قالت صحيفة هارتس ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تسعى الى الحصول على موافقة اسرائيل على طلب فلسطيني لعقد اجتماع ثلاثي الاسبوع المقبل لتحديد المرجعيات والاجندة والجدول الزمني للمفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
واوضحت الصحيفة ان الفلسطينيين يريدون مناقشة مستقبل التجميد الحالي للاستيطان في الضفة الغربية، والذي ينتهي في ايلول/سبتمبر المقبل.
واذا ما وافقت اسرائيل على الاجتماع، فسوف تكون المرة الاولى التي تجري فيها محادثات مباشرة جوهرية مع الفلسطينيين منذ تسلم بنيامين نتانياهو لرئاسة الحكومة الاسرائيلية العام الماضي.
وقال نتانياهو لوزراء حزبه "الليكود" الاحد ان "المحادثات ربما تبدا اواسط اب/اغسطس".
وقالت صحيفة هارتس انه على ما يبدو، فسوف يمثل اسرائيل في الاجتماع مبعوث نتانياهو الى عملية السلام اسحق مولهو، وسيمثل الفلسطينيين كبير المفاوضين صائب عريقات، في حين سيمثل الجانب الاميركي المبعوث جورج ميتشل الذي سيصل الى المنطقة الاسبوع المقبل.
وقد ابدى الرئيسان الاسرائيلي شمعون بيريز والمصري حسني مبارك تاييدهما للمفاوضات المباشرة خلال لقائهما في مصر الاحد.
وقال بيرز ومبارك في بيان مشترك عقب لقائهما ان "عامل الوقت مهم، وعلى الاطراف ان لا تضيع نافذة الفرصة التي يتم خلقها".
ويريد الفلسطينيون ان يمنحهم الاجتماع الثلاثي فرصة لكي يظهروا لادارة الرئيس اوباما انهم يحرزون تقدما على صعيد عقد المحادثات المباشرة، ولكن من دون تكرار كل المفاوضات ومن دون اجتماعات علنية موثقة بين الزعماء.
وبحسب صحيفة هارتس، فان نتانياهو يدرس فكرة الاجتماع الثلاثي، لكنه يفضل الاجتماع المباشر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب انه يامل في ان يساعد ذلك على استئناف العملية السلمية المجمدة منذ نحو ثمانية عشر شهرا.
وكانت ادارة الرئيس الاميركي قد اعلنت انها لن تعارض مثل هذه الاجتماع الثلاثي قبيل انطلاق المحادثات المباشرة في حال وافق الفلسطينيون والاسرائيليون على عقده.
وقد ابلغ عباس عضو الكنيست الاسرائيلي داليا رابين، ابنة رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين خلال لقائهما في رام الله الاحد، ان الجامعة العربية عبرت عن تاييدها للمحادثات المباشرة.
وقال عباس انه يريد من نتانياهو قبول مبدا التفاوض على اقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967، مع تبادل للاراضي، وانه يريد ان تركز المفاوضات على الحدود والامن.
وقال عباس "اريد الذهاب الى مفاوضات مباشرة، لكنني لا اريد مفاجات".
واكد انه لن يتنازل عن شروطه لبدء هذه المفاوضات.
وخلال اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الخميس، قال عباس انه تلقى تلميحات من ادارة اوباما تشير الى ان نتانياهو وافق على اجراء المفاوضات على اساس حدود 1967.
وكما تقول هارتس، فان نتانياهو مستعد لوضع جدول زمني للمفاوضات مدته عام واحد. كما انه مستعد لمناقشة اي من القضايا الجوهرية لاتفاق الوضع النهائي وهي: القدس، الحدود، اللاجئون، المستوطنات، الامن والمياه.
واضافت ان نتانياهو يريد ايضا ان تجري معظم المفاوضات بينه وبين عباس. وهو مستعد لضم ميتشل في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين لحل اية اشكالات قد تبرز، لكنه لا يريد ان يحضر ميتشل كل اجتماع.
ويريد نتانياهو كذلك ان يتم تنفيذ الاتفاق على مدى عدة سنوات وبشكل تدريجي.