قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بعد اجتماعه بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في واشنطن بحضور مستشار رئيس السلطة نبيل أبو ردينة وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن معن عريقات إن البحث تناول أربعة مواضيع.
وأضاف "المسألة الأولى هي المصالحة الفلسطينية وما نسعى له في هذه المصالحة بالنسبة لنا كفلسطينيين تعتبر أهم مصلحة إستراتيجية لدينا".
أما النقطة الثانية فقال إنها تناولت السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأضاف عريقات أن نقاط البحث الأخرى تناولت شرح توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة.
وسئل عريقات عما إذا كان سيعقد جلسات تفاوض مع المفاوض الإسرائيلي اسحق مولخو الموجود في واشنطن أيضا، فنفى أي نية للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي في واشنطن، مكرراً أنه ينقل إلى المسؤولين الأميركيين رسالة من رئيس السلطة محمود عباس إلى المسؤولين الأميركيين.
وقال عريقات إن عباس أبلغ وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه حين التقى به في روما بقبول مبادرة فرنسية إذا وافق الجانب الإسرائيلي عليها.
إلا أن عريقات الذي اجتمع أعرب عن خشيته من انعكاسات رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.
وقال عريقات إن خيار السلطة الفلسطينية واضح إذا استمر الجمود مسيطراً على جهود السلام وسدت الطريق أمام السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، فإن السلطة التي هي جسر عبور إلى الدولة الفلسطينية لا مبرر لها إذا لم تتمكن من تحقيق هذا الهدف.
الى ذلك قالت صحيفة (هارتس) الاسرائيلية "ان البيت الابيض يحاول استئناف مفاوضات سلام مع الفلسطينيين قائمة على أساس المبادئ التوجيهية التي وردت في خطاب الرئيس باراك اوباما في الشهر الماضي".
واكدت الصحيفة في عددها اليوم ان هذا التوجه من الرئيس أوباما يأتي وسط تقارير عن اجراء محادثات غير مباشرة تجرى الان في واشنطن مع الفلسطينيين في جهد امريكي يستهدف استئناف المفاوضات.
وأضافت "ان هذا الجهد يأتي لاحباط محاولة الفلسطينيين التوجه للامم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في شهر سبتمبر القادم وفق ما نقلت عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو".
واوضحت المصادر "ان مسؤولين امريكيين كبارا يعملون الان كوسطاء بين الجانبين من خلال عقد لقاءات منفصلة مع الجانبين تعقد في البيت الابيض او في وزارة الخارجية الامريكية".
ويمثل اسرائيل في هذه المحادثات المستشار اسحق مولخو وهو المبعوث الخاص برئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو فيما يمثل الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات وكذلك الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة.
ووفق مصادر ديوان نتانياهو "وجه الامريكيون دعوات للجانبين للتوجه الى واشنطن في رد على المبادرة الفرنسية التي قدمت الخميس الماضي لهما ودعت الى استئناف مفاوضات السلام وفق القواعد التي جاءت في خطاب الرئيس اوباما الذي ألقاه في 19 مايو الماضي".
ورأت مصادر نتانياهو "ان الولايات المتحدة وكما يبدو تفضل ان تقود عملية المفاوضات بنفسها "في اشارة الى عدم رغبتها في رعاية فرنسا لهذا الامر".
وقدمت فرنسا مبادرة للفلسطينيين والاسرائيليين شملت الدعوة الى اجراء مفاوضات في باريس للبحث اولا في قضيتي الحدود والامن على اساس الخطوط التي كانت قائمة في عام 1967 مع تأجيل البحث في قضيتي القدس واللاجئين الى وقت لاحق.
وكشفت صحيفة هارتس "ان عددا من المسؤولين الامريكيين حثوا الرئيس اوباما في الفترة الاخيرة على عدم توجيه دعوة لنتانياهو وللرئيس محمود عباس في هذا الوقت لزيارة واشنطن لاجراء مفاوضات على اساس القواعد ذاتها التي جاءت في خطابه السابق".
ووفق الصحيفة فإن الامريكيين يحاولون معرفة فيما اذا كانت الاطراف المختلفة مستعدة لاستئناف المفاوضات على اساس القواعد التي جاءت في الخطاب الاخير غير ان التقييم السائد الان في واشنطن هو ان الاحتمالات الخاصة لنجاح هذا الامر تبدو ضئيلة.
وكان وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه اجتمع الليلة الماضية مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حيث ناقش معها المبادرة التي وضعتها بلاده والتي اعلنت "ان هذا الامر قد لا يكون مثمرا".