مؤشرات على تحرك عملية السلام في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 11 أغسطس 2010 - 08:43 GMT
جنود اسرائيليون يعتقلون متظاهرا فلسطينيا في مدينة الخليل الثلاثاء/أ.ف.ب
جنود اسرائيليون يعتقلون متظاهرا فلسطينيا في مدينة الخليل الثلاثاء/أ.ف.ب

أجرى المبعوث الاميركي جورج ميتشل محادثات "جادة وايجابية" يوم الثلاثاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد بشأن اتخاذ خطوة نحو المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للصحفيين ان الفلسطينيين يواصلون جهودهم من أجل الوصول الى صيغة تساعدهم في خوض مفاوضات جادة ومفاوضات نهائية لها اطار زمني محدد وبرنامج محدد.

وقالت مصادر فلسطينية ان عباس ربما يوافق على محادثات سلام مباشرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "خلال أيام" شريطة أن يتلقى تأييدا من القوى الكبرى لهذه الخطوة.

وقال مسؤول فلسطيني "أظهر الاميركيون تفهما لموقف الفلسطينيين ونريد أن نذهب الى المحادثات المباشرة على أساس بيان اللجنة الرباعية بتاريخ 19 اذار / مارس."

وقال عباس يوم الاثنين انه اذا كررت لجنة الوساطة الرباعية الدولية المؤلفة من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا بيانها الذي يدعو اسرائيل لوقف الانشطة الاستيطانية والوصول الى اتفاق خلال 24 شهرا " انا اذهب رأسا (الى المفاوضات المباشرة) لانه متضمن كل شيء."

وقالت مصادر مشاركة في الجهود الجارية لدفع الجانبين للجلوس وجها لوجه ان عباس سيبلغ ميتشل يوم الاحد ما اذا كان مستعدا للعودة للمفاوضات المباشرة واذا كان قراره بالايجاب ستصدر الرباعية بيانا يوم الاثنين او الثلاثاء يمنح عباس المساندة الدولية التى يريدها.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بي.جيه. كرولى ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ناقشت الامر مع امين عام الامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس الوزراء الاسبق توني بلير مبعوث الرباعية للشرق الاوسط.

واضاف كرولي "اذا كان لبيان من الرباعية أن يساعد في تشجيع الاطراف على المضي قدما فبوضوح اعتقد ان هذا شيء الولايات المتحدة ندعمه."

ومن المنظور الفلسطيني يمكن أن تعتبر الموافقة الفلسطينية على المفاوضات المباشرة الان تنازلا اخر بلا مقابل مما يزيد من تقويض موقف عباس السياسي. وربما يوفر تكرار بيان رباعي الوساطة ورقة التوت.

ولمح عباس بما يفيد بذلك يوم الاثنين فقال "الان نحن نتعرض لهذه الضغوط واعتقد اننا حتى الان لم نقبل.. ربما تتناول الضغوط امورا اخرى لا قبل لي بها عند ذلك سأدرس الامر مع القيادة التي تقرره ويمكن ان ارجح القرار فيما بعد."

ولدى وصوله الى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله توقف ميتشل (76 عاما) الذي تكررت على اذانه لفظة "لا" من الجانبين مبتسما- على غير عادته-أمام عدسات الكاميرات.

وفي تصريح مقتضب عقب المحادثات اكتفى ميتشل بالقول "نواصل جهودنا..(السلام) في مصلحة الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي وجميع شعوب المنطقة ويصب في المصلحة القومية الاميركية أيضا."

واستؤنفت عملية السلام المتعثرة في ايار / مايو بعد توقف دام 18 شهرا لكن المحادثات كانت غير مباشرة وقام ميتشل بدور مكوكي كوسيط دبلوماسي.

وأعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما عن رغبته في استئناف المحادثات المباشرة قبل وقت كاف من 26 سبتمبر ايلول موعد انتهاء فترة وقف جزئي للبناء الاستيطاني الاسرائيلي في اراضي الضفة الغربية المحتلة وهو ما قد يشكل عواقب وخيمة على العملية.

ويصر عباس على أن تتناول المفاوضات المباشرة جميع الاراضي التي احتلتها اسرائيل في عام 1967. ويشمل ذلك القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم وغور الاردن الذي قد تصر اسرائيل على بقاء قواتها فيه.

ويريد عباس أيضا وضع حد للاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية.

واتهم نتنياهو عباس بتضييع الوقت ويصر على انه يمكن للفلسطينيين اثارة كل القضايا على مائدة التفاوض. ويقول انه مستعد للجلوس والتفاوض فورا.

ومن المقرر ان يجتمع ميتشل مع نتنياهو صباح الاربعاء.