بلدة مارون الراس في جنوب لبنان الاحد.
ومنع الجيش اللبناني تظاهرة كانت مقررة الاحد على الحدود الجنوبية في ذكرى حرب 1967، وذلك بعد اسابيع من تظاهرة في بلدة مارون الراس في ذكرى النكبة قتل فيها ستة فلسطينيين برصاص اسرائيلي بعد اقترابهم من الشريط الشائك الحدودي.
وقد اطلق الجيش الاسرائيلي النار الاحد على شبان لاجئين فلسطينيين وسوريين حاولوا عبور المنطقة العازلة بمناسبة ذكرى النكسة، حزيران/يونيو 1967.
واعلنت دمشق ان المواجهات اسفرت عن سقوط 23 قتيلا و350 جريحا بينما اكد الجيش الاسرائيلي ان الحصيلة لم تتجاوز عشرة قتلى سقطوا في انفجار الغام.