جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده اليوم ان اسرائيل ستواصل اعمال البناء الاستيطاني.
وقال نتنياهو في حديث له خلال جلسة حكومته ان "اسرائيل تواجه في الايام الاخيرة تهديدات جديدة كما انها تلاحظ تحول لبنان الى دولة تسير في فلك ايران".
ووصف الوضع في لبنان بأنه "مأساوي" مضيفا ان "اسرائيل تدرك كيفية الدفاع عن نفسها".
وتأتي تصريحات نتنياهو هذه رغم المطالبات والدعوات الدولية للحكومة الاسرائيلية بتمديد قرار تجميد الاستيطان لانجاح المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن بداية سبتمبر الماضي.
وعقد نتيناهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقاءات عدة في اطار المفاوضات المباشرة التي ما لبثت ان توقفت بعد اعلان اسرائيل انتهاء قرار تجميد الاستيطان في ال26 من سبتمبر الماضي
في الغضون طالب رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات اليوم المجتمع الدولي بالتصدي لكافة التصرفات الاسرائيلية والتي كان اخرها الاعلان عن مواصلة الاستيطان في القدس اضافة الى اصدارها قانون عنصري بشأن شروط الحصول على جنسية اسرائيلية.
واعتبر عريقات في تصريح نقلته وكالة الانباء الكويتية (كونا) أن "اسرائيل اطلقت بقرار الاستيطان الاخير رصاصة على الشرعية والقانون الدولي وميثاق جنيف الرابع وعلى المجتمع الدولي" مؤكدا أن اسرائيل "اصبحت دولة بحاجة الى اكثر من سؤال من المجتمع الدولي".
وقال عريقات ان تل ابيب "تصدر يوما قانونا بشأن ما تسميه الولاء للدولة وفي اليوم الذي يليه تصدر قانونا عنصريا آخر حول الطبيعة الدينية لها وفي اليوم الثالث تواصل الاستيطان في الارض المحتلة كما انها تواصل الاقتحام والاغتيال والاغلاق في مختلف الاراضي الفلسطينية".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جدد اليوم تأكيده ان اسرائيل ستواصل اعمال البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس.
وتسائل عريقات في تصريحاته عن "حاجة اسرائيل للمفاوضات مع الفلسطينيين ما اذا كانت ستواصل عمليات الاستيطان في مستوطنات ستضمها لها" معتبرا انه "اذا ما كانت الاخيرة تقرر من جانب واحد ما الذي ستضمه من ارضنا لحدودها فانما هي تثبت انها تمارس سياسة الاملاءات وليس المفاوضات " ومشيرا الى "ان قرارنا كان ولا يزال انه لن تكون هناك مفاوضات طالما تواصل الاستيطان ".
وشدد على "اننا لسنا ضد المفاوضات كما اكدنا مرات كثيرة ولكن لا جدوى من اجراءها مع فريق اسرائيلي يمارس سياسة الاملاءات " مضيفا "اننا طلبنا من الادارة الامريكية ومن المجتمع الدولي بالطلب من اسرائيل وقف هذا الاستيطان".
كما طالب عريقات هذه الاطراف "بالقاء اللوم على الحكومة الاسرائيلية بسبب رفضها وقف الاستيطان وان يحملوها مسؤولية تجميد المفاوضات وما ينشأ عن ذلك من تبعات على مستوى دولي".
وفي تعليق له على اتهام اسرائيل للسلطة الفلسطينية بالبحث عن بدائل للمفاوضات قال عريقات "نحن لسنا الطرف الذي علق المفاوضات وانما الجانب الاسرائيلي باختياره للاستيطان هو من تسبب في انهيارها وهذا يعرفه القاصي والداني".
وذكر المسؤول الفلسطيني "اننا اعلنا في العام 1988 عن استقلالنا والان المجتمع الدولي مطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية" مشيرا الى ان "احد البدائل التي نسعى لتحقيقها الان هو الحصول على اعتراف دولي بهذه الدولة او الذهاب لمجلس الامن الدولي لتقديم طلب عضوية كاملة لفلسطين بعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع عريقات "اننا نعرف تماما الخطوات واجبة الاتباع للحصول على هذا الاعتراف" مستدركا بالقول "اننا لن نقدم على هذه الخطوة غدا أو بعد غد لاننا لا زلنا نجري دراسات والتنسيق اللازم حتى لا نصطدم بعقبة الفيتو الامريكي".
ورأى "انه آن الاوان للمجتمع الدولي مواجهة التعنت والصلف الاسرائيلي واصراره على مواصلة الاستيطان ومواصلة سياسة الاملاءات وتدمير المحادثات المباشرة وان يتخذ اجراءات دولية حقيقية وان يقرروا ما يتوجب عمله".
وكانت وسائل اعلام اسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق من اليوم ان السلطة الفلسطينية ستعلن العام القادم عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة استنادا الى اقوال الرئيس الامريكي باراك اوباما باقامة هذه الدولة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967.
واكدت اللجنة التنفيذية في (منظمة التحرير الفلسطينية) امس السبت انها ستدرس بعمق كل الخيارات المطروحة في ظل تعثر المفاوضات المباشرة مع اسرائيل ومنها خيار التوجه الى الامم المتحدة.
وقالت اللجنة في بيان لها "انها ستدرس وبعمق وبالتفصيل خلال الايام المقبلة جميع الخيارات السياسية المطروحة في ظل تعطل العملية السياسية واصرار اسرائيل على الجمع بين استمرار الاستيطان وبين ما المفاوضات المباشرة".